رئيس الائتلاف التهامي الوطني، محمد يحيى شنيف، لـ"خيوط":

نطمح إلى الخروج من القوقعة والنظرة الدونية، والسلام هو غاية الجميع
علاء الشلالي
July 25, 2023

رئيس الائتلاف التهامي الوطني، محمد يحيى شنيف، لـ"خيوط":

نطمح إلى الخروج من القوقعة والنظرة الدونية، والسلام هو غاية الجميع
علاء الشلالي
July 25, 2023
.

تُوفِّي مساء الإثنين 24/ 7/ 2023، في العاصمة المصرية القاهرة، الأستاذ محمد يحيى شنيف، الصحفي والإعلامي والسياسي المعروف، ورئيس الائتلاف التهامي الوطني. 

"خيوط" تنشر آخر حوار أجرته معه، وتطرق فيه إلى: رؤيته الخاصة ببناء السلام المنشود في اليمن، وعن مظلومية أبناء الحديدة وتهامة بشكل عام، كما عرض فيه لتجربته الشخصية وتجاربه في العمل الإداري في مؤسسات الدولة، وفي العمل التنظيمي الحزبي، وأيضًا في المشهد الصحفي والثقافي اليمني.

حاوره: علاء الدين الشلالي 

* في كل مناسبة يشكو أبناء محافظة الحديدة وتهامة بشكل عام، من نهب خيرات المحافظة، ومن عدم إعطاء كوادر المحافظة فرص تولي مناصب قيادية في الدولة؛ برأيك من المتسبّب باستمرار هذه الحالة؟

كما ذكرت في سؤالك أنّ أبناء محافظة الحديدة بشكل خاص، وأبناء تهامة بشكل عام، بما فيها الأربع المحافظات ضمن الدولة الاتحادية التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني الشامل، جميعهم يشكون من الظلم والإلغاء، غير أنّ المتسبّب في الأول والأخير هم أبناء المحافظة أنفسهم. حاولنا أكثر من مرة أن نلتقي ونجتمع ونعمل على تكوين إطار سياسي واجتماعي واحد وبرؤية واحدة وتصور واحد، ودعونا أبناء الحديدة وتهامة إلى إبراز رؤيتنا بكيفية إحلال السلام في اليمن، من وجهة نظرنا الخاصة، وانتشال أبناء الحديدة وأبناء حجة وريمة والمحويت، وهي محافظات مهمشة للأسف الشديد، لكن دون جدوى.

طموحاتي الخروج من القوقعة نفسها وعدم النظر إلى شيء اسمه دونية؛ يجب أن ينظر لأصحاب الحديدة بشكل خاص وتهامة بشكل عام، على أنّ كوادرهم مؤهلون، وهم رجال دولة وقادرون على بناء مؤسساتها.

أيضًا أقول إنّ المتسبب بجانب أبناء محافظة الحديدة وتهامة، مسؤولون آخرون في الحكومات المتعاقبة، يسعون إلى أن يظل أبناء الحديدة ومحافظات تهامة في حالة تهميش دائمة.

* أنت بوصفك رئيسًا للائتلاف التهامي الوطني، ومؤسسًا ومستشارًا لجمعية الحديدة، ورئيس أمناء الحديدة للعدالة والسلام؟ ما الذي يمكن عمله للحديدة في الوقت الراهن من خلال تلك الكيانات، وما هي طموحاتك بما يخص الحديدة وأهلها؟

تكوينات عديدة حاولت، مع آخرين، أن نؤسّسها ونشارك في صناعتها، إضافة إلى أنني دخلت إلى الائتلاف الذي له فروع في بريطانيا وفرنسا، وكنت طرحت أكثر من تساؤل؛ لماذا هذه الائتلافات لا تحاول أن تجد حلًّا للأزمة وفق رؤية واحدة حتى يُسمع صوتها، خاصة مع المفاوضات الأخيرة التي تتم ما بين الداخل والخارج؟!

المشكلة اليوم ليست مشكلة الحديدة فقط أو تهامة فقط، هي حالة كلية عامة يعاني منها كل اليمنيين، ولكن أبناء الحديدة وتهامة هم أكثر من يعاني في كل شيء.

وطموحاتي الخروجُ من القوقعة نفسها وعدم النظر إلى شيء اسمه دونية؛ يجب أن يُنظر لأصحاب الحديدة بشكل خاص، وتهامة بشكل عام، على أنّ كوادرهم مؤهلون وهم رجال دولة وقادرون على بناء مؤسساتها.

