عمر عبدالله الجاوي

التاريخ الشخصي والنضالي والثقافي
خيوط
December 23, 2022

عمر عبدالله الجاوي

التاريخ الشخصي والنضالي والثقافي
خيوط
December 23, 2022

ولد عمر عبد الله الجاوي في بلدة الوهط، مديرية تبن، محافظة لحج، عام 1938. [تلقى دراسته الابتدائية في المدرسة الجعفرية بالوهط والمتوسطة في المدرسة المحسنية بالحوطة عاصمة لحج في العام 1953].

سافر إلى القاهرة لاستكمال دراسته للمرحلة الثانوية بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 [1954]، وفيها أسهم بصورة فاعلة في تكوين الحركة الطلابية اليمنية، وتأسيس اتحاد الطلبة اليمنيين كتنظيم طلابي موحد عام 1956، وانتخب عضوًا في هيئته الإدارية.

خشي النظام الإمامي من تأثر الطلبة اليمنيين الذي يدرسون في مصر بأفكار الثورة والتحرر التي كانت سائدة في مصر، وخطورة تأثرهم بفكر ونهج حركة الأحرار المعارضة للنظام الإمامي؛ فقد كان للاتحاد اليمني فرع في مصر حيث يتواجد فيها عدد من زعمائهم؛ لذلك قرر الإمام أحمد توزيع طلبة اليمن إلى عدد من البلدان لاستكمال دراستهم خارج مصر؛ فمنهم من بعث إلى لبنان، وآخرون إلى إيطاليا، وأمريكا.

في تلك الأثناء استغلت الأجهزة المصرية انتشار الاتجاه الماركسي في صفوف بعض الطلبة اليمنيين في القاهرة؛ فعملت على طرد 24 طالبًا، وكان منهم عمر الجاوي.  

عاد إلى تعز عام [1959]، وأثناء وجوده بها وافق صدور صحيفة "الطليعة" التي أسسها وترأس تحريرها الأستاذ عبد الله باذيب. تلقف الجاوي هذه الفرصة للمشاركة في كتابة مقالات صحفية إلى أوان حصوله على فرصة للدراسة في موسكو ضمن منحة دراسية في العام [1960].

التحق الجاوي بجامعة موسكو في كلية الصحافة، وكان له نشاط فعال بين الطلبة اليمنيين الدارسين في الاتحاد السوفيتي، وفي يناير 1966 عقد الطلبة اليمنيين مؤتمرهم، وشكلوا رابطة لطلبة اليمن انتخب رئيسًا لها.

تخرج في نهاية 1966، وحصل على درجة الماجستير في الصحافة، [دبلوم عن رسالته الصحافة النقابية في عدن 1957-1967]، ثم إنه حاز مقعدًا للدكتوراه، وأعد مشروع رسالته، وهي بعنوان "التحرر الإعلامي في الدول النامية"، واختار ثلاثة نماذج هي: سوريا، والجزائر، ومصر، لكنه لم يتمكن من مناقشتها؛ بسبب ظروف بقائه في اليمن، وانشغاله بالمتغيرات التي مرت بها.

وأثناء وجوده في الوطن، عمل لفترة قصيرة مدرسًا في المركز الحربي في تعز، وبعد حركة 5 نوفمبر 1967 عينه الأستاذ محمد عبده نعمان (وزير الإعلام آنذاك) رئيسًا لتحرير صحيفة "الثورة"، وأثناء حصار صنعاء جعل من مقر الصحيفة مقرًا لعمله وسكنه.

أسس في تلك الفترة وكالة أسماها وكالة الأنباء اليمنية. وبعد أحداث أكتوبر 1967، وقبيل وبعد قيام حركة 5 نوفمبر 1967؛ أي أثناء ظهور مخاطر تهدد ثورة سبتمبر والنظام الجمهوري برمته، دعا إلى تشكيل جبهة وطنية، ورص صفوف القوى الجمهورية للدفاع عن الثورة والجمهورية.

وحين شعر بصعوبة تشكيل جبهة وطنية عريضة لمواجهة الاتجاه الجمهوري الذي يسير باتجاه التسوية، وقبل قرارات مؤتمر الخرطوم، ومهام اللجنة المشكلة بناءً على "اتفاق الخرطوم" القاضي بإيجاد تسوية لأوضاع اليمن، وخاصةً بعد نجاح حركة نوفمبر 1967، خلص مع عدد من العناصر الوطنية إلى فكرة تشكيل مقاومة شعبية كتنظيم يتيح لجماهير الجمهورية الدفاع عنها.

