"عَلَيك سَمَّوني"

هُو يرحمه قَلبي لصُغر سِنّه
خيوط
December 7, 2023

"عَلَيك سَمَّوني"

هُو يرحمه قَلبي لصُغر سِنّه
خيوط
December 7, 2023
.

"عَلَيك سَمَّوني"

هُو يرحمه قَلبي لصُغر سِنّه

(خيوط)

الكلمات: محمد بن عبدالله شرف الدين

اللحن: تراث 

غناء: محمد حمود الحارثي

هذه الأغنية ارتبطت طويلًا بصوت الفنان محمد حمود الحارثي، وهي من كلمات شاعر الحمينية المعروف محمد بن عبدالله شرف الدين، وقيل إنه كتبها بعد أن طلبت منه زوجته أن يحلف على المصحف، إن كان لا يعشق فتاة صغيرة كما يقول الناس.

وقصائد ابن شرف الدين الحمينية التي غنّاها الفنان الحارثي بها الكثير من الدفء، في فضاء الاستماع الشعبي في اليمن، وأغنيته هذه لم تزل طرية يانعة حتى اليوم، بعد عقود من رواجها بصوت الفنان الحارثي، وغيره من الفنانين. 

تقل كلمات الأغنية: 

عَلَيكَ سَمَّوني وَسمسموني          وَبِالملامةْ فيكَ عذّبوني

وَجرَّوا المصحف وَحلَّفوني        وَقصدهم بِالنار يحرِقوني

حلفت ما أحِبَّك فكذّبوني           وَقبل ذا كانوا يُصَدِّقوني

هم يَحسبوني أَضمرت في يَميني    فَقلت اللَّه بَينهُم وَبَيني

                             * *

حلفت لما أَبدوا شجن ووسواس      وَأَجروا مِنَ الدمع الغَزير أَجناس

يا ذا الَّذي سمَّيتُموه عَلى الراس       قُلتُم بِأَنَّه بدر جنح الأَغلاس

ما أَراهُ إِلا مثل سائِر الناس         لَو كنت أَحبّه ما عَليَّ مِن باس

أَنساه وَأَنتُم به تذكّروني             لا تَظلموه بِاللَّه وَتَظلِموني

                             * *

قالوا فَما لَك حين تَراه تَخجَل         يصفرّ وَجهَك إِن بدا وَأَقبَل 

وَتَستَحي يَومَ تَذكره وَتَفشَل           يَغيب حسّك إِن ذُكِر وَتذهل

وَأَنتَ قالوا اليَوم عليه تغزَّل         غَزَل رَقيق في كُلّ حين يقبل

قروا بخطّك له غزل حُمَيني          يَهزُّ حَتّى قامة الرّديني

                             * *

فَقُلتُ خَلّوا ذا الكَلام بِاللَّه          كَلام يورث لِلصغير خجلةْ

كَلام يخجل راعي الأشلةْ        مغير شمسِ الأُفْق وَالأَهِلَّةْ

فَكايدوه عاده صغير أَبله       شاحمل لَكُم حاجةْ علَيّ سهلةْ

خلّوا لكم كيده وَكايدوني           تعاندوه بِاللَّه عاندوني

                           * *

هُو يرحمه قَلبي لصُغر سنّه     ما هو شفق في مبسمه وَعينه

وَأَنتُم تَقولوا أعشِقَه لحسنه        وَإِن قدّه غرَّني بغصنه

حُسنه لِنَفسه وَايش عَليَّ منّه     كَيفَ أَعشقه وَالهجر صار فنّه

قالوا كذب وَإِلا فصدقوني        وَإِن لَكم قدرةْ فَقَيّدوني

                          * *

يا خل جيرانك شواني أَعدا        قَد ذَوَّقوني المُرَّ فيكَ وَالدّا

يشنوك وَيَشنوني صَحيح جدّا     يَشنوك كَما حسنك بَديع مُفدّى

داريتهم في عشقتك فَما أَجدى       أنَّه إِذا أَرهَب بِالَّذي تَبَدّى

وَأَنا كَما أَنا عاشقك شنوني        ما شان في جِدي وَفي مجوني

                             * *

ما لي مَع الناس أيش علَيّ منهم    شاصبر عَلى أَقوالِهم وَشاحلم

وَاللَّه ما أَنا قَطّ أَسأل عَنهُم          أَخافهم في عشقك فخفهم

وَأَنا كَذا مِن يَوم أَنا وَيوم هم       قَد جَرَّعوني في المَحَبَّة السُّمّ

شاقول منيع اللَّه يتركوني          وَلا عليهم عِزَّتي وَهوني

                             * *

قالوا عشق هُو عيب من تعشّق    قالوا فُؤادي بِالهَوى مُعَلَّق

قالوا لِمَه قَلبي عليه يحرق    من سُكر حُبّه ما صَحا ولا افْرَق

وَما لعيني بالدموع تغرق       ونهرها فَوق الخُدود مطلَق

الدمع دَمعي وَالعُيون عُيوني     وَما عليهم من بُكا جُفوني(1)

                             * * *

عن الشاعر

هو محمد بن عبدالله ابن الإمام شرف الدين يحيى الكوكباني، أحد أبرز شعراء الحمينية في اليمن.

