رحلة "سهام" اليومية للتزود بالمياه

عناء مكافحة العطش
خيوط
March 24, 2022

رحلة "سهام" اليومية للتزود بالمياه

عناء مكافحة العطش
خيوط
March 24, 2022

في كل يوم، تحمل صفائحها البلاستيكية وتنتظر في طابورٍ طويل حتى تملأها بالماء، قبل أن تعود بهذه الصفائح الثقيلة إلى منزل عائلتها. هذا الروتين يختزل حياة "سهام" اليومية في شوارع صنعاء القديمة (قلب العاصمة اليمنية)، حيث يتعين على العديد من الأطفال في مثل عمرها، مساعدة ذويهم في الحصول على الأساسيات التي في مقدمتها الماء. 

تخرج سهام في ساعة النهار الأولى مع صديقتها فاطمة، وتتمثل مهمتاهما في الوصول مبكرًا إلى خزان المياه الرئيسي في الحي، حتى تكونا أول من يقف في الطابور الطويل، سعيًا إلى جمع ما يكفي أسرتيهما من المياه لأغراض الشرب والغسيل والطهي في أسرع وقت ممكن، ثم يكون بإمكان سهام الذهاب إلى المدرسة في الوقت المحدد. مع ذلك، تتأخر في أغلب الأحيان، وتضطر إلى الذهاب إلى المدرسة بمفردها، وقد لا تتمكن حتى من الالتحاق بالفصل الدراسي. 

عندما تنتهي سهام من يومها الدراسي، تستأنف مهمتها اليومية؛ تنطلق حاملةً ما أمكنها من صفائح الماء على عربتها. خلال ذلك، تنتقل بين جميع خزانات المياه في الأحياء المجاورة في محاولة للتزود بما يكفي من المياه لأغراض الغسيل.

مؤخرًا أصبحت رحلة سهام اليومية أيسر بعد إنشاء معينٍ جديد للتزود بالمياه في الحي الذي تسكن فيه ضمن مشروع "نقاط المياه"، الذي نُفّذ بمساعدة جمعية الهلال الأحمر اليمني، بهدف تخفيف بعض العبء الذي تتحمله الأسر اليمنية المقيمة في الأحياء، ممن تعد فرص حصولها على مياه الشرب النظيفة شحيحة ومحدودة. 

مع ذلك ما تزال مهمة الحصول على الماء شاقّة وتتطلب كثيرًا من الصبر، تقول سهام لـ"خيوط"، إنها في أغلب الأحيان، تقف في طابور المياه عوضًا عن الجلوس في مقعد الدراسة، "الحرب والخوف هما أكثر ما نحفظه كأطفال، إلى جانب المسؤوليات الملقاة على عاتقنا، مثل الاضطرار إلى الوقوف لساعات كثيرة في طوابير توزيع المياه"، تردف: "للأسف، هذا هو نظام حياتنا، ولا نتذكر أننا نعرف شيئًا آخر سواه". 

لحظة انتصار! 

تصف سهام اللحظة وصول دورها في طابور الماء الطويل، بعد انتظارٍ ممل، بأنها لحظة غير عادية، "إنها اللحظة التي أشعر فيها بالسعادة، تستحق هذه اللحظة مني التوثيق اليومي وحتى تبادلها على الفيسبوك"- سهام لـ"خيوط". 

عندما تنتهي سهام من يومها الدراسي، تستأنف مهمتها اليومية؛ تنطلق حاملةً ما أمكنها من صفائح الماء على عربتها. خلال ذلك، تنتقل بين جميع خزانات المياه في الأحياء المجاورة في محاولةٍ للتزود بما يكفي من المياه لأغراض الغسيل، فبحسب سهام، فإن "يوم الغسيل يشبه لعبة البحث عن الكنز، حيث أسعى إلى إيجاد الماء في هذا الحي أو في حي آخر، وبالنسبة لي أرى عربتي الثقيلة المحملة بالصفائح الممتلئة بالماء، كنزًا أفوز به في نهاية اليوم". 

تحرص سهام، بعد أن تُحضِر الماء إلى المنزل، على الترشيد في استخدامه، "أتذكر وقت انتشار كورونا، حينما كان الجميع يتحدث عن ضرورة غسل اليدين من وقت إلى آخر؛ كان من الصعب علينا إهدار الكثير من الماء لضمان بقاء أيدينا نظيفة، ونحن نكافح لتوفير المياه للأغراض الأساسية الأخرى في المنزل"، توضّح. 

محاولات لتخفيف المعاناة 

أمضت سهام ما يناهز نصف حياتها في ظل الحرب، وهي واحدة من نحو 15 مليون طفل يمني يعيشون واقعًا تصفه الأمم المتحدة بالكارثة الإنسانية الأكبر في العالم، كما أصبح أكثر من 20 مليون شخص في اليمن، بحاجة ماسة إلى إمدادات المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية. 

في إطار محاولة احتواء هذا الواقع، قام الهلال الأحمر اليمني، في إطار استجابته الطارئة، بتوفير نقاط مياه في سبع محافظات (صنعاء، وذمار، وعمران، وحجة، والمحويت، وإب)، ساهم ذلك في توفير المياه النظيفة لما يقرب من  33 ألف أسرة سنويًّا. 

ويقوم الهلال الأحمر اليمني وشركاؤه، بتنفيذ برامج الإغاثة والتأهب لحالات الطوارئ في جميع أرجاء اليمن، بما في ذلك توفير المياه النظيفة، وتوزيع مجموعات من مواد النظافة الشخصية (تحتوي على الصابون والمناشف والدلاء وجرار المياه)، كما ينفذ برامج إيجابية تتعلق بالمياه، وخدمات الصرف الصحي، والنظافة الصحية، لمساعدة "الفئات المستضعفة".

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English