أمنيات ترحل مع اليمنيين من عام لآخر

يعيشون على أمل عودة رواتبهم ومنازلهم
منيرة الطيار
January 16, 2021

أمنيات ترحل مع اليمنيين من عام لآخر

يعيشون على أمل عودة رواتبهم ومنازلهم
منيرة الطيار
January 16, 2021
© الصورة ل: محمد الصلوي

يتطلع اليمنيون لعام جديد مليء بالسلام والأمان، عامًا مغيارًا للأعوام البائسة التي عايشوها على مدى ستة أعوام، إذ يهبون بأمنياتهم نحو عام جديد، آملين أن يطوي صفحة الحروب والأزمات التي عايشوها ليحظوا بعام يعمه السلام والنجاح.

مؤشرات استقبال العام الجديد في اليمن كانت غير مبشرة بالخير ففي نهاية العام المنصرم استقبلت عدن العام الجديد بتفجير مدوٍّ في المطار أثناء وصول الحكومة الجديدة المعترف بها دوليًّا لتخلف العديد من القتلى والجرحى، مما جعل الكثير من اليمنيين يذهب نحو التشاؤم من العام الجديد، الذي صنفوه بأنه سيأتي كسابقيه من الأعوام؛ مضرجًا بالدماء والبؤس والجوع.

في هذا الاستطلاع نحاول رصد أمنيات وتطلعات جزء من اليمنيين والتعرف إلى أهدافهم للعام الجديد 2021، والتي أجمع فيها كثيرون أن يحمل لهم أخبارًا سارة بخصوص صرف رواتب الموظفين المدنيين المتوقفة منذ سبتمبر/ أيلول 2016 وسط تعقيدات عديدة تحول دون تحقيق أي انفراجة في هذا الملف الإنساني الشائك. 

ويحمل مئاتُ الآلاف من الموظفين المدنيين في صنعاء وجزء كبير من المحافظات شمال اليمن أمنيةَ صرف رواتبهم من عام لآخر، دون أن تتحقق في ظل وضع معيشي متردٍّ يطال الجميع.

أحمد علي، وهو موظف في إحدى المؤسسات الحكومية في صنعاء، ينظر لهذا العام ولديه أمنية واحدة، هي أن يعود راتبه لكي يستطيع تسديد ما عليه من دين لمالك المنزل الذي يسكن فيه بالإيجار، يقول أحمد لـ"خيوط": "في كل عام جديد نذهب بنفس الأمنية على أمل أن تتحقق، ولكن لا شيء يتحقق سوى تكرار المشهد كل عام".

ليست فقط أم شوال النازحة من محافظة الحديدة من تعاني حياة التشرد بسبب الحرب، علاء محمد هو الآخر نازح في مخيم بعمران بعد تشرده وعائلته من صعدة بسبب المعارك المستعرة هناك، ليتساوى بذلك اليمنيون بأحزانهم وأوجاعهم في النزوح على عموم المحافظات اليمنية

وهي نفس الأمنية التي يرجو الموظف صادق عبدالله، أن تتحقق خلال العام الجديد، إذ يحدوه تفاؤل كبير وفق حديثه لـ"خيوط"، بأن الأمل الذي عاشوا يقتاتونه في السنوات الصعبة الماضية منذ بداية الحرب، قد يتحقق هذا العام؛ نظرًا لما يمثله الراتب من أهمية لدى نسبة كبيرة من السكان في اليمن، وليس للموظفين وعوائلهم فحسب.

أحلام النازحين

لا يختلف الأمر لدى النازحين الذين شردتهم الحرب الدائرة في اليمن منذ العام 2015، وعملت على اقتلاع الكثير من جذورهم ووضعهم في عالم التشرد والضياع والمعاناة، إذ يأملون أن يضع العام الجديد حدًّا لمأساتهم ومعاناتهم من النزوح والتشرد عن ديارهم ومناطقهم وحياتهم.

أم شوال، وهي نازحة مع أسرتها من محافظة الحديدة إلى صنعاء منذ نحو ثلاثة أعوام، تركت منزلها وحياتها لتعيش عالم النزوح والتشرد، وذلك كما تقول لـ"خيوط"، بعد أن تقطعت بهم السبل واقتراب نيران الحرب والاشتباكات من منازلهم، إذ تتمنى أن تنتهي الحرب وتستطيع العودة لمنزلها هي وأسرتها.

ليست فقط أم شوال من تعاني حياة التشرد جراء الحرب، أيضًا علاء محمد وهو الآخر نازح في مخيم بعمران، بعد تشرده وعائلته من صعدة بسبب المعارك التي تدور في عدد من مديريات المحافظة الواقعة شمال اليمن، ليتساوى بذلك اليمنيون بأحزانهم وأوجاعهم في النزوح على عموم المحافظات اليمنية.

جرعات أمل

في نفس السياق، هناك أمنيات عديدة ترحل مع اليمنيين من عام لآخر، حيث هناك الكثير من يأملون أن تسكن خواطرهم برفع الحظر عن مطار صنعاء، وفتحه لوصول المستلزمات الدوائية والدراسة للطلاب والسفر للمرضى. 

كما عقد كثيرون العزم على تحقيق المزيد من النجاحات بوضع أهداف وخطط، واستخراجها من رحم الوجع والمعاناة، منهم طلاب الجامعات والمدراس، وكذلك أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من رواد ورائدات أعمال استقبلوا هذا العام وهم حاملون أهدافًا لتحقيق النجاح والمضي قُدُمًا، خاصة مع تلاشي فيروس كوفيد-19 وعودة الحياة لطبيعتها وإمكانية ممارسة حياتهم بشكل طبيعي والخروج للدراسة والعمل.

فاطمة يحيى تعمل بمشروعها الخاص في خياطة الملابس، تبدي تفاؤلها في حديثها لـ"خيوط"، بأن العام الجديد سيكون عام الخير لليمنيين، وأنها تثق بالله وتنظر للعام بكل تفاؤل، بانفراج الأوضاع على الشعب اليمني في جميع المناطق والمحافظات، وتؤكد سعيها قائلة: "أسعى لتوسيع مشروعي الخاص واستقطاب المزيد من العاملات إليه"، وهي واثقة أنها ستستطيع تطويره هذا العام، إذ ترى أهمية مثل هذه الخطوات والأعمال التي تمنح جرعات من الأمل للناس، فهي بالنسبة لهم عبارة عن ضوء يلوح في نهاية النفق.


إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English