تصفية (السيد) في معقل القاعدة

مخاوف من عودة الإرهاب والاحتقان إلى أبين
خيوط
August 12, 2023

تصفية (السيد) في معقل القاعدة

مخاوف من عودة الإرهاب والاحتقان إلى أبين
خيوط
August 12, 2023
.

تمكن تنظيم القاعدة من تصفية عبداللطيف السيد- قائد الحزام الأمني في أبين، أثناء تفقده لمقاتلي الحزام بمنطقة "وادي عويمران" في مودية، ومعه الشيخ محمد كريد الجعدني أحد المشايخ الذين قاموا بوساطة للإفراج عن القائد العسكري فيصل رجب من السجون الحوثية في أواخر شهر أبريل الماضي، متخلصًا بذلك من أحد خصومه الكبار.

السيد هو أحد أبناء الجماعات الجهادية، وتربى صغيرًا ضمن صفوف جيش عدن أبين الإسلامي، لكنه انسلخ عنها لأسباب أيديولوجية -بعد اتهامه لها بالانحراف عن العقيدة السمحاء- ودخل بتسوية مع الأجهزة الأمنية، مع مجاميع تركت جبال المراقشة وحطاط حيث كان معقل الجماعة الأشهر، وصار بعدها قائدًا للجان الشعبية المنوط بها محاربة القاعدة في المحافظة، ابتداء من العام 2012.

فبعد أن تركت مجاميع القاعدة (أنصار الشريعة) مراكزها في جعار وزنجبار ولودر، وانتقلت بكل عتادها إلى مناطق آمنة بين أبين وشبوة، بتسوية مع بعض مراكز النفوذ في صنعاء، التي ضغطت على الرئيس هادي، الذي كان يريد الذهاب إلى مؤتمر الحوار الوطني متخففًا، بعد معركة السيوف الذهبية في يونيو 2012، التي أعادت ترميم صورته كرئيس قوي، تهيّأت كامل الظروف للجان الشعبية للسيطرة على المناطق المحررة من التنظيم وإدارتها بذات طرائق (الأنصار) في الشق الأمني، والفصل بين المتخاصمين، وتنظيم حركة المرور، وتنظيم أسواق القات والخضار والسمك والباعة المتجولين، مستغلة في ذلك الفراغ الأمني الذي شهدته المحافظة بعد دحر القاعدة.

بعد حرب القاعدة الأولى في يونيو 2012 في أبين، صار للجان الشعبية وضعٌ خاص في إطار موازنة وزارة الدفاع، والتي مكنت السيد من استقطاب المزيد من الأفراد إلى قوائمها حتى تضخمت وصارت عبئًا على وزارة الدفاع ووزارة الداخلية، خصوصًا بعد مطالبات عديدة من محافظات مجاورة كلحج، باستنساخ التجربة وتشكيل اللجان من شبان الأحياء والمناطق التي شهدت انفلاتًا أمنيًّا حينها، غير أنّ الخوف كان من اختراق القاعدة للجان بتجنيد بعضهم.

وحين دخل السيد في خلافات مع الرئيس هادي بشأن مخصصات اللجان المالية وطرائق إدارتها، آثر الانسحاب، ولم يسجل له حضور قتالي في حرب 2015، في المحافظة التي خضعت لقوات صالح والحوثي، ويقال إنّ الحوثيين حاولوا استقطابه ولم يتمكنوا، وبعد نهاية الحرب، صار أقرب لمجاميع الحراك المناهضة لهادي، ثم عسكريًّا فاعلًا في قوات المجلس الانتقالي، فتدرج حتى وصل إلى قيادة الحزام الأمني في أبين، الذي عُيِّن قائدًا له بشكل رسمي قبل عشرة أيام من اغتياله.

خبرات السيد في إدارة الملف الأمني منذ توليه قيادة اللجان الشعبية قبل عقد من الزمن، لم تنفِ عنه قيامه بإدارة معتقلات سرية تابعة للانتقالي والإمارات خلال السنوات القليلة الماضية في المحافظة التي ظلت لفترة طويلة في عين العاصفة، لهذا يتخوف مراقبون من عودتها إلى دوامة الفوضى من جديد، والأخطر من ذلك عودة القاعدة إلى مراكزها السابقة، بعد أن تخلصت من أعتى خصومها والعارف القريب بخباياها، بعد أن حاولت تصفيته في أكثر من مناسبة في أبين وعدن ولم تنجح، ونجحت هذه المرة وفي ظرف أكثر تعقيدًا.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English