"يا باهي الجبين"

حبيته وباه ما بلقى كماه
خيوط
December 28, 2023

"يا باهي الجبين"

حبيته وباه ما بلقى كماه
خيوط
December 28, 2023
.

"يا باهي الجبين"

حبيته وباه ما بلقى كماه

(خيوط)

الكلمات: عبدالله هادي سبيت

ألحان: عبدالله هادي سبيت

غناء: محمد صالح حمدون

   في العام 1957، ظهر على الساحة الفنية بلحج، صوتٌ نادر لشاب في الرابعة عشر من عمره، وكانت أغنية (سألت العين) هي بطاقة التعريف بالفنان الشاب القادم من قرية الوهط القريبة من الوهط (عاصمة السلطنة العبدلية وقتها)، وفي فترة وجيزة كانت الأغنية تتردد على كل شفاه من الشغوفين بالغناء في لحج وعدن وأبين، وبعدها بفترة قصيرة ظهرت أغنية (يا باهي الجبين) لتكرسه فنانًا مختلفًا في مدرسة التجديد الغنائي في الجنوب اليمني. الأغنيتان كتب كلماتهما ولحّنهما الشاعر عبدالله هادي سبيت، الذي شكّل مع حمدون لاحقًا ثنائيًّا فنيًّا، ربطتهما العديد من الأغاني، مثل: "با حبك"، و"يا بوي"، و"يا شاكي السلاح"، وغيرها.
تقول كلمات أغنية "يا باهي الجبين": 

يا باهي الجبين كم مرت سنين
وانا في أنين     ليلي من بحين
قالوا مستحيل     تحظى بالقليل
خذ غيره بديل     قلت لهم منين
من غيرك مُنى قلبي    تطفي لوعتي
من ذا يشبهك
يا ذي انته بأشجاني تسيِّل دمعتي
هب عمري معك
والأنة تطول     والآه كم تقول     بس يا اهل الفضول
حبيته وباه ما بلقى كماه     أدوِّر له منين
يا باهي الجبين
ما أنساها ليالي مرت يا جميل

وانا بين نهدك والخد الأسيل

والشعر المُنَعثَر والطرف الكحيل

تايه بينهم حاير وانته دليل
تضنيني وتشفيني     تعدمني وتحييني

ما قد مر يكفيني     هب عمري أنين

          يا باهي الجبين

إن تنسى أنا ما أنسى أيام الوصال

كم مرت ليالي ما احلاها ليال

ساعة تلبس الفتنة ساعة الدلال

تتخطر وتتمخطر والليل طال

حتى البدر غاب    ما بين السحاب

يخشى الالتهاب     من كثر العتاب

ذاب القلب ذاب واحنا ذائبين

كم كان القمر يسحرنا ضياه 

واحنا في خيال     يا باهي الجبين
كم من دهر مر مرينا معاه

 نتحدى المحال

كنا ما نفكر في اللي با يصير 

ما نحسب حساب

ليه نحسب ونحنا قررنا المصير

قفلنا الكتاب

ما نسمع كلام ما نعرف ملام

 نحيا في هيام     ليت الوصل دام 

ليت الدهر نام     يا باهي الجبين(1). 

عن الشاعر

"شاعرٌ غنائي مجيد، وملحّن وعازف ومغنٍّ متميز. وُلِدَ بالحوطة - لحج. عمل وكيلًا للمعارف في السلطنة اللحجية سنة 1948. كان واحدًا من روّاد النهضة الفنية التي أسّسها الأمير أحمد فضل القمندان، بلحج. يستقيم شعره على الصورة ورقّة المفردة وموسيقيتها، وفيه تضمينات و(Allusions) تدل على سَعة قراءته في الأدب العربي. كتب ولحّن القصيدة الغنائية والوطنية، وكتب النشيد الديني. يجنح بعض شعره الغزلي نحو الصوفية.

