موسم التواشيح في اليمن

هكذا يعطّر اليمنيّون أسماعهم في رمضان
علاء الشلالي
April 6, 2023

موسم التواشيح في اليمن

هكذا يعطّر اليمنيّون أسماعهم في رمضان
علاء الشلالي
April 6, 2023
الصورة لإحدى قبب جامع الأشرفية في تعز من الداخل - تصوير: علاء الغنامي - خيوط

يعتبر شهر رمضان من الشهور القليلة على مدار السنة التي يتنافس فيه الشعراء والملحِّنون والفنّانون من أجل تقديم أفضل ما لديهم من أناشيد وتواشيح وابتهالات دينية تُـعبّر عن فضائل وروحانية الشهر، ومدى فرحة الناس بأيامه ولياليه.

وقد أبدع اليمنيّون في جعل التوشيح والنشيد من الطقوس الخاصة بشهر رمضان، من خلال الأمسيات التي تقيمها العائلات، حيث يجب لزامًا في تلك المحافل أن يكون التوشيح والنشيد حاضرًا عبر مُؤَدّيه الذين يتميزون بأصوات شجية تُطرب أذان السامعين.

في الآونة الأخيرة، أصبحت الكثير من الإذاعات والقنوات الفضائية تتناقل العديد من الأناشيد والتواشيح الدينية الخاصة مع كلّ موسمٍ رمضاني، في حين حرص المنشدون في الوقت الراهن على بثّ أعمالهم عبر مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي لترويج مواهبهم، إذ يجد معظمهم اهتمامًا ومتابعة كبيرة من قبل الجمهور المتذوق لمثل فنون كهذه.

يؤكّد المنشد محمد مكي- رئيس فرقة التراث للإنشاد، وعضو جمعية المنشدين اليمنيين، خلال حديثه لـ"خيوط"، حرصه الشديد على أن تتضمّن الأعمال الإنشادية التي يقدّمها، رسائلَ دينية يهدف من خلالها التقرب إلى الله.

يحذو مثل مكي الكثيرُ من المنشدين والملحّنين والشعراء الذين يعتبرون ما يقدّمونه رسالة تعبُّدية قبل أيّ اعتبارات أخرى، وهو ما يفسّر سرّ اهتمام المنشدين بتقديم تواشيح وأناشيد ذات جودة عالية، كما يرى ناقدون فنيّون في أحاديثهم لـ"خيوط".

الزمن الجميل 

كان الإنشاد والموشح اليمنيّ قديمًا يتميز بعدم مصاحبته الآلات الموسيقية، ما عدا بعض مناطق حضرموت وتعز وعدن، فقد كان المنشدون يستخدمون الدفوف والطبول، بينما في الوقت الراهن دخلت الآلات الموسيقية في الأناشيد والتواشيح الحديثة التي أخذت في الانتشار على المستوى المحلي والوطن العربي.

في الوقت الراهن، أصبح الكثير من الأطفال والشباب يردّد بعض الأناشيد اليمنية التي تصاحبها الآلات الموسيقية والتي تم إنتاجها في الأعوام القريبة الماضية، ومن أبرز تلك الأناشيد: "جنة يا رمضان"، و"يا رمضان ما احْلى أيامك" للفنان أمين حاميم، وتقول الأنشودة في كلماتها: "يا رمضان ما احْلى أيامــك، باركهـــا المـــولى وأدامـــــك، الجنة تعـــــطّر أنسامـــك، ما احلى صيامك، ما احلى قيامك".

قديمًا، كان محمد حسين عامر، وهو أول مجدِّد للإنشاد في اليمن، ومن أبرز المؤسّسين لجمعية المنشدين اليمنيين- يحرص على أن يقدّم الابتهالات الخاصة بترحيب وتوديع شهر رمضان، والتي ظلّت في ذاكرة كثير من اليمنيين حتى بعد رحيله عن الدنيا، ومن أبرز تلك التواشيح "ودِّعوا يا صائمينَا شهر رب العالمينَا، عاده الله علينا وعليكم أجمعينَا".

رابط توشيح "ودِّعوا يا صائمين":

منشدون آخرون ساروا على نهج محمد حسين عامر، وأبدعوا في ترديد المشارب الإنشادية في صنعاء، أمثال: يحيى المحفدي، وإسماعيل أبو طالب، وقاسم زبيدة، وأحمد جودم، وعبدالله الحمامي، وعبدالرحمن مداعس، وطه عامر، والوالد أحمد جودم، وعبدالرحمن مداعس، وغيرهم من المنشدين الذين كانوا يُعَدّون بالأصابع.

