تعليم "شحيح" في مخيمات النازحين بمأرب

نقص في المستلزمات والمدارس وبُعد المسافات
إسحاق الحميري
September 11, 2023

تعليم "شحيح" في مخيمات النازحين بمأرب

نقص في المستلزمات والمدارس وبُعد المسافات
إسحاق الحميري
September 11, 2023
الصورة لـ: حمزة مصطفى

تعاني رغد (15 عامًا)، النازحة مع أسرتها في محافظة مأرب (شرقي صنعاء)، قادمة من محافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، من صعوبات بالغة لمواصلة دراستها في إحدى المدارس؛ بسبب موقع المدرسة البعيد عن سكنها مع أسرتها بمخيم الجفينة، وعدم توفر وسائل نقل ومواصلات بصورة مستمرة. 

وتفتقر المواقع الدراسية الخاصة بالنازحين إلى الإمكانيات والمستلزمات الدراسية، وشحة توفر المنهج، الكتب المدرسية، إضافة إلى أن أغلب الفصول الدراسية عبارة عن "خيام" أو "كنتيرات" .

من جانبها، تقول أم رغد لـ"خيوط"، أنها واجهت صعوبات كبيرة لمواصلة تعليم ابنتها بالنظر إلى افتقار أغلب المدارس إلى الكادر التعليمي المتخصص، فضلًا عن بعد المسافات وعدم قدرة الفتيات (الطالبات) على تحمل قطعها ذهابًا وعودة، بشكل يومي. 

مشكلة متجددة

ليست رغد وحدها تعاني من هذه المشكلة، فهناك عشرات الآلاف من الطلاب النازحين يعانون من صعوبة الحصول على التعليم بسبب النزوح وشحة الإمكانيات والمستلزمات التعليمية والدراسية.

يؤكد القائم بأعمال مدير الإعلام والعلاقات العامة في مكتب التربية والتعليم، علي صالح حليان، في تصريح لـ"خيوط"، أن السلطة المحلية قدّمت عددًا من المستلزمات الدراسية لمدارس التعليم في المخيمات، وتكفلت بتوفير الكتاب المدرسي بما يقارب مليون كتاب، ومستحقات 700 عقد تم توقيعها مع المعلمين، إذ يحصل المعلم في الشهر على حافز بمبلغ 30 ألف ريال يمني.

إضافة إلى شراء أرضية لإنشاء مدرسة أساسية وثانوية في مديرية المدينة بحي المطار، حيث تم بناء المدرسة بتمويل إحدى الجهات المانحة.

ويبلغ عدد الطلاب النازحين في المحافظة بحسب كشوفات العام الدراسي الماضي (2022-2023)، نحو (22066) طالبًا وطالبة، إذ يؤكد حليان أنّ هذا العدد لمن تم تقييد أسمائهم في كشوفات الرصد، في حين لا يزال منهم الكثير خارج تلك الكشوفات لعدم وجود وثائق دراسية لأسباب تتعلق بالنزوح، كما يوجد (12689) طالبًا وطالبة خارج العملية التعليمية بسبب النزوح وعدم توفر الخدمات التعليمية.

مجموعة من التحديات التي تواجه الطلاب النازحين مع بداية العام الدراسي الجديد، أهمها: عدم وجود المدارس في مخيمات النزوح، وتردي وضعية المتوفر منها، وارتفاع دراجة الحرارة، والنقص الحاصل في المناهج الدراسية، وعدم توفر الكادر التربوي.

يوضح حليان أنّ معاناة الطلاب في مخيمات النزوح مشكلة قائمة تتجدد مع كل عام دراسي، مُرجِعًا أسبابها لعدم وجود مشاريع تعليمية مستدامة، فأغلب مشاريع الجهات المانحة للتعليم عبارة عن خيام كفصول بديلة، وهي لا تصمد كثيرًا مع تقلبات المناخ وتغيرات الطقس والرياح والأمطار، حيث تتعرض للتمزق والتلف قبل انتهاء الفصل الدراسي الثاني. فضلًا عن عدم توفر "سبّورات" أو مقاعد دراسية، إضافة إلى مشكلة الازدحام في المدارس الحكومية الواقعة بالقرب من مخيمات النزوح، إذ يصل عدد الطلاب في الفصل الواحد إلى نحو 150 طالبًا.