من أغانيه المشهورة: "يا باهي الجبين"، التي تغنّت بها كل اليمن عام 1957، و"القمر كم با يذكرني جبينك يا حبيبي"، و"سألتني عن هوايا فتناثرت شظايا"، و"هويته وحبيته" التي بثّتها إذاعة صوت العرب بصوت إسكندر ثابت، و"لما متى يبعد وهو مني قريب" التي غنّاها ابن حمدون وطلال مداح. ترك لنا دواوين عدة، منها: (الدموع الضاحكة)، و(مع الفجر)، عام 1963، و(الفلاح والأرض) ملحمة شعرية بالعامية نشرت عام 1964، و(الصامتون) عام 1964، و(أناشيد الحياة) 1974، و(رجوع إلى الله) بالفصحى عام 1974، نشرنا عنه كتاب: (عيش بالمرّ نشوان)، وضم المداخلات التي قُدّمت في ندوة كلية التربية - صبر، لحج في 17 يونيو 1996. تُوفِّي في 22 أبريل/ نيسان 2007، بمدينة تعز، وقبره فيها".

استطاع سبيت أن يضيف إلى التجربة القُمندانية الشيءَ الكثير، وكان لنهضة لحج الثقافية في فترة صديقه السلطان المتنور علي عبدالكريم العبدلي في سنوات الخمسينيات، أثرها في إثراء تجربته الشعرية واللحنية التي خرجت من أفقِها اللحجيِّ إلى فضائها اليمنيّ عبر عدن وفنّانيها الكبار. "عشرات الأغاني اللحجية التي أبدعها كلماتٍ وألحانًا، تجاوزت شهرتها الحدود الجغرافية لليمن، لتصل إلى المستمع العربي، إمّا بأصوات يمنية أو عربية، فقد ترنم بأغانيه وألحانه عددٌ كبيرٌ من الفنّانين والمطربين، ومنهم: فضل محمد اللحجي، محمد صالح حمدون، محمد مرشد ناجي، محمد سعد عبدالله، فيصل علوي، إسكندر ثابت، أيوب طارش، طلال مداح، أحمد فتحي، وسعودي أحمد صالح، وأحمد يوسف الزبيدي"(2). 

عن الفنّان 

وُلد الفنان محمد صالح حمدون بقرية (الوهط) محافظة لحج في 1943، ومارس الغناء صغيرًا وعمره 9 سنوات، حينما كان طالبًا في المدرسة الجعفرية ويردد الأغاني والأناشيد في حفلات وطوابير المدرسة، وسجل أغنيته (سالت العين) في إذاعة عدن عام 1957، وصار وقتذاك ظاهرة فنية. غنّى لثورة الجزائر في الحفلات الخيرية لدعم الشعب الجزائري، على مسارح عدن ودار سعد عام 1956، أناشيدَ منها: (يا شاكي السلاح)، و(أشرقي يا شمس في أرض العروبة)، من كلمات ولحن عبدالله هادي سبيت، وغنّى لسبيت أيضًا: "يا باهي الجبين"، "والله ما فرقته"، "يا بُوي يا بُوي"، "ألا لما متى يبعد". وغنّى من شعر الأمير صالح مهدي العبدلي: "ليه يا هذا الجميل"، "يا ربيب الحب"؛ ومن شعر صالح نصيب: "أخاف منك عليك" و"قضيت العمر" لحنهما فضل محمد اللحجي، و"صغير في سنه" لحنها الأمير محسن بن أحمد مهدي العبدلي، و"حبيبي سلام" لحن عبداللطيف صالح أحمد. ومن شعر مهدي علي حمدون: "شرعك حكم" لحن الأمير محسن، و"سكون الليل" و"يكفي بس وا مبتلي" لحن فضل محمد اللحجي. ومن شعر أحمد سعيد دبا وألحان الشيخ يحيى محمد فضل العقربي، أغانيَ، منها: (رماني)، و(يضاحكني)، و(الصبر حكمة). توفي في 13 أكتوبر 2003(3).

______________________ 

(1) موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين، دائرة التوجيه المعنوي، صنعاء، 2005، الجزء السادس، ص338-339.

(2) ينظر:  https://www.khuyut.com/blog/yabn-alnas 

(3) ينظر: http://wadialmarifah.blogspot.com/2011/05/blog-post_09.html

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English