في حديثه لـ"خيوط"، يتذكر المنشد قاسم زبيدة، كيف كان أهالي صنعاء يحتفون بالمنشدين أصحاب الأصوات العذبة، إلى درجة التوقير والتبجيل، خاصة خلال شهر رمضان. يقول لـ"خيوط": "كانت تُقام الموالد ومجالس الذكر في المنازل عقب صلاة العشاء، وكان الحاضرون يقدّمون للمنشد الهدايا والعطايا، وكان الشعراء يتنافسون على حضور تلك الموالد، كي ينالهم جزءٌ من الهدايا التي كانت تُقدم للمنشدين".

يعتبر قاسم زبيدة من منشدي الزمن الجميل الذين ما يزالون يقدّمون التواشيح والابتهالات الدينية في المجالس والموالد التي تقام في شهر رمضان، وما زال صوته الشجي يصدح في الإذاعات والقنوات الفضائية اليمنية.

 رابط لصوت قاسم زبيدة في توشيح "هلالك يا رمضان":

وفي محافظة حضرموت، ما تزال "الحضرات" تُقام خلال ليالي الشهر الكريم، وما يزال الحاج سعيد بامصري، يشدو بصوته منذ خمسين عامًا، مكمّلًا مسيرة عائلة بامصري الشهيرة، بأدائها النشيد الديني في منطقة تريم، إضافة إلى عائلات أخرى اشتهرت بأنّها حاضنة لكبار المنشدين في حضرموت، أمثال: آل باغريب، وآل باحرمي.

رابط حضرة في حضرموت، بصوت الحاج سعيد بامصري: 

جنة يا رمضان 

في الوقت الراهن، أصبح الكثير من الأطفال والشباب يردّد بعض الأناشيد اليمنية التي تصاحبها الآلات الموسيقية، والتي تم إنتاجها في الأعوام القريبة الماضية، ومن أبرز تلك الأناشيد: "جنة يا رمضان"، و"يا رمضان ما احْلى أيامك"، للفنان أمين حاميم، وتقول الأنشودة في كلماتها: "يا رمضان ما احْلى أيامــك، باركهـــا المـــولى وأدامـــــك، الجنة تعـــــطّر أنسامـــك، ما احْلى صيامك، ما احْلى قيامك".

في حديثه لـ"خيوط"، يعتبر الفنّان أمين حاميم كلَّ الأناشيد التي قدّمها للجمهور اليمني والعربي، بالنسبة له، أنّها "كالعينين في الراس"، وأنه يحرص على تقديم الأعمال ذات القيم بشكل عام، واصفًا جمهوره بالسند الذي يشرفه.

رابط أنشودة "يا رمضان ما احْلى أيامك"، للفنان أمين حاميم :

ومن الأناشيد اليمنية التي تصاحبها آلات موسيقية، ولاقت نجاحات لافتة: "رمضان يا مسلمينَا، شهر ربِّ العالمينَا"، و"رحّبوا يا صائمينَا"، لعدد من المنشدين اليمنيين، إضافة إلى أنشودة "مرحبا يا رمضان"، و"تراحيب رمضان" للمنشد سليم الوادعي، وأنشودة "جاءنا رمضان" للمنشد عبدالله العيباني، و"يا رمضان مرحب بك" لصالح المهدي، و"يا مرحبًا أمزان"، للمنشد عبدالفتاح الفقيه.

كما قدّم العديدُ من المنشدين أعمالًا فنية خاصة بالشهر، تعدّت في شهرتها اليمن، أمثال: عمر بن شهاب، وخالد محرم، وعلي سلمان باحرمي، ومحمد حسين عيديد، وصلاح بربور، ومحمد الخطيب.

واشتهرت في العامين الماضيَين والجاري، أنشودة "رمضان يا رمضان" للمنشد منير باهادي، حيث بثّتها إذاعات وقنوات خليجية وعربية.

في حديثه لـ"خيوط"، يقول المنشد منير باهادي، أنّ "النشيد يُعدّ جزءًا من ذائقة المجتمع اليمني الفنية؛ لذا فإنّه ليس من المستغرب أنّ الناس مهتمون بمتابعة الجديد". ويدعو باهادي رجالَ الأعمال في اليمن إلى الاستثمار في مجال إنشاء شركات إنتاج خاصة بالنشيد، تنافس الأفضل في العالَمَين العربي والإسلامي.

 رابط أنشودة شهر السعادة للمنشد منير باهادي:

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English