الثالثة..

بين كل هدنة وأخرى هدنة!!!
عبدالرحمن بجاش
August 5, 2022

الثالثة..

بين كل هدنة وأخرى هدنة!!!
عبدالرحمن بجاش
August 5, 2022
© Khuyut

هدنتان لم نهدأ خلالهما كما قد يتراءى لبعضنا، بل كلما مرَّ يومٌ زاد قلقنا.

تبيّن في نهاية الأربعة أشهر الماضية، أنّ الجميع -إقليمًا وعالمًا- هم المستفيدون، ما يؤكِّد أننا -رضي من رضي وأبى من أبى؛ على طريقة ياسر عرفات- ورقةٌ منسوخة في أكثر من ملف، نُستخدم حسب مصالحهم، أما مصلحتنا العامة فأمر مؤجل.

من سيقول غير ما قلت، فإليه جردة حساب سريعة:

  • مطار صنعاء، طائرة تأتي من الأردن وتعود إليه.
  • ميناء الحديدة، تشهد أسعار النفط.
  • طرق تعز، الحال قائم وعلى المتضرر أن يعاني أكثر.
  • طريق الراهدة، مغلق.
  • طريق الضالع، يستمر الحال على ما هو عليه.
  • مرتبات، في علم الغيب.

المعاناة مستمرة.

إذن، ما الفائدة التي استفادها المواطن اليمني وهو الطرف الذي لا أحد يعمل له حسابًا، رغم كل الشعارات والخطب وعناوين الصحف الرنانة؟!

أخشى القول إنّ الثالثة لن تكون ثابتة، لأنّ اليمن بالنسبة للجميع ليست بأهمية القضايا الأخرى، وإن كانت مناوراتها تتم في البحر الأحمر

ثم وهناك ربما ما هو أهمّ من كلِّ ما أشرنا إليه: (المحتجزون)، وليس الأسرى من اليمنيين في سجون اليمنيين! إلى متى؟

العالم مشغول بمشاكله: العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، معركة الغرب بالنيابة ضد روسيا ومحورها مع الصين والهند، الملف النووي الإيراني وتبعاته، لبنان والغاز وحزب الله. 

والآن ظهرت في الأفق مشكلة؛ تريد أمريكا إضرام نارها (تايوان)، فكلما تقدمت الصين خطوة، جنّ جنون أمريكا وراحت تستعرض عضلاتها، وفي الأخير سنرى صِينًا واحدة بنظامين! هكذا هي أمريكا، توغل في الإصرار على أن تغادر عبر فقدان هيمنتها وسطوتها، وما حصل في أفغانستان خير دليل، رغم قتل الظواهري.

ترحيب بايدن بالهدنة الثالثة ليس من أجل اليمنيين، بل من أجل أسعار البترول.

وأخشى القول إنّ الثالثة لن تكون ثابتة؛ لأنّ اليمن بالنسبة للجميع ليست بأهمية القضايا الأخرى، وإن كانت مناوراتها تتم في البحر الأحمر، وعقيدة البحرية الروسية الجديدة، والتي تعتبر أمريكا الخطر الرئيسي، واقتراب الناتو من حدودها نفس الخطر، فسنجد روسيا تظهر قريبًا في البحر الأحمر، وإن كانت متواجدة الآن في السودان بشكل أو بآخر.

روسيا والصين أقرب حليفين للعرب واليمن، ما يحتم عليهم أن يضعوا بعض البيض في سلتهما، فأمريكا لم تعد تخيف أحدًا، وهذا لا يعني أنها انهارت، لا، لكنها لم تعد القطب الأوحد. فإذا لم تعد قادرة على إلزام "طالبان" باتفاق الدوحة، فهل تستطيع ترويض الدب الكوري الشمالي؟!

أتوقع للهدنة الثالثة مصير ما قبلها، وإن حقّقت هذه البلاد مكاسب لا تغني ولا تسمن، فقط نُوهَم أنّ العالم مهتم بنا.

أمريكا تعاني، وخاصة على صعيد أسعار البترول. وأي ضربة للمنشآت البترولية في الظهران أو في أبوظبي سيرفع الأسعار إلى السماء.

•••
عبدالرحمن بجاش

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English