بعد خمسة أيام من إعلان قيام حركة 5 نوفمبر، تواصلت مساعيه مع الجهود التي بذلت، وفي 11 نوفمبر 1967 عقد مؤتمرًا شعبيًا في صنعاء، وخرج بقرار تشكيل المقاومة الشعبية، وقيادة لها، وانتخبه المؤتمر عضوًا في قيادة المقاومة إلى جانب تسعة من العناصر ذات الاتجاهات المختلفة. وعينت الحكومة عددًا من الضباط العسكريين بقيادة العميد غالب الشرعي، وتشكلت مع القيادة العامة للمقاومة.

برز الجاوي كقائد مقاوم نشيط حمل البندقية، وكان ينتقل من موقع إلى آخر، ويحرص على حضور كل اجتماعات المقاومة، والتنسيق مع الجانب العسكري، وقادة الوحدات العسكرية في مواقع القتال، وإلى جانب الشعار الذي رفعه: "الجمهورية، أو الموت"، رفع أيضًا شعار "محاصرة المحاصِرين" بكسر الصاد. وهو مع حمله للبندقية، لم يترك القلم؛ إذ كان يكتب في نشرة المقاومة التي حملت الشعار الذي دعا إليه: الجمهورية أو الموت.

شارك مع رفاقه في قيادة المقاومة في صياغة أهداف المقاومة، وتنظيم أطرها. كان يقع عليه الاختيار ليكون عضوًا في اللجان التي تشارك في الاتصالات، والاجتماعات الرسمية حين تتطلب الأمور بحث قضايا تتعلق بمهمةٍ ما.

حضر مع عدد من قادة المقاومة أهم اجتماع رسمي دعا إليه رئيس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة الفريق حسن العمري حينئذ، والذي عقد في 28/ 12/ 1967 في منزله؛ لبحث وصول اللجنة الثلاثية إلى صنعاء. انقسم المجتمعون بين مؤيد لقرار القبول بوصول لجنة للتسوية، وبين رافضٍ لها. لقد كان الجاوي يدعو إلى الصمود والقتال لدحر حصار صنعاء حتى تحقيق النصر.

وقف الجاوي مع المقاومة ضدّ وصول اللجنة الثلاثية، في الوقت الذي تبين أن الحكومة قد اتخذت قرارًا بقبول وصول اللجنة، ولم يبق إلا أن تقتنع قيادة المقاومة، ورغم أن المعارك كانت تدور في منطقة عصر، إلا أن موقفه كان مع قادة المقاومة والضباط والصف مع الإصرار على تعزيز التصدي والصمود وليس الاستسلام السياسي.

شارك في الجلسة التشاورية التي عقدها مندوبو المقاومة أثناء الاجتماع المذكور، وبلورة شروط تعجيزية لوصول اللجنة الثلاثية، عبرت عن إصرار المقاومة على موقفها مما أدى إلى فشل الاجتماع.

عمل على صد وساطة الحكومة بعد أن كلفت الدكتور محمد سعيد العطار بمحاولة إقناع قيادة المقاومة.

تولى كتابة مذكرة تضمنت ردًا على مبررات قبول الحكومة لمهام اللجنة الثلاثية، وبين عوامل الصمود؛ وعلى ضوئها ازداد تمسك المقاومة بمواقفها، وتراجعت الحكومة عن قرارها، وبدأت مرحلة جديدة تصاعد خلالها قدرة ودور القوى الجمهورية على القتال.

وقف مع حركة تعزيز دور المقاومة بتنحية العناصر المتذبذبة. وفي 12 يناير 1968 عقدت المقاومة الشعبية اجتماعًا موسعًا تمكنت فيه من اتخاذ قرارات عززت دور المقاومة الشعبية، بعد أن اتسعت، ليس على نطاق صنعاء فحسب، بل على مستوى أغلب المدن اليمنية، وفي مناطق المواجهة، وكان منها تجديد قيادة المقاومة.

انتخب عضوًا في قيادة المقاومة إلى جانب ثمانية من العناصر النشطة، كما شكل المجتمعون لجنة اتصال. ورفعت قرارات ذلك الاجتماع إلى الجهات الرسمية في الحكومة؛ ونتيجة لذلك الاجتماع، استقال قائد المقاومة العسكرية العميد غالب الشرعي، ولكن قيادة المقاومة اختارت الملازم عبده قاسم قائدًا عسكريًا للمقاومة، كما أن دور المقاومة تصاعد إلى أعلى مستوى.