كما تبرز بداية كل عام دراسي مشكلة كبيرة تواجهها السلطة المحلية في محافظة مأرب، تتمثل في تغطية العجز في عدد المعلمين مع احتياج المحافظة لنحو 1484 معلمًا ومعلمة.

ويؤكّد حليان أنه تم تنفيذ مشروع التعليم التعويضي والتعليم المسرع لحل إشكالية التسرب للطلاب النازحين، وعودة التحاقهم بالعملية التعليمية من خلال التنسيق مع الجهة المشاركة في المشروع، باعتماد تغذية مدرسية للطلاب النازحين والملتحقين بالعملية التعليمة.

ويضيف أنّ السلطة المحلية بمأرب، ممثلة بمكتب التربية والتعليم، تبذل جهودًا كبيرة للتخفيف من معاناة النازحين، خصوصًا أنّ المحافظة تستقبل أكبر عدد من النازحين في اليمن، حيث بلغت نسبة النازحين فيها 62% من إجمالي النازحين في اليمن؛ الأمر الذي فاقم هذه المعاناة وزاد من حجمها.

كما يتم تغيير بعض فصول الخيام في مخيم السويدا والجفينة، بإنشاء فصول عبارة عن "كنتيرات" بدلًا منها، مجهزة بكامل مستلزماتها من سبّورات ومقاعد وتكييف، وهي تابعة لمشروع اليونيسف، وما زال العمل جاريًا فيها حتى الآن.

في السياق، يعدد صالح الفقيه، معلم في إحدى المدارس بمخيم الجفينة، في حديث لـ"خيوط"، مجموعةً من التحديات التي تواجه الطلاب النازحين مع بداية العام الدراسي الجديد، أهمها: عدم وجود المدارس في مخيمات النزوح، وتردي وضعية المتوفر منها، وارتفاع دراجة الحرارة، والنقص الحاصل في المناهج الدراسية، وعدم توفر الكادر التربوي مع انقطاع رواتب المعلمين ومحدوديتها مقابل ارتفاع تكاليف المعيشة، وهو ما جعل المعلم يبحث عن مصدر دخل غير التدريس.

مواجهة التسرب

من جانبه، يتطرق علي مطير- منسق قسم التعليم بالوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب، في حديثه لـ"خيوط"، إلى أنّ هناك العديد من التحديات تؤثر على وضع الطلاب في مخيمات النزوح مع بداية العام الدراسي الجديد وحصولهم على خدمة تعليمية مناسبة بالرغم من الجهود التي تبذلها الجهات المعنية.

يشمل ذلك نقص المدارس والمرافق التعليمية، وقلة الموارد التعليمية المتاحة، وصعوبة الوصول إلى المراكز التعليمية بسبب البنية التحتية المتضررة، وانعدام وسائل النقل، إضافة إلى تردي الأوضاع المعيشية، والغلاء، وانعدام الزي المدرسي ومختلف المستلزمات الدراسية.

يضيف مطهر بأن السلطة المحلية في مأرب تقدم جهودًا مستمرة لدعم التعليم بين النازحين، تتمثل هذه الجهود في توفير وتأهيل المدارس، وتوفير الموارد التعليمية واللوازم المدرسية، وتدريب المعلمين، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب النازحين.

ويشير إلى أنّ هناك عددًا كبيرًا من الطلاب المحرومين من التعليم في مخيمات النزوح في مأرب، وهذا يرجع إلى الظروف الصعبة والتحديات التي تواجه النازحين.

وتبذل الجهات المعنية جهودًا كبيرة لزيادة عدد الطلاب الملتحقين بالتعليم، من خلال توسيع المدارس وتقديم الموارد اللازمة للتعليم، إذ يقدّر عدد المتسربين من التعليم بحوالي 25 ألف طالب وطالبة في 198 مخيمًا للنازحين.

•••
إسحاق الحميري

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English