"شِفتَه ناقش الحِنّة"

أغنيَّة تطرِّز الأفراح وتُرقِّصها
خيوط
January 18, 2024

"شِفتَه ناقش الحِنّة"

أغنيَّة تطرِّز الأفراح وتُرقِّصها
خيوط
January 18, 2024
.

"شِفتَه ناقِش الحِنَّهْ"

أُغنيَة تطرِّز الأفراح وتُرقِّصها

(خيوط)

كلمات: أحمد الجابري

لحن: محمد صالح عزاني

غناء: محمد صالح عزاني 

كتب الشاعر أحمد غالب الجابري عشرات الأغاني التي وجدت كلماتها طريقًا إلى نوتات الملحنين وحناجر المطربين، وبمعظم اللهجات اليمنية، ومن هذه القصائد قصيدة (ناقِش الحِنَّهْ) التي لحّنها وأدّاها الفنان محمد صالح عزاني في سبعينيات القرن الماضي، ولا تزال بلحنها الراقص إحدى أيقونات الأعراس والمناسبات الفرائحية في كثير من المناطق اليمنية.

تقول كلمات الأغنية:

شِفتَه ناقِش الحِنَّهْ     يا بُوي مِن فَنّهْ

طايِر مِن الجَنَّهْ      شِفتَه ناقش الحِنَّهْ

سُبحان مَن صوَّر      كنَّهْ قمَر نَوَّر

لابِس حَرير أخضَر    شفته ناقش الحِنَّهْ

حَالي الرّنَا أدْعَج    لا شي غَدَر سَرَّج

يضوِي ويترَجْرَج      شِفتَه ناقش الحِنَّهْ

حَبيتْ حُب عُذرِي    يا ريت بَسْ يدرِي

با سلِّمَه أَمْرِي      شفته ناقِش الحِنَّهْ

 يا لّلي سلَب عَقلي    واصْبَح هَوَاه شُغلِي

ما حد حَب مِثلي     شِفته ناقِش الحِنَّهْ(1)

عن الشاعر

الشاعر أحمد الجابري، من مواليد التواهي بمدينة عدن في العام 1936، درس في مدارسها المرحلةَ الابتدائية، وكان لاعب كرة قدم معروف. في 1953، سافر إلى القاهرة لإكمال تعليمه الإعدادي والثانوي، وفي مطلع الستينيات التحق بجامعة القاهرة، وتخرج من قسم المحاسبة فيها، في العام 1964، عاد إلى عدن وعمل في عدد من مدارسها، وفي 1972 انتقل إلى تعز حيث عمل محاسبًا في شركات هائل سعيد، وفي 1982 هاجر إلى السعودية، وعاد إلى عدن مطلع التسعينيات، حيث عُيّن مستشارًا لصحيفة 14 أكتوبر، ومنذ منتصف التسعينيات اختار العزلة في مدينة الراهدة، وعانى في سنواته الأخيرة من مصاعب صحية جمّة وتجاهل رسمي. مات ودفن في صنعاء، في 6 يناير 2024.

 جاء في كتاب (مِن هُنا مَرَّ الغِناءُ دافئًا):

غنَّى للشاعر أحمد الجابري العديدُ من الفنانين اليمنيين شمالًا وجنوبًا، ابتداء من أواخر خمسينيات القرن الماضي؛ منذ كان طالبًا في جامعة القاهرة، وهي الفترة التكوينية ذاتها لشعراء الأغنية المعروفين (سعيد الشيباني، وعبدالله سلام ناجي، وعبده عثمان محمد) حينما كانوا، هم أيضًا، طلابًا في الجامعات المصرية آنذاك. مغامرات معظم شعراء الأغنية في اليمن عمومًا لم تتجاوز الحواضن الثقافية بخصوصيتها اللهجوية، التي ينتمون إليها؛ إذ يندر أن تجد شاعرًا من كُتّاب الأغنية كتب بخصوصيات لهجوية غير تلك التي تطبّع وتربّى عليها في بيئته المحلية.

وحده الشاعر الجابري حلَّق بعيدًا في فضاءات الجغرافية اليمنية، وكتب باللهجات العدنية، واللحجية، والبدوية، والحضرمية، والصنعانية، والتعزية بخصوصيتها الحجرية. وغنّى له الفنّانون: محمد مرشد ناجي، وأحمد بن أحمد قاسم، وأيوب طارش، وعبدالباسط عبسي، ومحمد سعد عبدالله، ونبيهة عزيم، وطه فارع، وبهجة نعمان، وعصام خليدي، وغيرهم من الفنانين(2). 

عن الفنّان

محمد صالح عزاني (1940-1980)، واحد من أهم مطربي اليمن، وشكّل خلال سنوات السبعينيات، ظاهرةً فنية لافتة. جاء في كتاب (الحضور البهي)، للدكتور يحيى قاسم سهل:

"كان الفنّان محمد صالح عزاني يمتلك صوتًا جميلًا عذبًا أخّاذًا، ممزوجًا بخليط من المشاعر والأحاسيس والانفعالات الإنسانية والفنية، وكان من الفنّانين القلائل الذين يتمتّعون بحضور إبداعي (غنائي مســرحي فنّي) قويّ ومؤثّر على كافة المستويات، في توصيل الأغنية، فيَصِل في كثير من الأحيان إلى (حالة من التوحد الوجداني والإبداعي) مع المستمع والمتلقي لأعماله وأغانيه (فينصهرا) ليشكّلا معًا مشهدًا غنائيًّا منسجمًا متناغمًا، قوامه الصدق في ملامح وتعابير ونبرات صوت العزاني، وقوة وسلامة مخارج الألفاظ التي تُمكّنه من إقناع كلِّ مَن يستمع إليه بأنّه بالفعل يعاني من (حالة إنسانيةٍ ما وجدت في سياق ومضمون النص الغنائي الذي يتعاطاه).

وللعزاني حليات صوتية حباه الله بها في غاية العذوبة والسلاسة والوضوح، تُمكّنه من القيام بعملية أشبه ما يمكن أن نطلق عليها (عملية تنويم مغناطيسي) يصل إليها في ذروة أدائه لأغنياته الرائعة مع المستمع والمتلقي الذي يجد نفسه لا يستطيع أن ينصرف بعينيه وبأذنيه عن متابعة أداء العزاني الساحر والأخّاذ، ومن هنا يأتي سر نجاح العزاني في شفافية وروعة أسلوب وحرفية وصدق وعبقرية غنائه وأدائـه العـــميق لأعماله الفنــية، التي نتــــذكر منها: (تسألني كيف الحال)، (ظن إني نسيته)، (اتفقنا إنـنا ما نــتفـق)، (بــعد إيــه ترجــع لحبــي)، (ساعة ما نظرتك)، (فين التقينا)، (مستحيل أنساك)، (اشتقت لك)، (مثل الآمال)، (أنا وهو انظلمنا)، (خلاص بنساك...)، وغيرها"(3). 

______________________ 

(1) عناقيد ملونة، شعر أحمد الجابري، الطبعة الأولى، 2019، ص268.

(2) من هنا مرّ الغناء دافئًا – شعراء ومطربون يمنيون، منشورات مواعيد، صنعاء، 2023، ص47.

(3) الحضور البهي؛ أوراق من حياة الفنّانِين الزبيدي والعزاني والميسري، مكتبة ومركز الصادق للطباعة والنشر والتوزيع، صنعاء، الطبعة الأولى، 2022، ص94.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English