صعدة.. الدراسة من أجل أربع قطع من ملفوف التمر

التعبئة العسكرية توسع ظاهرة التسرب من التعليم
خيوط
April 4, 2021

صعدة.. الدراسة من أجل أربع قطع من ملفوف التمر

التعبئة العسكرية توسع ظاهرة التسرب من التعليم
خيوط
April 4, 2021
Photo by: Hamza Mustafa - Khuyut

شهد قطاع التعليم في محافظة صعدة شمال اليمن، خلال السنوات الأخيرة، انحدارًا متسارعًا وتجريفًا وما يشبه التجهيل، وما تبقى في المحافظة لا يرقى إلى المستوى الذي يمكن فيه أن نطلق عليه تعليم. 

ووصل الحال إلى ما وصل عليه بفعل عوامل، بعضها معروفة، مثل حالة النزاع المسلح وتدمير المنشآت التعليمية، ومن ثَمّ تردي الوضع النفسي للطالب. وتسببت الغارات الجوية في تدمير العديد من مدارس المحافظة، ولم تستثنَ أي مديرية من هذا الوضع الكارثي. 

فبعض المدارس أصابها ضرر جزئي، والبعض الآخر لحقت بها أضرار كلية، حيث أصبح الطلاب يدرسون تحت ما تبقى من أطلال، أو في خيام تقدمها منظمة "اليونسيف" ومنظمات أخرى. 

مدرسة عقبة بن نافع، بمنطقة آل عقاب، مديرية سحار، مثالٌ حي على هذا الانهيار للعملية التعليمية وتشريد الطلاب، حيث بقي فيها عدد قليل من طلاب الابتدائية، وغادر الذين كانوا يدرسون الإعدادية والثانوية إلى مدارس أخرى، ويضطرون لقطع مسافات طويلة من مناطقهم للوصول إلى مدارس أخرى، إلى جانب الذين تركوا التعليم بشكل كامل، وأصبحوا يقومون بمهام مساعدة أسرهم في زراعة الأراضي أو توفير مصدر دخل من مهن أخرى.

وبعض الذين تسربوا من المدارس، وقعوا فريسة سهلة لدعاة التجنيد والتعبئة العسكرية، ليتم استغلال حاجتهم وحاجة معيليهم، ليزج بهم في جبهات القتال. أما الكادر التعليمي، فلم يستلم رواتبه منذ خمس سنوات، وتوجه للبحث عن بدائل أخرى، للانخراط في عمل يوفر له ولأسرته لقمة العيش.

يقول مدير مدرسة، إن أعداد الطلاب في المدرسة انخفض إلى 10%، منها قبل الحرب، وأشار إلى أن غالبية الحضور، يأتون إلى المدرسة لكي يحصلوا على صندوق (ملفوف التمر)، الذي توزعه على المدارس منظمة الغذاء العالمي ويحتوي على أربع قطع، يتم توزيعه عليهم بشكل يومي

يضاف إلى هذه المعاناة التي راكمتها الحرب، تدني الوعي لدى الأسر بأهمية التعليم، ولذا يبقى مكانة هذا الأمر متدنية في سلم أولويات الأسر، وزادت الحرب من مفاقمة تهميش الناس لإلحاق أبنائهم في المدارس، بل وإبعادهم عنها. 

في إحدى المدارس في ضاحية ملاصقة لمدينة صعدة. لوهلة يرى الزائر إلى دار رعاية اجتماعية، حيث تعتريه الشفقة مما يشاهده من عوز وحرمان، وشكوى بادية على وجوه عدد من المدرسين الذين يعملون متطوعين. كان يلتف حولهم حفنة من الطلاب، ينصتون لدرسهم، في يوم دراسي لا يتجاوز الساعتين.

يقول مدير المدرسة، إن أعداد الطلاب في المدرسة انخفض إلى 10%، منها قبل الحرب، وأشار إلى أن غالبية الحضور، يأتون إلى المدرسة لكي يحصلوا على صندوق (ملفوف التمر)، الذي توزعه على المدارس منظمة الغذاء العالمي ويحتوي على أربع قطع، يتم توزيعه عليهم بشكل يومي.

وتعد محافظة صعدة المحاذية للمملكة العربية السعودية والتي تعد المعقل الرئيسي لجماعة أنصار الله (الحوثيين) التي اجتاحت العاصمة صنعاء نهاية العام 2014 ونفذت انقلاب على مؤسسات الدولة والذي أدى إلى نشوب صراع طاحن في اليمن دخل عامه السابع، من أكثر المحافظات المتضررة من الحرب، إذ يستهدفها الطيران الحربي للتحالف بقيادة السعودية والإمارات بكثافة منذ بداية الحرب في مارس/أذار 2015 تسبب بأضرار وانتهاكات واسعة في أوساط المدنيين والبنية التحتية والمنشاّت التعليمية وممتلكات المواطنين، إضافة إلى معارك عنيفة تدور في بعض مديرياتها طوال سنوات الحرب.


إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English