12 ناقلة نفط تسمّم شواطئ خليج عدن

ما قصة الناقلات المتهالكة في ميناء عدن، ومن يملكها؟
فاروق مقبل الكمالي
September 5, 2021

12 ناقلة نفط تسمّم شواطئ خليج عدن

ما قصة الناقلات المتهالكة في ميناء عدن، ومن يملكها؟
فاروق مقبل الكمالي
September 5, 2021

في البدء كانت "ضياء1" المملوكة لشركة آسيا للشحن والتابعة لمجموعة العيسي. غرقت هذه السفينة في منطقة "رمي المِخطاف" بميناء عدن، مثيرة غبارًا من التساؤلات عن وضع ناقلات نفطية وسفن تجارية أيضًا، ترسو في ميناء عدن وفي المنطقة ذاتها منذ سنوات عدة.
ثم كشفت إحصائية للمركز الإقليمي البحري لتبادل المعلومات عن عدد السفن المنتظرة في غاطس ميناء عدن أو ما يعرف بمنطقة "رمي المخطاف"، حتى 24 أغسطس/ آب 2021، عن وجود 12 ناقلة نفطية متوقفة تباعًا منذ العام 2013، حتى 2018، وما زالت راسية. وإذا تم استثناء الناقلة "ضياء1" التي غرقت في يوليو/ تموز الماضي، فإن ثمة 11 ناقلة نفط لا تزال في منطقة "رمي المخطاف".
وتسجل الإحصائية ذاتها أن تلك الناقلات تابعة لشركة "عبر البحار" ورجل الأعمال والسياسة أحمد العيسي، غير أن ما توصل إليه معدّ التقرير يؤكد غير ذلك! فما قصة هذه الناقلات ومن يملكها؟

https://lh6.googleusercontent.com/jBbl3LFJ20e32EEsQGp-1JVY7wQIuNoE2ryW5EiFu0Im9zUNPZhtqU-aAHxkRP-X0IODSuWMQwg4BBJ9FwVjNggTsPwbQ8iVm36uNfnQX5KTfLT93W9dqd6fVV6xQqAMcAad8bag=s0
ناقلات نفط متهالكة في منطقة "رمي المخطاف" ميناء عدن - جوجل إيرث، يوليو/ تموز 2021



ناقلات العيسي

NAPHT ALYEMEN 6  " نفط اليمن 6""
توقفت ناقلة النفط (نفط اليمن 6) في منطقة "رمي المخطاف" بميناء عدن في 29 مارس/ آذار 2013، وفقًا لإحصائية المركز الإقليمي البحري لتبادل المعلومات، أي قبل ثماني سنوات وخمسة أشهر، تحمل الرقم imo:7941150 وترفع العلم الروماني.
وفقًا للبيانات التي يظهرها موقع vesselfinder، الذي يقدم خدمة تتبّع السفن منذ العام 2011، وضم تحديثًا يوميًّا لنحو 200 ألف سفينة حول العالم، فإن ناقلة المنتجات النفطية "نفط اليمن6" التي بنيت في العام 1979، سميت بهذا الاسم في العام 2000، بعد أن تملكتها شركة "بتروشيبس"، وبالبحث عن هذه الشركة في قاعدة البيانات المفتوحة (إيكواسيس)، توصل مُعدّ التقرير إلى أنها كانت شركة مسجلة في اليونان ولم يعد لها أية سفينة في الوقت الحالي، حيث تحولت ملكية السفينة إلى شركة "NAVCOM SA" المسجلة في رومانيا، وأدارتها شركة "طرق آمنة للشحن" المسجلة في الدولة نفسها، وكانت ترفع علم كوريا الجنوبية، وهي الشركة ذاتها التي تملك ناقلة نفطية باسم (نفط اليمن 5).
وتكشف المعلومات أنه في العام 2011، انتقلت ملكية السفينة إلى شركة آسيا العالمية، إحدى شركات رجل الأعمال والسياسة أحمد صالح العيسي، وأدارتها شركة "عبر البحار" المملوكة للعيسي أيضًا، ورفعت علم سيراليون، ولاحقًا عادت لترفع العلم الروماني، لكنها منذ مارس 2004، فقدت تصنيفها، ولم تعد مؤمّنة.

https://lh3.googleusercontent.com/WixvUfyG4XK8u9qlIymDhx6tIz-658rqbgpHxAlwu8t6ycWxqjgM7FJmJ5QHFqcirreU6vKcqh6EUIwySOF0rxbWHyhJU0SM7NnYuWnXWrj0FKXvqixa4DxAaxxUvoD7-UQX7xCF=s0


NAPHT ALYEMEN 1  "نفط اليمن 1"
توقفت ناقلة النفط (نفط اليمن 1) في منطقة "رمي المخطاف" بميناء عدن في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، وفقًا لإحصائية المركز الإقليمي البحري لتبادل المعلومات. بنيت الناقلة في العام 1976، وتحمل الرقم imo: 7508269، وترفع علم السويد. حصلت على آخر تصنيف في العام 2005.
وتكشف قاعدة السفن المفتوحة (إيكواسيس) أن ملكية الناقلة مسجلة باسم "بنك سبأ الإسلامي" وعنوانه صنعاء، شارع سيف بن ذي يزن، فيما تسجل القاعدة ذاتها بيانات المدير التجاري للسفينة على أنه "عبر البحار للشحن" وعنوانه الحديدة، شارع صنعاء، التابعة للعيسي.
موقع تتبع السفن vesselfinder يظهر أن السفينة رفعت منذ بنائها وحتى توقفها، سبعة أعلام؛ بينها العلم اليمني في العام 2005، وكان اسمها "مايسترو الأول"، وبملكية شركة "ناقلات نفط الخليج" التي تسجل عنوانها: جزر غرينادين.

