"زمان والله زمان"

فيصل علوي وأغنية الأنس الجميل
خيوط
January 12, 2023

"زمان والله زمان"

فيصل علوي وأغنية الأنس الجميل
خيوط
January 12, 2023

كلمات: الأمير صالح مهدي العبدلي

ألحان: الأمير محسن بن أحمد مهدي العبدلي

غناء: فيصل علوي

أغنية "زمان والله زمان"، والتي تعرف أيضًا بأغنية "على الحسيني سلام"، واحدة من أغاني الطرب اللحجي، للمرحلة ما بعد القمندانية وامتدادها. كتب كلماتها الشاعر الراحل صالح مهدي العبدلي، ابن شقيقة القمندان، ولحّنها محسن بن أحمد مهدي العبدلي، وصارت بصوت الفنّان فيصل علوي واحدةً من أغاني الأنس الجميل في مدونة الطرب اللحجيّ، واليمنيّ عمومًا.

تقول كلماتها: 

زمـان والله زمــان     من يوم غمزة عيانـه

وضحكتـه والكـلام     على الحسينـيّ سـلام

أمــــان منـه أمـــــان     إن كان عنـده أمانـةْ

يـردّ حتّـى السـلام     على الحسينـيّ سـلام

                (**)

أميـر سيـد الحِسـان     سلطان حاكـم زمانـه

جميل حالـي القـوام     على الحسينـي سـلام 

سـافر وقلبي ظمآن     والروح أيضًا ظمآنةْ

ماذا بفعل الكرام     على الحسيني سلام

               (**)

وحـيد وسـط المكان     فاضي بجـنبي مكانه 

من يوم ولّـى وقام     على الحسينـي سـلام

تلعب بقلبي المظان     غريق موجه مهانه

يمشي وحوله ظلام     على الحسينيّ سلام

                  (**)

من باع قلبه وهـان     يصبر على ذي الهيانةْ

للــذلّ وإلّا الـمـلام     على الحسينـي سـلام

 غريب من ذي الوطان     ما عاد يعرف وطانه

 من يوم حبه وهام     على الحسيني سلام

                  (**)

ليته معي في الثبـان     وإلّا أنـا فـي ثبانـه

في الحضن باسهر وانام     على الحسينـي سـلام

بانسى جميع الشجان     والقلب ينسى شجانه

والعين تضحك دوام     على الحسيني سلام(1)

                   (***)

عن الفنّان

يقول الباحث الموسيقيّ والفنّان عصام خليدي، عن فيصل علوي:

"يعتبر منذ بداياته الأولى واحدًا من أهم مطربي الغناء اليمنيّ، وتحديدًا لون الغناء اللحجي (القديم والمعاصر). نشر الأغنية اللحجية بنكهتها ومذاقها المتفرّد بكل (حرفية وأمانة وصدق) ونجح في توصيلها بمستوى فنّي رفيع عالٍ وراقٍ (ليبعث الروح إليها والحياة) مجدِّدًا نافضًا غبار الزمان من عليها باشتغالاته الإبداعية الرائعة الفذّة.

والأهم من ذلك، قدرته اللافتة في التعبير والتصوير بطريقته الإبداعية وقوالبه وجمله اللحنية (الفيصلية) التي جعلت المتلقي المستمع والمتذوق لأعماله وأغانيه يرحل على بساط حنجرته وصوته القويّ المعبر إلى جنائن الحسينيّ وبساتين الرمادة، ونستطيع القول مجازًا أنّ فيصل علوي يمتلك (صوتًا عابرًا للقارات).

تميّزت ألحانه بقدرة فائقة في نقل وترجمة هموم وقضايا ومعاناة الإنسان اليمنيّ البسيط المكافح بتلقائية وعفوية وعمق غير مسبوق، مبتعدًا عن التكلف والصنعة والافتعال.

اتّسمت أغانيه التراثية والحديثة (بتنويعات نغمية مقامية وإيقاعية) ذات ثراء وخصوبة وحركة ورشاقة في الأرتام والإيقاعات التي استخدمها بشكلٍ عام، معتمِدًا على غزارة الفلكلور والتراث اللحجي"(2).

عن الشاعر

وُلِد الأمير صالح مهدي بن علي العبدلي في مدينة الحوطة عام 1910. درس في المدرسة المحسنية العبدلية والتي كانت تعدّ صرحًا علميًّا وتعليميًّا كبيرًا. انتقل إلى مدينة عدن في فترة الحكم والاحتلال التركي [للحوطة]، ودرس اللغة الإنجليزية في إحدى المدارس التبشيرية بعدن، فأجاد اللغة الإنجليزية نطقًا وكتابة. وكان يستعين به بعض سلاطين وأمراء العبادل في الترجمة ومخاطباتهم باللغة الإنجليزية.

شغل منصب نائب قائد الجيش في السلطنة العبدلية؛ أي كان نائبًا لخاله القمندان الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي، الذي كان حينها قائدًا لجيش السلطنة العبدلية. 

رغم أعباء المسؤولية في قيادة الجيش في السلطنة، ظلّت اهتمامات الأمير صالح مهدي العبدلي في الجوانب الثقافية والأدبية والفنية مستمرّة؛ حيث عاصر خاله القمندان، وكان ملازمًا له ومشاركًا في ندواته الشعرية والأدبية والفنية وفي جلساته ومقايله ومقابلاته، وتأثّر به.

ومن القصائد التي كتب كلماتها ولحّن الكثير منها، الأمير محسن بن أحمد مهدي العبدلي:

"ليه يا هذا الجميل"، "أعطني يا طير من ريشك جناح"، "يقولوا لي نسي حبك وليه تجري وراه"، "على الحسيني سلام"، "يا ربيب الحب"، "جود يا مضنون جود"، "ناجت عيوني"، "ابن الهوى يا غبونه"، "ليتني نسمة على وجه الحبيب"، "جمعت فنون الغزل"، "صغير السن يا غالي"، "أحلف بحسنك"، "على شانه على شانه"، "يواعدني وينساني"، "يقولوا لي الهوى قسمة" وغيرها. 

غنّى له كبار الفنانين، منهم:

فضل محمد اللحجيّ، محمد صالح حمدون، أحمد يوسف الزبيديّ، سعودي أحمد صالح، عبدالكريم توفيق، مهدي درويش، فيصل علوي، عوض أحمد، عبدالرحمن با جنيد، ياسين فارع، محمد عبده زيديّ، أمل كعدل، وغيرهم.

 صدر له ديوان (على الحسيني سلام)، عام 1985.

تُوفِّيَ بمدينة عدن في مايو 1973.

__________________________

(1) موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين، دائرة التوجيه المعنوي صنعاء، الطبعة الأولى 2005، الجزء الرابع، ص 528-529. 

(2) ينظر: https://almashhadalaraby.com/news/19890

(3) ينظر: https://al-omana.net/m/details.php?id=70185 

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English