التجربتان الإدارية والحزبية

* كان آخر منصب حكومي لحضرتك، القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة المؤسسة اليمنية العامة لصناعة وتسويق الإسمنت ونائب رئيس المؤسسة، يشهد الكثير لك بأنك عملت على تطوير المؤسسة، كيف تنظر للمنصب الحكومي؟

فعلًا كان آخر منصب لي قائمًا بأعمال رئيس مجلس الإدارة لمؤسسة الإسمنت في 2011 إلى 2013، حتى صدور قرار من الرئيس عبد ربه منصور هادي، وأنا استمررت نائبًا. والمنصب الحكومي هو مغرم ليس مغنم؛ لأنّ المال المدنس لا يبقى، ويزول مهما طال الزمن. وبرأيي، الحمد لله أنّ الإنسان النظيف هو من يسعى إلى أن تكون له سيرة عطرة، وأقصد بأن النظيف هو من لم يتلوث بالمال العام أو بالمال المدنس، وفي الأول والأخير يجب على أي شخص يتولى مسؤولية في أي مؤسسة أن يعمل على تطويرها، وهي مسؤولية جماعية.

* ما زلتَ تراهن على انتمائك الحزبي للمؤتمر الشعبي العام، بينما اليوم من يتخلى عنه بل ويتنكر له العديد ممن استفادوا منه وشغلوا باسمه مناصب حكومية وتنظيمية. كيف تنظر لواقع الحزب في الوقت الراهن؟

طبعًا أنا أفتخر بانتمائي للمؤتمر الشعبي العام، حزب سياسي وله حاضنة شعبية كبيرة، واشتغلت في مناصب عديدة فيه، سنة 1982 حيث كنت مديرًا لتحرير صحيفة الميثاق، وبعدها كنت مسؤول العمل التنظيمي الإعلامي. بعدها صدر لي قرار من رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح، وتم تعييني في منصب رئيس دائرة الفكر والثقافة والإعلام، وبقيت فيه سنوات عديدة.

وإذا تحدثت عن واقع المؤتمر الشعبي العام اليوم أو في الوقت الراهن، أقول إنّ الحرب دائمًا لا تخلّف سوى الدمار والفوضى واللادولة، أتمنى أن يكون حزب المؤتمر أكثر تماسكًا عما هو عليه في الوقت الراهن، لكن للأسف بعض قياداته لا تفكر في التماسك ووحدة الحزب، ومع الأسف البعض قاد نفسه إلى الهلاك أو التوجه للمصلحة الذاتية أكثر من النظر إلى مصلحة الحزب والوطن.

الميثاق والمسار

* ما تزال تُنشَر لك مقالات في وسيلة صحفية حزبية في صنعاء. كيف تقيّم واقع هذه الوسائل؟

نعم، أنا ما زلتُ أكتب مقالات، ولكن منذ العام 2011، لم أعد أكتب كما كنت بشكل يومي، ولكن من فترة لأخرى، وأفتخر أنني ما زلت أكتب لصحيفة الميثاق التي تصدر من صنعاء؛ لأنّها برأيي الصحيفة التنظيمية الوحيدة التي تعبر عن المؤتمر. وفي رأيي، أيضًا أنه لا يوجد أي إعلام آخر يُعبّر عن رأي الإعلام المؤتمري خارج هذه الصحيفة، وأعتقد أنّ أي وسيلة أخرى تدّعي أنها تُعبر عن حزب المؤتمر فهي مجرد مُدعية؛ لأن ذلك يُعتبر تشتيتًا للجهود الإعلامية التابعة للمؤتمر الشعبي العام.

كانت العلاقة مع زوجتي استثنائية؛ بالنسبة لي هي علاقة حب ومودة وزواج استمر أربعين سنة، أساسها الاحترام المتبادل، أسسنا عائلة تجابه الصعوبات، وقائمة على أن تكون معاملتنا راقية لا نؤذي بها أحدًا ولا نزعج أحدًا. رحمها الله! كانت نِعم الزوجة.

اليوم وسائل الإعلام اليمنية -للأسف- أصبحت متفرقة، كما ذكرت، وكما هو حال قيادات بعض من في الحزب أو في المؤتمر الشعبي العام، وأنا أرى بأنه يجب أن تتحول هذه الوسائل الإعلامية إلى منابر لتوحيد الصف وتعود إلى المستوى الذي كانت عليه منذ تأسيس المؤتمر سنة 82، وحتى قيام الحرب اللعينة التي مزقت النسيج الاجتماعي اليمني.