PEARL OF ATHENA  "لؤلؤة أثينا"
ناقلة منتجات كيميائية (نفط) بنيت عام 1982، توقفت في منطقة رمي المخطاف" بميناء عدن في 23 أغسطس/ آب 2015، وفقا لإحصائية المركز الإقليمي البحري لتبادل المعلومات، وتحمل الرقمimo: 8000111، وترفع علم مالطا.
حصلت هذه الناقلة على آخر تصنيف في العام 2005، وفقًا لقاعدة المعلومات المفتوحة (إيكواسيس) مسجلة تحت ملكية "الخليج العربي للشحن والتجارة" (ARAB GULF SHIPPING & TRADING) وهي إحدى شركات مجموعة العيسي، ومسجلة في سنغافورة وأوكرانيا واليونان ومصر.
تظهر بيانات موقع تتبع السفن أن السفينة كانت في العام 2011، مسجلة بملكية "بنك التسليف التعاوني"، وعنوانه صنعاء حدة.

https://lh6.googleusercontent.com/N91StqjxR2q_ymY4WFgOD6kz1-ZmGPCFlUtAsdJrRhSS9A-FD-gr3x-XMoBu24hbnbOgo8kkQ6TACBaQMzONu6H0tNWlgvBPTivTS6T0TfiPltXSO3z-Lcirf0dBsZ5hOTFfF8cq=s0
ثلاث ناقلات مملوكة لشركة إماراتية متوقفة في منطقة "رمي المخطاف" في ميناء عدن على التوالي: 13 يناير 2016، 19 يونيو 2016، و18 ديسمبر 2018، بينما تظهر بيانات ملاحية مزورة، أن الناقلات تتواجد في موانئ آسيوية وأفريقية وخليجية.


SEA PRINCESS II  "أميرة البحر 2"
بنيت ناقلة النفط "أميرة البحر2" في العام 1977، وتوقفت في منطقة "رمي المخطاف" بميناء عدن في 29 مايو/ أيار 2015. ترفع العلم الياباني وتحمل الرقم imo:7718814.
تسجل معلومات قاعدة البيانات المفتوحة للسفن، أن الناقلة مسجلة منذ العام 2009، بملكية "بنك التسليف التعاوني"، وتدار من قبل شركة "عبر البحار" التابعة لمجموعة العيسي، كما أن آخر تصنيف للشركة كان في العام 2007.

SICHEM FENOL-1   "سيشم فينول الأول"

ناقلة منتجات كيماوية/ نفطية بنيت في العام 1985، وتوقفت في منطقة رمي المخطاف بميناء عدن في يونيو/ حزيران 2017. سحب تصنيفها في مايو/ أيار 2010، وفقًا لقاعدة البيانات المفتوحة للسفن، وتحمل الرقم imo: 8510498. آخر علم رفعته كان علم مالطا، وتسجل ملكية السفينة لشركة "البحر الأسود للشحن والتجارة"، وعند البحث عن عنوان الشركة، كان هو نفسه شركة "عبر البحار" التابعة لمجموعة العيسي؛ الحديدة، شارع صنعاء.

AL HELAL  " الهلال"

تصف قاعدة البيانات المفتوحة للسفن (إيكواسيس) هذه الناقلة، بأنها ناقلة غاز البترول. بنيت في 1967، وتحمل الرقم imo: 6720975. توقفت في منطقة "رمي المخطاف" بميناء عدن في 23 يونيو/ حزيران 2017، وفقًا لمعلومات المركز الإقليمي البحري لتبادل المعلومات.
وحسب معلومات (إيكواسيس)، سجلت الناقلة منذ العام 2003، باسم شركة "عبر البحار للشحن والتفريغ" التابعة لمجموعة العيسي، وترفع علم سيراليون. آخر تصنيف لها كان في العام 2011.
أحد العوامل المشتركة في كافة السفن المملوكة لمجموعة العيسي المتوقفة في منطقة "رمي المخطاف" في ميناء عدن، هو العمر الكبير لهذه السفن، وفقدانها للتأمين والتصنيف منذ سنوات طويلة.
ISTANBUL 1  إسطنبول 1
توقفت ناقلة النفط إسطنبول 1، والتي تحمل imo: 8417936، في منطقة رمي المخطاف بميناء عدن في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، أي بعد 36 سنة من الخدمة.
ووفقًا لموقع لقاعدة المعلومات المفتوحة عن السفن (إيكواسيس)، فإن السفينة التي تحمل علم بوليفيا، مسجلة تحت ملكية وإدارة: MHQ SHIPPING CO LTD، وعنوانها كينغستاون، سانت فنسنت، جزر غرينادين.

