يمنيات يصنعن البهجة بمجسمات الحلوى

شوكولاتة بلجيكية بأنامل يمنية
شيماء القرشي
June 22, 2022

يمنيات يصنعن البهجة بمجسمات الحلوى

شوكولاتة بلجيكية بأنامل يمنية
شيماء القرشي
June 22, 2022

لا حدود لتجليات الشغف حين يصبحُ عنصرَ المهنةِ ومجالَها. من هذا المفهوم بدأت ثلاث فتيات يمينيات خوضَ تجربةٍ مختلفة في صناعة البهجة في المناسبات والأفراح بطريقة مبتكرةٍ وملفتة، عبر العمل في صناعة أشكالٍ فنية من الشوكولاتة البلجيكية الفاخرة بأنامل يمنية ماهرة. 

بكثيرٍ من الإصرار، أسَّستْ كلُّ واحدة من الفتيات الثلاث مشروعها الخاص من المنزل، وأصبح لهن كثيرٌ من الزبائن الذين يحبون تقديم هدايا غير نمطية في المناسبات والأفراح والأعياد. 

كقيمة تسويقية، تحرص صانعات الشوكولاتة على إضافة الطابع المناسباتي على أغلب قطع الشوكولاتة التي تشبه التحف الفنية؛ كأن يُضاف إليها صور الأشخاص وأسمائهم مع عبارات تهانٍ فرائحية، تُنقش بعناية بخط الرقعة أو الثلث على أديم مجسمات الحلوى ذات الأشكال والأحجام المتفاوتة حسب الطلب.

قيمة معنوية 

نسيبة الجبرتي (25 سنة)، إحدى الفتيات اليمنيات اللاتي برعن في إنتاج وصناعة الشوكولاتة، وهي أيضًا صاحبة متجر "الهدية المثالية" لبيع الشوكولاتة عبر الإنترنت. قالت لـ"خيوط"، إن غايتها في البداية كانت ابتكار شيءٍ جديد بغرض "توصيل المشاعر بطريقة مثالية، ومن ذلك انبثقت فكرة تصنيع شوكولاتة فاخرة، تحمل اسم وصورة الشخص المُهدى إليه". 

تذكر نسيبة أن ذلك الشغف رافقها منذ سنوات، لذا قررَت البدء في تعلُّم فن صناعة الشوكولاتة البلجيكية، التي تعد الأفضل من بين جميع الأنواع الأخرى، "استغرق ذلك سنوات حتى وصلت للمذاق والنكهة التي تستحوذ على المتذوق من القطعة الأولى". 

تُعدُّ مناسبات الزفاف والخطوبة وحفلات المواليد والتخرج، بالإضافة إلى مواسم الأعياد من أكثر الأوقات التي تشهد انتعاشًا في الطلب على الشوكولاتة التي تصنعها فريدة ورفيقاتها.

كعادة أي تجربة جديدة، لم يخلُ درب نسيبة من بعض الصعوبات، وهي _كما أوضحت_ ذات شقين؛ الأول تعذُّر الحصول على الخامات الأولية كالأحبار والقوالب وطوابع الشوكولاتة ذات الجودة المناسبة في اليمن، الأمر الذي يدفعها لتوفيرها من خارج اليمن، رغم مشقة التكاليف المضاعفة والوقت المهدور، "لكن شغفي بصناعة شوكولاتة مميزة لم يتزعزع"، تستدرك. 

"الصعوبة الأخرى، تتمثل في تضاؤل إقبال الزبائن، نظرًا للأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وانقطاع مرتبات موظفي القطاع العام، الأمر الذي جعل كثيرين يعزفون عمَّا يرونه كماليات، أو لعدم فهمهم للقيمة الجوهرية من كونها هدية أكثر من حلوى ضيافة، إلا أنّ المفهوم بدأ يتغير راهنًا وأصبح الإقبال كبيرًا، خاصة في المناسبات والأعياد"، تضيف. 

براند عالمي!

فريدة محمد (24 سنة)، إحدى شركاء مشروع "شوكولاتة القلب"، تقول لـ"خيوط"، إنها ورفيقاتها يطمحن في تحويل مشروعهن الصغير إلى براند عالمي يؤهل الشوكولاتة المصنوعة في اليمن إلى الدخول حيز المنافسة عالميًّا، حد تعبيرها. 

تلفت فريدة إلى أنها وشريكات المشروع قطعن شوطًا كبيرًا نحو ذلك الهدف إلى أن يتحقق، رغم الصعوبات التي تعترضهن، وفي صدارتها تعذُّر الحصول على الخامات الأولية في الأسواق المحلية، "مشروعنا من أكثر المشاريع التي نجحت في تصنيع الشوكولاتة؛ يلاقي إقبالًا كبيرًا واستحسانًا من جميع العملاء، نظرًا للجودة والمذاق المتميز الذي يعدُّ عنصر نجاحنا، حسب ما نلمس ذلك من انطباع العملاء"، تضيف. 

تُعدُّ مناسبات الزفاف والخطوبة وحفلات المواليد والتخرج، بالإضافة إلى مواسم الأعياد _بحسب فريدة_ من أكثر الأوقات التي تشهد انتعاشًا في الطلب على الشوكولاتة التي تصنعها، "ذلك أنّ البعض يحرص على مفاجأة أحبابه وأفراد أسرته وضيوفه بتهنئة عيدية مكتوبة على قطعة شوكولاتة".

تفعيل اقتصاد الأسرة 

"كثير من الفتيات لديهن مشاريع رائعة، من الممكن أن تحقق نجاحًا حال حظيتْ بالدعم المناسب، من حيث التدريب والتأهيل وعمل الخطط التسويقية"، كما تفيد الشابة أفراح صبرة (24 سنة) لـ"خيوط". استطاعت أفراح _هي الأخرى_ تأسيس مشروعها الخاص بصناعة تصاميم الشوكولاتة، أطلقت عليه "تصاميم أفراح لصناعة الشوكولاتة". 

تستطرد: "أنا خريجة جامعية، لكن أرى أن النجاح لا يقتصر على الشهادة الجامعية فقط، فالمرأة لا بد أن تملك مهارة في يدها، تساعدها على الإبداع وإن كانت ميسورة الحال؛ فتعزيز وجود المرأة في سوق العمل له أثر إيجابي على صعيد الاقتصاد"

شأن جميع نظيراتها اللاتي التقت بهن "خيوط"، تتوقع أفراح أن تسهم مثل هذه المشاريع في إنعاش اقتصاد الأسرة، وتوفير فرص عمل لكثير من الأيدي العاملة، بما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد العام بمجمله. 

•••
شيماء القرشي

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English