* أنت أيضًا رئيس مؤسسة دار المسار للدراسات والبحوث؛ حدثنا عن أبرز أنشطة هذه المؤسسة الثقافية.

ما زلتُ رئيسًا لمؤسسة دار المسار للدراسات والبحوث، وللأسف منذ بدأت الحرب الحالية توقفت المؤسسة عن طبع الكتب، كما توقفت معظم أنشطتها بسبب توقف الميزانية المالية، وللأسف أصبح يتوجب على أي أشخاص أو قيادات أن يحصلوا على ترخيصين؛ الأول من صنعاء، والآخر من عدن، من أجل أن تمارس مؤسساتهم أنشطتها.

التأثير العائلي ومراحل الاغتراب

* كيف كان لشخصية والِدكم تأثير على شخصيتكم؟

بالتأكيد، كان لوالدي أثرٌ كبير في حياتي؛ علمني الاعتماد على الذات، خلال فترة دراستي الابتدائية والإعدادية، اشتغلت في الحديدة، وأسست مع عمي العزي المصوعي صحيفة الثغر والإذاعة المحلية في الحديدة في أواخر ستينيات القرن المنصرم، بعد ذلك حاولنا أن نثري المشهد الثقافي بالعديد من الأنشطة والمهام أثناء ما عُيّنت مديرًا للمركز الثقافي في الحديدة. والأهم، تعلمت من والدي ولله الحمد النزاهة وعدم المساس بالأموال المحرمة على الإنسان، وأن نتحرى الحلال مهما كانت مغريات الحرام.

* رحيل زوجتك قبل عام أثّر عليك كثيرًا. هذا ما لاحظناه في كتاباتك على الأقل.

كانت العلاقة مع زوجتي استثنائية؛ بالنسبة لي هي علاقة حب ومودة وزواج استمرّ أربعين سنة، أساسها الاحترام المتبادل، أسسنا عائلة تجابه الصعوبات، وقائمة على أن تكون معاملتنا راقية لا نؤذي بها أحدًا ولا نزعج أحدًا. رحمها الله! كانت نِعم الزوجة.

لماذا أنت مقيم في العاصمة المصرية القاهرة؟

في الحقيقة أنني أتواجد في مصر حاليًّا لمتابعة الحالة الصحية لي، ولأني كنت قد أجريت عملية في القولون، وأتواجد أيضًا بسبب السرطان- المرض الخبيث، الذي كان قد أصابني، والحمد لله الآن ثلاث سنوات ولم يعد، ولكنني ما زلت في متابعة مستمرة لحالتي الصحية، وأنتم تعلمون حال المستشفيات اليمنية، خاصة خلال الحرب التي ما تزال مندلعة ولا نستطيع الحصول فيها على خدمات طبية مناسبة. 

* في مصر حيث تُقيم أنت، وكنت قد درست في مدرسة الأورمان، يعني أنك عشت فيها فترة خلال مرحلة الطفولة؛ احكِ لنا عن تلك المرحلة.

ستعود بي إلى ذكريات جميلة، درست من أول إعداديّ في مدرسة الأورمان في مصر، وكانت مدرسة مشهورة وذات سمعة جيدة، عشت في مصر حتى مرحلة ما بعد الثانوية العامة، بعدها عدت إلى اليمن وقمت بالتدريس في مدرسة الزبيري في مدينة الحديدة، ثم رجعت إلى مصر والتحقت بجامعة حلوان لدراسة الإدارة والاقتصاد الدولي، ومِن ثَمّ درست دراسات عليا في جامعة صنعاء، ومِن ثَمّ الدكتوراة.

طريق السلام يبدأ من هنا

* برأيك، هل نحن في طريقنا إلى سلام حقيقي وشامل وعادل في اليمن؟ وهل تتوقع أن تُصرف مرتبات ومستحقات الموظفين، ويعيش المواطن اليمني في كرامة وسيادة واستقلال للقرار السياسي والاقتصادي؟

أرى أنّ السلام هو الأفضل للجميع، وأنّ ضحية الحرب هو المواطن بدرجة رئيسية، والمستفيد من استمرارها هم تجار الحروب. أهم ما يمكن عمله الآن الاتجاهُ نحوَ السلام؛ حتى تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي، شريطة أن يتحلى الفرقاء بالنوايا الصادقة، ومن هنا سيتحقق السلام وإعادة بناء الدولة في اليمن.

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English