جبل أم ليلى

المرقبة العليا على طريق القوافل التجارية القديمة
خيوط
May 6, 2022

جبل أم ليلى

المرقبة العليا على طريق القوافل التجارية القديمة
خيوط
May 6, 2022

يقع جبل أم ليلى إلى الشمال الغربي من مدينة صعدة- مديرية باقم، ويبعد عن المركز الإداري لمحافظة صعدة بمسافة 60 كم عبر طريق أسفلتي، ويرجع تاريخ المنشآت الأثرية الموجودة على جبل أم ليلى إلى القرن الثالث الميلادي أثناء فترة الصراع والتنافس بين ملوك سبأ في العاصمة مأرب، والمرتفعات السبئية في صنعاء وما جاورها، وكان الهدف من عمل تلك التحصينات على جبل أم ليلى هو حماية طريق سير القوافل التجارية القديمة التي عرفت تاريخيًّا فيما بعد بـ"درب أسعد الكامل"، أو "درب أصحاب الفيل"، ثم عرفت في العصر الإسلامي بـ"درب الحجيج"، وتم استخدام هذا الموقع في عصور تاريخية مختلفة لما قبل الإسلام وما بعده، وتكوينات التحصينات في جبل أم ليلى كما يلي:

  • طريق مرصوفة تقع على الجهة الشمالية من الجبل، وهي الممر الوحيد الذي يربط سفح الجبل بقمته، التي ترتفع عن سطح الوادي حوالي 1000 متر. 
  • السور الذي يحيط بالجبل من الأعلى تتخلله أبراج ونوبات الحراسة والمراقبة، وله بوابة واحدة فقط في الجهة الشمالية تتصل بالطريق المرصوفة بالأحجار. 
  • قمة الجبل مسطحة طولها 500 متر، وعرضها 200 متر، أنشئ عليها الكثير من المرافق الخدمية، مثل: خزانات المياه، برك مبنية من الأحجار والقضاض، وهي ذات أحجام مختلفة، كما توجد ثمانية مدافن لخزن الحبوب، منحوتة في الصخور، وكما توجد بقايا آثار منشآت خدمية أخرى، ونقوش كتابية بخط المسند.
  • في العصر الإسلامي تم إضافة بناء مسجد يتبعه العديد من البرك والحمامات التي تشبه كثيرًا من حيث نمطها المعماري، تلك البرك والحمامات التابعة لجامع الهادي في مدينة صعدة، وتشبهها من حيث الشكل والمواد المستخدمة أيضًا. ويزيد من أهمية وشهرة هذا الموقع النقشُ السبئي المكتوب بخط المسند على وجه صخرة تم تسويتها من أصل الجبل بالقرب من قمته، وقد تمت دراسة محتوى النقش من قبل الأستاذ مطهر الإرياني، وكذلك عالم اللغويات الفرنسي الدكتور روبان، وأشار الأستاذ مطهر الإرياني إلى أهم صفات النقش من حيث الشكل بما يلي:

يقع هذا النقش في اثني عشر سطرًا قصيرًا لا تزيد كلمات أطوالها عن خمس كلمات، وقاعدته الخطية تعود إلى العصر الوسيط الأقدم؛ أي أواخر ما قبل الميلاد وأوائل ما بعد الميلاد، وهو مدوّن بالحروف الغائرة، ومقروء كله، وقد دون على صخرة مستوية الوجه بالقرب من قمة الجبل، وليس في النقش تاريخ لا بالسنين ولا بالأسماء التي يؤرخ بها، ولم يذكر فيه ملك، ولا شخصية ذات شهرة تعين على تحديد تاريخه تمامًا، ولكنه على الأرجح يعود إلى عهود التنافس بين ملوك سبأ، وملوك سبأ وذي ريدان؛ ولهذا فإن أصحاب النقش ينوهون بذكر ولاة أمرهم، ملوك سبأ، بصيغة الجمع وبدون تحديد ولاتهم لملك واحد معين، وللنقش هذا خصوصيتان خطيتان؛ أولهما اختلاف كتابة حرف الضاد فيه عما هو معهود في سائر النقوش، فالضاد كما هو معروف مستطيل تام الأضلاع يعترضه في وسطه خط أفقي، أما في هذا النقش فقد ورد خطأ مرتين، حيث جاء ينقصه ضلعه الأسفل والخط المعترض يقع في ثلثه الأعلى، أي مثل حرف الباء الحديث في النقوش، وثانيهما أن النقش يهمل أحيانًا الخط العمودي الذي يأتي فاصلًا بين الكلمة والأخرى، وقد أهملت هذه الفاصلة في موقعين بين كلمتي "الأحنوب"، و"الأعبوس". 

وصف الوضع الحالي 

كل المنشآت التابعة لموقع جبل أم ليلى تعرضت للخراب، ابتداءً من الطريق المرصوف بالأحجار الواقعة في الجهة الشمالية، ولم يبقَ إلا الجزء القليل، وكذلك السور والأبراج تعرضت للخراب، وتهدّمت المنشآت القديمة وتناثرت أحجارها، حتى موقع النقش السبئي على تلك الصخرة الحصينة قد وصلت إليه يد الإنسان العابث بتاريخه وتراثه بدافع الجهل بأهمية هذا الشيء. 

مقترح التطوير

  • يجب وضع سياسة إعلامية أثرية هدفها خلق وعي اجتماعي بأهمية الآثار لدى الناس المعنيين بحماية الآثار بدلًا عن تخريبها. 
  • من الضروري إعادة ترميم منشآت الموقع كله، وبالتالي تسويره من سفح الجبل، وعدم السماح بالصعود إلى قمة الموقع إلا بتذاكر دخول ذات قيمة مالية. 
  • يجب تنشيط الجهات الرسمية المحلية، ووضع الميزانية المالية لمواجهة وضع حماية للموقع من العابثين. 

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English