شارك في تأسيس حزب العمال والفلاحين عام 1969. وأيد الكفاح المسلح لتحرير جنوب الوطن، وبذل كل مساعيه لمساندة ثورة الرابع عشر من أكتوبر حتى تم جلاء الاستعمار، وإعلان الاستقلال بقيام نظام جمهوري، وتوحيد كل الكيانات في كيان واحد؛ وهو ما اعتبر خطوة نحو تحقيق الوحدة اليمنية.

لم يكن انتصار الثورة اليمنية: سبتمبر وأكتوبر، ليجعله يغمض عينه على تجزئة الشطرين بعد تحقيق الاستقلال، وقيام نظامين لبلد واحد. لقد واجه الجاوي الشطرية برفض ثوري؛ فقد كان يرى عدم تأسيس دولة في الجنوب كيلا تحول دون تحقيق الوحدة اليمنية.

شارك في تأسيس حزب العمل عام 1971، ثم تخلى عن الحزبية. وقف أمام التيار الرابح، ولم يستسلم للواقع الشطري، ولجأ إلى النشاط الجماهيري؛ إدراكًا منه أن دور المنظمات الشعبية ينبغي أن يكون في إسقاط التجزئة، وليس تجسيدها. وخلال عام 1970 نشط في بلورة الدعوة لتأسيس اتحاد موحد للأدباء والكتاب اليمنيين. لقد بدأ الجاوي بتنظيم النخبة المثقفة التي ينتمي إليها؛ لكونها الفئة الواعية والمؤهلة لتكون طليعة النضال الوحدوي.

في [السادس] والعشرين من أكتوبر 1970 تكلل جهده وجهد رفاقه ممن استجابوا لدعوته، وعقد في عدن اجتماع تمهيدي حضره سبعة عشر أديبًا وكاتبًا من كل أنحاء الوطن اليمني، وشكلوا هيئة تأسيسية. واستمرت جهوده المخلصة إلى جانب من شاركوه، رغم الصعوبات والعوائق التي وقفت أمام المؤسسين، لكن مساعيه نجحت في آخر الأمر مع رفيقيه: عبد الله فاضل فارع، وصالح الدحان في الحصول على مقر للاتحاد في عدن، والذي تم افتتاحه في الثامن والعشرين من سبتمبر 1972؛ ما دفع بعملية التأسيس إلى الأمام.

عمل مديرًا للإذاعة والتلفزيون عام 1971؛ فوضع الخطط الإعلامية الشجاعة والحصيفة التي كادت تحول الإعلام في الإذاعة والتلفزيون إلى إعلام جماهيري، وتحرره من الرتابة الرسمية من خلال حوارات فكرية تولى إدارتها.

أثناء مرحلة التأسيس لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بادر إلى تبني مشروع إصدار مجلة باسم الاتحاد؛ لتشكل رابطة ثقافية وأدبية، واقترح تسميتها بـ"الحكمة" صادرًا عن رؤيته للأثر الثقافي والنضالي لمجلة "الحكمة" التي كان قد أصدرها الأستاذ أحمد عبد الوهاب الوريث، وترأس تحريرها عام 1938، واستمر صدورها لأكثر من عامين، ثم أغلقها الإمام يحيى بسبب توجهها التنويري.

أصدر الجاوي العدد الأول من الحكمة في 15 أبريل [1971]، وترأس تحريرها، واستمر صدورها. لقد كانت الحكمة المجلة الوحيدة التي تُوزع في شطري الوطن اليمني، وقد صدر منها 177 عددًا، واستمرت حتى نوفمبر 1990. حينها تخلى عن رئاسة تحريرها؛ لكي يتفرغ للعمل السياسي، وخلفه الشاعر سلطان الصريمي.

ظل الجاوي يكتب افتتاحية الحكمة، وقلما كان يغيب اسمه عنها، وقد نشر فيها العديد من الدراسات التي كانت زادًا معرفيًا ومنارًا للأدباء والمثقفين.

اختير عضوًا في اللجنة الدستورية في الثامن والعشرين من نوفمبر 1972، وهي أهم لجنة من لجان الوحدة المشتركة بين الشطرين، ضمت ستة عشر شخصية قانونية، وثقافية، واجتماعية، وانتخبه أعضاء اللجنة مقررًا إلى جانب رفيقه الأستاذ محمد عبد الله الفسيل. شارك في نقاش وصياغة مشروع دستور دولة الوحدة، وفي 10 ديسمبر 1981 وقع مع زميله الفسيل ورئيسي اللجنة إيذانًا بإكمال مشروع دستور دولة الوحدة.