يقول عنه محمد عبده غانم، في كتابه "شعر الغناء الصنعاني": 

"من الشعراء الذين أُولعوا بنظم الشعر الحميني، ويبدو أنّه ضرب في ذلك مثلًا لغيره من كبار الزيود ورفع من قيمة الشعر الحميني الذي كان يُنظر إليه شزرًا في الأوساط الأدبية المتمسكة بالشعر الفصيح.

ومع أنّ الشعر الحميني الذي أسهم به ابن شرف الدين في الغناء الصنعاني، بالغُ الأهمية من حيث الكمية، إلّا أنّ أهمية هذا الشعر الحقيقية تأتي في الأول من ناحية الجودة التي يحلق بها الشاعر فوق معظم شعراء الحمينية في الغناء الصنعاني، إن لم نقل فوقهم كلهم، وهو أول شاعر يسهم بقصيدة حمينية في الغناء الصنعاني يستعمل فيها القصة والحوار في وصفٍ دقيق لإحدى اللقاءات الغرامية"(2).

أمّا الدكتور عبدالعزيز المقالح، فقد وصفه في كتاب "شعر العامية في اليمن":

"شاعر الحب ومغنّي الجمال، من أسرة أرستقراطية مالكة، خاض أفرادها حربًا طاحنة في سبيل الاحتفاظ بالإمامة، وبالرغم من نشأة الشاعر الأرستقراطية ومن أنّه وجد نفسه في مجتمع منغمس في الحروب، وفي أسرة انخرط أفرادها في الصراع ضدّ منافسيهم من الأئمة وغيرهم، فإنّه احتفظ لنفسه بموقف مخالف، فكان نديم الهوى والجمال، ورفيق الشعر والطرب. لم تضطرّه الحاجة إلى التكسب بالشعر"(3).

عن الفنان

وُلد محمد حمود بن يحيى الحارثي في مدينة (كوكبان) عام 1933، وتُوفِّي في صنعاء في 2007، وهو واحد من أعمدة الفن اليمني الكبار، وخصوصًا في غناء الموشح اليمني (الغناء الصنعاني).

بدأ الغناء وهو في العاشرة من عمره، فكان يغني لزملائه في الكتّاب وفي كل لحظة يخلو فيها مع نفسه، وعندما انتقل إلى المدرسة العلمية كان قد عرف عنه جمال الصوت وحسن الأداء، ما رشّحه من قبل معلميه للقيام بتجويد القرآن الكريم، وبعد تخرجه اضطرّ للعمل في فلاحة وزراعة الأرض التي ارتبط بها.

في عام 1957، تقريبًا كانت له أول زيارة لمدينة صنعاء، وفيها بدأت موهبته في الغناء والعزف تتفتّق، ما شجّعه على الغناء عند بعض الزملاء والمقربين في المناظر (مجالس مضغ القات)، وعرفه على الفنانين.

عقب قيام ثورة 26 سبتمبر 1962، سجّل لإذاعة صنعاء عددًا من الأناشيد الثورية، مثل: (سحقنا الطغاة)، و(الجمهورية فيها الحرية)، و(يا سبتمبر يا مرج التاريخ الأخضر)، كما سجّل أولى أغانيه العاطفية، وهي أغنية (حُمَيِّمة)، في عام1970. وقد ذاعت شهرة الفنان الحارثي بعد أن أنشد (هذه أرضي وهذا وطني)، ثم توالت بعد ذلك إصداراته الغنائية.

وسجّل الحارثي بعد ذلك عددًا كبيرًا من أشرطة الكاسيت، ومن أشهر أغانيه: (ردَّ السلام)، و(يا فرحتي للرعية)، و(ما أجمل الصبح)، و(الشوق أعياني)، و(عليك سمّوني وسمسموني)، و(جَلَّ من نفّس الصباح)، و(خِلِّي جفاني بلا سبب).

غنّى لكثيرٍ من شعراء اليمن المعاصرين، أمثال: عبدالله عبدالوهاب نعمان (الفضول)، مطهر الإرياني، محمد الذهباني، أحمد العماري، وعثمان أبو ماهر.

 يقول عنه الراحل د. أبوبكر السقاف:

"أعترف أنّ غناءَه بدا لي غير جذّاب، ربما لأنّي تعودت الاستماع إلى الأغاني الشمالية بأصوات فنّانين جنوبيين ولسنوات طويلة، منهم: المسلمي، والجراش، والقعطبي، والعنتري، وفضل اللحجي، وعمر غابة، والماس.

كان اللقاء الأول مصادفةً في مقيلٍ في "الدار الحجر" في الوادي (صيف 1978)، على شرف مشاركين من الجزيرة والخليج، جاؤوا للمشاركة في ندوة عن البحث ومراكزه فيها. فإذا بي أسمع أداءً هادئًا ينساب كأنه استمرار لإيقاع راقص يتردّد صداه فينا"(4). 

(1) شعر الغناء الصنعاني، د. محمد عبده غانم، المكتبة اليمنية للنشر والتوزيع- صنعاء، الطبعة الرابعة 1985، ص254-255.

(2) شعر الغناء الصنعاني، نفسه، ص 181.

(3) شعر العامية في اليمن، د. عبدالعزيز المقالح، دار العودة- بيروت، 1986، ص369.

(4) دفاعًا عن الحرية والإنسان، د. أبوبكر السقاف، منتدى الجاوي الثقافي، الطبعة الأولى 2011، ص487.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English