(يا ابن الناس حبيتك)

رائعة "المرشدي" و"سبيت" ببذخها الراقص
خيوط
December 15, 2022

(يا ابن الناس حبيتك)

رائعة "المرشدي" و"سبيت" ببذخها الراقص
خيوط
December 15, 2022

كلمات: عبدالله هادي سبيت

لحن وغناء: محمد مرشد ناجي

أغنية "يا بن الناس حبيتك" أو ما تعرف عند آخرين باسم "يا بخت من حب"، هي واحدة من الأغاني العديدة التي جمعت الفنان محمد مرشد ناجي والشاعر عبدالله هادي سبيت، لكنّها من أكثر الأغاني الطربية ذات الخصوصية اللحجية بمعمارها الإيقاعي الراقص. 

تقول كلمات الأغنية:

يا بن الناس حبيتك ** وبالروح غذّيتك 

أنت القصد والمطلب ** يا بخت مَن حب

الحب  ذا جنّةْ ** يـا هــابوي أنا منّه 

روح الهناء دنّه ** داعي الهنــا طرّب         

هيا اغترف منه ** ذا أنسنــا منّـه

 واقطع به الأنّةْ ** بكـأس الهوى نشرب

يا بسمـة الزهرةْ ** يــــا طيّب العِشرةْ 

 يا زينـة السهرةْ ** يا الله اشترح واطرب         

يا الله بها ساعةْ ** ترقص لها القاعةْ 

يـا زينة الساحةْ ** شرّف لنـا الملعب 

عن الشاعر 

 يقول عنه جمال السيد، في مدونته:

"شاعرٌ غنائي مجيد، وملحّن وعازف ومغنٍّ متميز. وُلِدَ بالحوطة - لحج. عمل وكيلًا للمعارف في السلطنة اللحجية سنة 1948م. كان واحدًا من روّاد النهضة الفنية التي أسّسها الأمير أحمد فضل القمندان، بلحج. يستقيم شعره على الصورة ورقّة المفردة وموسيقيتها، وفيه تضمينات و(Allusions)، تدل على سَعة قراءته في الأدب العربي. كتب ولحّن القصيدة الغنائية والوطنية، وكتب النشيد الديني. يجنح بعض شعره الغزلي نحو الصوفية. من أغانيه المشهورة: "يا باهي الجبين"، التي تغنّت بها كل اليمن عام 1957م، و"القمر كم با يذكرني جبينك يا حبيبي"، و"سألتني عن هوايا فتناثرت شظايا"، و"هويته وحبيته" التي بثّتها إذاعة صوت العرب بصوت إسكندر ثابت، و"لما متى يبعد وهو مني قريب" التي غنّاها ابن حمدون وطلال مداح. ترك لنا عدة دواوين، منها: (الدموع الضاحكة)، و(مع الفجر)، عام 1963م، و(الفلاح والأرض) ملحمة شعرية بالعامية نشرت عام 1964م، و(الصامتون) عام 1964م، و(أناشيد الحياة) 1974م، و(رجوع إلى الله) بالفصحى عام 1974م، نشرنا عنه كتاب: (عيش بالمرّ نشوان)، وضم المداخلات التي قُدّمت في ندوة كلية التربية - صبر، لحج في 17 يونيو 1996م. تُوفِّي في 22 أبريل/ نيسان 2007م، بمدينة تعز، وقبره فيها"(1).

استطاع سبيت أن يضيف إلى التجربة القُمندانية الشيءَ الكثير، وكان لنهضة لحج الثقافية في فترة صديقه السلطان المتنور علي عبدالكريم العبدلي في سنوات الخمسينيات، أثرها في إثراء تجربته الشعرية واللحنية التي خرجت من أفقِها اللحجيِّ إلى فضائها اليمنيّ عبر عدن وفنّانيها الكبار. "عشرات الأغاني اللحجية التي أبدعها كلماتٍ وألحانًا، تجاوزت شهرتها الحدود الجغرافية لليمن، لتصل إلى المتلقي العربي، إمّا بأصوات يمنية أو عربية، فقد ترنم بأغانيه وألحانه عددٌ كبيرٌ من الفنّانين والمطربين، ومنهم: (فضل محمد اللحجي، محمد صالح حمدون، محمد مرشد ناجي، محمد سعد عبدالله، فيصل علوي، إسكندر ثابت، أيوب طارش، طلال مداح، أحمد فتحي، وسعودي أحمد صالح، وأحمد يوسف الزبيدي"(2).