عقد المؤتمر العام الأول لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في فبراير 1974 بمدينة عدن في كريتر، وحضره 178 أديبًا وعشرات من الضيوف العرب، ليشهد الوطن تأسيس أول منظمة موحدة. انتشرت بعد ذلك فروع الاتحاد في أغلب المدن اليمنية في شطري اليمن.

انتخب المؤتمر 21 عضوًا إلى المجلس التنفيذي، والذي انتخب أمانة عامة من خمسة أعضاء، كان الشاعر عبد الله البردوني رئيسًا، والأستاذ عبد الله فاضل فارع أمينًا عامًا، والأستاذ عمر الجاوي سكرتير النشر والإعلام.

انتخب أمينًا عامًا لاتحاد الأدباء والكتاب في مؤتمره الثاني، والذي عقد في صنعاء في نوفمبر 1980م، وظل في منصبه كأمين عام حتى انعقاد المؤتمر العام [الخامس] الذي انعقد في صنعاء، بعدها رفض الجاوي ترشيح نفسه لإفساح المجال لغيره.

لم تنحصر مبادرته الوحدوية على تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين؛ فقد تبنى مع عدد من زملائه الدعوة لتأسيس اتحاد موحد للصحفيين، لكن مشروعه اصطدم بشيوع التيار السياسي الرائج في تشكيل منظمات شطرية، وأثناء انعقاد مؤتمر منظمة الصحفيين الشطري في عدن انسحب من قاعة المؤتمر مع اثنين من زملائه قبل إعلان طردهم.

تبنى الدعوة لتوحيد المنظمات الجماهيرية والإبداعية والمهنية خلال عام 1989م، كما ركز اهتمامه في مجال النشر، وكتابة المقالات في الصحف حول أهمية التعددية السياسية. وفي نوفمبر من نفس العام، نجح في تأسيس المجلس اليمني للمنظمات المهنية والإبداعية، وتولى رئاسته، وجعل منه منبرًا للمطالبة بتحقيق الوحدة، ورفع القيود أمام تنقل المواطنين، والتوقيع على الدستور، وإطلاق الحريات السياسية، واحترام حقوق الإنسان، والدعوة إلى عقد مؤتمر وطني يضم التنظيمات، والأحزاب السياسية، والمنظمات الجماهيرية لوضع برنامج للاستفتاء على الدستور، ودمج المؤسسات المدنية والعسكرية.

شكل المجلس جسرًا لتوحيد كل المنظمات الجماهيرية الشطرية بعد التوقيع على [مسودة] الدستور في اتفاق عدن التاريخي في نوفمبر 1989م.

أصدر بعد اتفاق عدن التاريخي مشروع ميثاق شرف تضمن خمسة عشر هدفًا حدد أسسًا لتحقيق الوحدة اليمنية، والعمل السياسي الحزبي؛ لضمان حماية الوحدة والديمقراطية والتعددية.

أعلن عن تأسيس حزب "التجمع الوحدوي اليمني" في الثالث من يناير 1990م، وحدد مهامه- أثناء التأسيس- بالمطالبة والضغط على قيادة الشطرين؛ لتعرض دستور دولة الوحدة على المجلسين التشريعيين لإقراره، ودمج المؤسسات الشطرية، وإقرار الديمقراطية، والتعددية، وضمان حقوق الإنسان، وتكوين منظمة يمنية للدفاع عن حقوق الإنسان اليمني بالتضامن مع كل الأحزاب للعمل على بناء أسس لتحقيق الوحدة اليمنية.

انتخب أمينًا عامًا لحزب التجمع الوحدوي منذ تأسيسه وحتى وفاته.

تصدر تأسيس صحيفة التجمع، وتولى رئاسة تحريرها، وقد رفعت الصحيفة شعار: الديمقراطية، المساواة، حقوق الإنسان، ولم يخل عدد منها من مقال رئيسي بقلمه إلا ما ندر، ثم خلفه الدكتور عبد الرحمن عبد الله إبراهيم في رئاسة تحريرها.

عين مستشارًا في مكتب رئاسة الجمهورية بدرجة وزير في 23 سبتمبر 1990م بقرار جمهوري.

مثّل حزب التجمع الوحدوي في لجنة الحوار الوطني عام 1993م، وشارك في صياغة "وثيقة العهد والاتفاق"، وكان من الموقعين عليها إلى جانب زعماء التنظيمات السياسية والأحزاب والزعماء السياسيين بعمان في 20 فبراير 1994.

وقف ضد الحرب، وأثناءها تولى رئاسة لجنة الإنقاذ التي بذلت كل جهودها الساعية لإيقافها، كما شارك في صياغة بروتوكول لتنفيذ وثيقة العهد والاتفاق، ووقع عليه في 15 فبراير 1994 مع بعض الأحزاب، لكن حركة الانفصال أفشلت كل تلك الجهود.

