قرية في مرمى الطمس

صرخات الأهالي لم تجد استجابة
محيي الدين فضيل
December 30, 2022

قرية في مرمى الطمس

صرخات الأهالي لم تجد استجابة
محيي الدين فضيل
December 30, 2022

أوصى فريقٌ من هيئة المساحة الجيولوجية، مختصٌّ لدراسة حالة التشققات والتصدعات والانهيارات الأرضية في منطقة اللصبة (شمال مديرية المضاربة بلحج)، بإبعاد الساكنين عن منطقة الشقوق والفواصل التي حدثت بشكل شبه دائريّ في قُطر يقارب نحو (500) متر، ومساحة إجمالية تقدر بـ(103000) متر مربع، مع نقلهم إلى مناطق أكثر أمنًا.

إضافة إلى عدم السماح بأيّ نشاط بشريّ في إطار تلك الدائرة كالرعي وتسكين المواشي وخزن المنتجات الزراعية وغيرها، وتعويض الساكنين في المنطقة. 

وجاءت هذه التوصيات بعد مناشدات لأهالي المنطقة منذ عدة شهور لم يتم الاستجابة لها، قبل تعيين مدير جديد للمضاربة الشهر الماضي، الذي وجّه رسالة لهيئة المساحة الجيولوجية بالنزول للمنطقة؛ لتوضيح الحالة الجيولوجية في المنطقة التي تقع بين مديرية الشمايتين بتعز والمضاربة بلحج، لكنّها تتبع إداريًّا مديرية الشمايتين بتعز.

ويقول سكان محليون لـ"خيوط"، إنّ التشققات بدأت نهاية العام 2022، بعد أن لاحظَ السكان حفرةً عميقة في قمة الجبل قبل أن تتوسع وتحيط سكان المنطقة إلى أماكن محاذية، الأمر الذي خلق موجةً من القلق لدى الأهالي في توسعها، لا سيما بعد نزوح السكان الذين يقطنون المنطقة التي أوصى الفريق الجيولوجي بإخلائها تحسّبًا لحدوث كارثة.

ويقدّر عدد سكان المنطقة والقرى المجاورة لها بحوالي 150 نسمة، أغلبهم يعملون في الرعي وتربية الماشية والزراعة.

النزوح من منطقة التشققات

بعد أربعة أيام قضاها الفريق المكوّن من خمسة متخصصين في جغرافية المنطقة المذكورة، قال الفريق إنّ الأسباب التي أدّت إلى وجود الشقوق والفواصل في جبل نمان في المنطقة، ترجع إلى وجود صدع بالقرب من قمة الجبل، أدّى إلى إزاحة أفقية مقدارها 8 أمتار، وإزاحة رأسية مقدارها 12 مترًا في اتجاه 165 درجة، فتسبب بضغط شديد على أسفلها، ممّا أدّى إلى فشلها وظهور الشقوق والفواصل فيها.

مناشدات الأهالي بدأت باكرًا، لكن لا حياة لمن تنادي، فسلطات تعز والشمايتين لم تنتبه لصرخات الأهالي المتكررة، كما لم تكلف نفسها النظر إلى معاناة هذه القرى والمناطق المحلية الريفية.

وبحسب تقرير الفريق، الذي حصلت "خيوط" على نسخة منه، فإنّ الظاهرة محدودة ولا خوف على المواطنين الذين هم خارج دائرة التشققات والفواصل، ويجب على المواطنين الساكنين ضمن دائرة الفواصل النزوحُ منها، وطمأن الفريق السكانَ أنّه لا وجود لأي ظواهر تؤكّد ثوران بركان أو ما شابه ذلك.

يتذكر سالم الحاكم، وهو من ذوي الإعاقة جراء الحرب الأخيرة، ويقع منزله ضمن توصية الفريق الجيولوجي بالنزوح منه، أنّه عاش مع أسرته على مدى عام كامل أيامَ قلقٍ ورعب شديدين طوال اليوم، حيث لا يسمعون سوى الهزات وتساقط الصخور الليلة التي تقع فوق منازلهم.

وأضاف في حديث لـ"خيوط": "عندما بدأت الظاهرة، لم نكن نعلم أنّ الوضع سيؤول إلى ما وصل الحال إليه، حيث تُشكّل التشققات دائرةً تحيط منزلي ومنازل إخوتي، فكان أغلبنا ينام في العراء، في الشهور الماضية، مخافة سقوط المنازل علينا وعلى أطفالنا". 

وأشار إلى أنّ مناشدات الأهالي بدأت باكرًا، لكن لا حياة لمن تنادي، فسلطات تعز والشمايتين لم تنتبه لصرخات الأهالي المتكررة، كما لم تكلف نفسها النظر إلى معاناة هذه القرى والمناطق المحلية الريفية.

لكن مؤخرًا، بحسب الحاكم، قام مدير عام المضاربة بإنزال فريق خاص؛ كون بعض مناطق المضاربة تحاذي منطقة "اللصبة"، مضيفًا أنّ النزوح صعب من منطقة قضى سكانها معظم حياتهم فيها منذ أكثر من 100 عام، لكنّ الأمر يتطلب الحفاظ على الأرواح والممتلكات.

سلطات غير مكترثة

وفق جواد سلطان، فقد تفاقمت الحالة بعد سقوط بعض المباني الخاصة بالحيوانات جراء الهزّات والانشقاقات الليلية، الأمر الذي دعا البعض للنزوح والخروج قبل وصول الفريق الجيولوجي، حيث كان التخوف كبيرًا من احتمال أن يكون بركانًا، وهذا ما نفاه الفريق الجيولوجي بعد ما تحدّث معه سكان المنطقة عن ظهور الظاهرة وطرق توسّعها، لكن السكان رغم معاناتهم سيتحمّلون العناء في تجشّم النزوح رغم معاناتهم وفقرهم، حفاظًا على أرواحهم وعلى عدم التفات السلطة المحلية أو اكتراثها بما يدور، لكنهم سيعتمدون على الله وعلى أنفسهم بما يملكون، للخروج من المناطق الخطرة، حسب تعبيره. 

وتابع أنّ المنطقة لم تشهد هذه الظاهرة في تاريخها، مطالِبًا الجهات المختصة بالاستمرار في متابعة الظاهرة وتعويض السكان المتضرّرين -وهم قلّة- بفعل هذه الظواهر والفواصل الجيولوجية.

•••
محيي الدين فضيل

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English