(امرأة وحربان)، لإنصاف أبو رأس

طفولة خلعت ثوبها ولبست ثوبًا مطرزًا بالدمع
خيوط
October 29, 2022

(امرأة وحربان)، لإنصاف أبو رأس

طفولة خلعت ثوبها ولبست ثوبًا مطرزًا بالدمع
خيوط
October 29, 2022

بعد كتابها الأول (فتاة القبيلة)، أصدرت الكاتبة اليمنية إنصاف حمود أبو راس، عن مؤسسة أروقة(*)، روايتها الجديدة التي حملت عنوان (امرأة وحربان). تكشف الرواية كيف أنّ الطفولة التي عاشتها الفتاة (نور) في هذا الحال المتهتك تصير حرقًا للزمن، تخلع فيها ثوب البراءة لتلبس ثوب المكابدة والشقاء، ليغدو العمل جملة من التداعيات الطويلة ويصير المشغل الرئيسي فيها موضوع الحرب وارتداداته القاتلة، وكيف أنّ حرفًا وأحدًا مثل الراء في ملفوظ "الحرب"، يستطيع تدمير بنية كاملة من المشاعر الإنسانية التي يبنيها "الحب".

من أجواء الرواية ومثَبَّت كمجزوء في الغلاف الأخير للكتاب: 

"لقد كبرت قبل الأوان، قدر لي أن أتجاوز طفولتي بمراحل، أتقنت عمل المنزل، كنت أشعر بأنّني أملأ فراغًا، تركت لعبي، خلعت ثوب الطفولة، ولبست ثوبًا أكبر من عمري، كانت ابتسامة أبي تعني لي الكثير. البنت أميرة أبيها، حقًّا كنت أميرته الفاقدة لتاج طفولتها، كغيرها ممّن في مثل سنّها.

كبرت لا أعرف كيف خدعت السنين وسبقتها بتلك السرعة وكأنني بطلة لشخصية تليفزيونية، قرر المخرج والكاتب، اختزال دورها بجعلها تكبر بسرعة، لتزداد الأحداث إثارة وتشويقًا".

تخوض (نور) سلسلةً من الصراعات الداخلية في محاولة مستميتة للانسحاب من الواقع بعدميته وفوضاه وتهتّكه بسبب الحرب التي أتت على كل شيء جميل في الوطن العاري، إلى داخلها فيصبح، هذا الداخل، كتلة من العواطف الحادّة والثالمة، ومع الوقت باتت تعيش في عالمها الجديد الذي طرزته بجملة من الانصرافات الذاتية وتشير إلى فتاة علقت بمنتصف المسافة بين الحرب التي داسَت بعجلاتها الخشنة عالمًا إنسانيًّا متعددًا، مخلّفة هذا الفقد العظيم والنزوح الأليم، وبين مشاعرها كفتاة تسربت الطفولة من بين يديها لتصير امرأة مهمومة بهذا الخراب.

 (*) امرأة وحربان؛ رواية إنصاف أبو راس، مؤسسة أروقة للطباعة والدراسات والنشر الطبعة الأولى 2022، بـ316 صفحة.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English