أصيب بالذهول حين أعلن عدد من قادة الحزب الاشتراكي والرابطة عن إعادة التشطير في 21 مايو 1994، وتصدى لتلك الحركة الانفصالية بجسارة وشجاعة، ومن عدن حيث سيطرت قيادة الانفصال أعلن عن موقفه وموقف حزبه من خلال شجبه لتلك الحركة والوقوف ضدها، دون أن يخشى على حياته أو يحابي بالصمت، كما فعل الآخرون.

كان الجاوي بحق ضمير اليمن، وبطلاً من أبطال الثورة والوحدة.

شارك في مؤتمرات اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، كما شارك في عدد من الندوات الفكرية والثقافية والمؤتمرات العربية والدولية كان آخرها مؤتمر لندن في نوفمبر 1995، حيث واجه الاتجاه الانفصالي، وطرح مشروع معالجة السلبيات والأخطاء في إطار دولة الوحدة وفق مصالحة سياسية ووطنية.

حاول قرض الشعر مع بداية نشاطه الثقافي، لكنه تخلى عنه؛ فقد تغلب عليه الهم السياسي والصحفي على الجانب الأدبي [وصدر ديوان مطبع له في 2003 بعنوان "صمت الأصابع"].

صدر له كتاب بعنوان "حصار صنعاء"، عام 1975 عن مؤسسة صوت العمال، كما صدر له كتيب بعنوان "الصحافة النقابية في عدن" عن المؤسسة نفسها.

[صدر له كتاب عنوانه "عشر سنوات ولا زال حاضراً" في 2008 تضمن العديد من كتاباته العامة].

كتب العديد من الدراسات نشرتها مجلة الحكمة، ونُشرت له مئات المقالات في الصحف المختلفة.

أخيرًا..

اتسمت شخصية الأستاذ عمر الجاوي بمزايا بعضها يندر أن يتحلى بها آخرون؛ فقد تميز بالجسارة والشجاعة، وكان شديد الإيمان بمبادئه والقيم التي يحملها في ضميره بحيث لا يرضى المساومة عليها، إلى جانب تمتعه بروح الصفاء والصدق والصراحة والتحدي.

كان إنسانًا لا يتردد في تبني قضايا الناس، فور أن تصله أو يعلمها. كان ملجأ للمظلومين، وسندًا للمقهورين. عرف مدافعًا عن حقوق الشعب، وخاصة حقوق المرأة، وحقوق الإنسان اليمني، وكان في دفاعه وتبنيه لقضايا الناس لا يميز بين إنسان وآخر، حتى وإن كان من خصومه السياسيين.

ولذلك فقد استحق حب الناس بمختلف اتجاهاتهم ومشاربهم، وتجاوزت شهرته اليمن إلى الوطن العربي، بل إلى المجال الدولي، ونُسجت بينه وبين العشرات من المفكرين والأدباء والسياسيين علاقة ود وصداقة شخصية تعالت مكانتها على المؤسسات التي قادها، ووجدت كلمته صدى واستجابة كبيرين.

لم يعش الجاوي لذاته، بل عاش لشعبه ووطنه متبنيًا قضاياه منذ بداية نشاطه النضالي والثقافي إلى أن أوهى المرض القاسي الذي استمر قرابة ثلاثة أشهر قدرته حتى تاريخ وفاته.

في الساعة الرابعة والنصف من عصر يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من ديسمبر 1997، توقف القلب الذي نبض دون توقف خلال ما يقرب من ستين عامًا من الحياة، وإذا كانت الحياة لا تقاس بعدد السنين، أو بامتلاك الملايين؛ فإن حياة الأستاذ عمر عبد الله الجاوي كانت غنية بروح الثورة، ومليئة بنبل الأعمال التي تخلده وتضعه في مصاف الوطنيين الشرفاء الذين دافعوا عن أوطانهم وأمتهم، وتجعل منه حاضرًا في ذاكرة التاريخ، وقدوة للأجيال؛ لهذا استحق تسميته بـ "نبراس الحرية، والنضال، والوحدة". فسلام عليه يوم ولد، ومجدًا له حين ناضل، وخلودًا له بعد أن رحل.

____________________

المادة من إعداد الراحل سعيد أحمد الجناحي وموجودة في كتاب "الجاوي نبراس الحرية والوحدة"، كتاب مجلة الثقافة، فبراير 2008، وما بين [...] هي تدخلات المحرر التصويبية وما استوجب إضافته.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English