عن الفنّان (قليل من السيرة) 

ابتدأت رحلة المرشدي في الحياة بمولده في بيت شعبيّ في حافة القحم بالشيخ عثمان في فبراير 1929، لأمٍّ صومالية تدعى (عورلا عبدي)، جاءت إلى عدن طفلة برفقة عائلتها، وأب ينحدر من معافر(الشويفة) بالحجرية، وجاء إلى عدن هربًا من عذاب الإمامة، وفي عدن جُنِّد الأب سخرة في الجيش التركي في فترة مرابطته بمنطقة لحج والشيخ عثمان، في ذروة الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، قبل أن يصير عاملًا بالأجر اليومي في إحدى شركات الملح بالحسوة. ماتت والدته، التي لم تلقّنه هو وأخواته اللغة الصومالية، وهو طفل صغير ففقد جوانب كثيرة من سعادته، التي لم يستطع الأب الفقير تعويضها، وأراد الطفل النحيل والصغير تعويضها بالتعليم، حتى يصير كاتبًا حكوميًّا (كرانيًّا) كما كانت تحلم به الأم.

من المعلامة إلى المدرسة الحكومية الابتدائية في الشيخ عثمان ثم إلى المدرسة التبشيرية في ذات المنطقة بعد رفضه في المدرسة المتوسطة الحكومية في كريتر، غير أنّ المدرسة أقفلت أبوابها وهو في السنة الأولى. انتقل إلى مدرسة (البادري) بكريتر، ولم يستطع المواصلة بها لفقره، ثم الدراسة في مكتب صالح حسن تركي لتعليم اللغة الإنجليزية، وهذا الأخير هو جدّ الفنان والموسيقي إسكندر ثابت لأمّه، وقد كان يهوى الموسيقى، ويؤلف الأغاني، ويعزف على الكمان، ويغنّي أيضًا، وربما هذا من فتح أفق الفنّ والغناء عند المرشدي، حين كان مولعًا بكرة القدم ويلعبها بمهارة ضمن فريق الشبيبة (الواي). أثناء دراسته في مكتب التركي، تحصّل المرشدي على وظيفة ممرض في المشفى الهندي، لكنه بعد عام، استقال بعد أن كان قد تزوج وهو في السادسة عشرة من فتاة عدنية، أنجبت له ولده البكر في 1948، الذي أسماه (علي)، وصار يكنَّى به حتى وفاته.

بعد أن وجد نفسه في الشارع من جديد، تقدّم إلى وظيفة في شركة أرامكو في الظهران، بواسطة أحد مكاتب الخدمات في كريتر، لكنه لم يمكث طويلًا هناك بعد إصابته بالتدرن، فعاد إلى عدن وبقي لعام كامل يتعالج من مرض السل. 

في العام 1951، انتقل للعمل مديرًا لمكتب نائب سلطنة الفضلي في زنجبار (أبين)، لكنه في العام 1953، قرّر الاستقالة من عمله في السلطنة، وعاد إلى الشيخ عثمان، فتدبّر له صديقه الأديب والسياسي محمد سعيد مسواط، عملًا في مدرسة النهضة العربية، لكنّه سرعان ما عاد من جديد للعمل مع السلطان عبدالله بن عثمان في أبين، بطلب من الأخير الذي زاره لمسكنه في الشيخ عثمان. بعد فترة ليست بالقصيرة، ترك السلطان، وعاد إلى عدن بعد أن وجد السلطان منزوع الصلاحيات. في تلك الفترة، تزوج بامرأة ريفية بسيطة من قرية أبيه، وبقيت معه حتى نهاية العمر. ويقول عنها: "لقد استطاعت تلك الفتاة الريفية أن تنسيني نفسي، ناهيك عن حبي القديم، لما غمرتني به بفيض من البنين والبنات، بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت"، (ص 40).

بعد تلك المرحلة انتقل للعمل في شركة (Bp)، حتى عشية الاستقلال في العام 1967، بالرغم من أنه قد صار نجمًا لامعًا في سماء الطرب في عدن وعموم اليمن. يلخص المرشدي معركته الشرسة مع الحياة حتى هذه المرحلة، بقوله: "إلى هنا وتنتهي معركتي مع الوظيفة الكتابية، وكان التحدّي هو الذي حقّق انتصاري عليها رغم حرماني من التعليم ورغم الفقر المدقع والصحة المفقودة. وهذا الانتصار يعدّ انتصارًا على السياسة الاستعمارية في التعليم وسقوط الكثيرين من أبناء الفقراء المتفوقين في الطريق، ولو لم أسلك طريق التحدّي معتمدًا على مواهب توافرت في أكثر من مجال، وصمودي أمام الفقر المخيف، لكنت أي شيء على هامش الحياة"(3).

المصادر:

(1) ينظر http://wadialmarifah.blogspot.com/2011/06/blog-post_04.html

 (2) ينظر https://www.khuyut.com/blog/poet-singers

(3) ينظر https://belqees.net/articles/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B4%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AB%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%AA%D9%84%D9%81-1-2

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English