https://lh4.googleusercontent.com/YyPqYnS2t-WXg_Ba14213H3Du2HrEkJhgdc_bw3eK_CgyQn7Pba-6Rkul-OL77SfaPwN3EbX-PD7jKHOeZSvyBoiRF4Lrkh-VzOjLjp8yFjIFC3R9uqLf4KAQsDkn4E2DByIxXs-=s0
الناقلة إسطنبول 1- الصورة من vesseltracker



هذه المواد المتسربة والبقع المنتشرة تتركب من هيدروكربونات نفطية ومعادن سامة سيحدث لجزء منها أيضًا عملية تبخّر نتيجة حرارة الشمس، وستنتقل عبر الرياح إلى المناطق السكنية القريبة من البحر


ناقلات نفط إماراتية
(CORAL  DOKKEN-1) و(SIMPHONY) و(SHATT AL ARAB-1)

https://lh4.googleusercontent.com/5EGdLqJNnHlVySPVphJiXsbTGv9NzQJSsWRQDSfuuF-g4PuGBsgUVqNVx0X3aSCXaqMK6AN9nzeXza-1Lenvg8BMWtSo5mXlx__0L4qiiLOjOpXmECgQ3WRlrqLUtydEBrMubBTD=s0

توقفت ناقلة النفط (مرجان) في منطقة رمي المخطاف بميناء عدن في 27 مارس/ آذار 2015، وفقًا لإحصائية المركز الإقليمي البحري لتبادل المعلومات، أي قبل خمس سنوات وخمسة أشهر. تحمل الرقم imo: 8918447، بنيت في العام 1990، وتحمل علم سيراليون.
بحسب قاعدة البيانات المفتوحة (إيكواسيس)، فإن الناقلة ملكٌ لشركة إماراتية هي ((FOB SHIPPING CO LTD)) بإمارة الشارقة، وتديرها شركة "بابل مارين لخدمات الشحن ذ. م. م" التابعة للمالك نفسه، وآخر تصنيف تأمين حصلت عليه الشركة كان في يناير/ كانون الأول 2015.
المعلومات المثيرة للاهتمام في قصة الناقلة CORAL أو "مرجان"، إنها وثلاث ناقلات أخرى، مملوكة للشركة الإماراتية نفسها، بحسب المعلومات هن: DOKKEN-1 وSIMPHONY وSHATT AL ARAB-1 (دوكين1 وسمفوني وشط العرب 1)، جميعها متوقفة في منطقة "رمي المخطاف" في ميناء عدن على التوالي: 13 يناير 2016، 19 يونيو 2016، و18 ديسمبر 2018، وفقًا لإحصائية المركز الإقليمي البحري لتبادل المعلومات التابع لوزارة النقل اليمنية. بينما تُظهر بيانات ملاحية مزورة، أن الناقلات تتواجد في موانئ آسيوية وأفريقية وخليجية، من خلال التلاعب بإشارة جهاز الاتصال الخاص بتلك الناقلات.
ويقدم موقع تتبع السفن vesselfinder معلومات مثيرة عن ناقلة النفط SIMPHONY التي بُنيت في العام 1983. فخلال رحلتها تغيرت ملكيتها والأعلام التي ترفعها 10 مرات كانت في ثلاث منها تحت ملكية بنك التسليف التعاوني الزراعي اليمني خلال الفترة من 2007-2013.

https://lh6.googleusercontent.com/t0fxrNekyr-DffpNaLM8YBUa6j2Dq5lIIZw6D6exiP-NW1N0QNWHguULcxKTiU01-oC1HHkHVS6gucZQaM5fVnUi7QY6p_NCrOK1PtzTBGSgKVMibql6Rx8GPiRRV4yoG6jvTN1V=s0
يقدم موقع vesseltracker صورة وحيدة للناقلة




والأمر نفسه في ناقلة النفط DOKKEN-1 التي بنيت في العام 1982، فقد كانت خلال الأعوام 2007-2010، ملكًا لبنك التسليف الزراعي قبل أن تتحول ملكيتها إلى الشركة الإماراتية (( FOB SHIPPING CO LTD))

https://lh5.googleusercontent.com/U86SFYjVLSNxaMWVqYXo9CAJOGOyy11_3aowbGXcByTEtBNi3B7pr-2TRYp9ZNN1acNSf4sQ6UGyoLgd7T42MtnbUvScGwG6eXM55GhRZ1ZQbylzGslMnTLSPB1em_k4hJSDJ5wd=s0
الصورة للناقلة دوكين1 من vesseltracker



والناقلة SHATT AL ARAB-1 كانت تحمل سابقًا اسم "غاشا"، وهي متهالكة للغاية من قبل رسوّها في منطقة رمي المخطاف بميناء عدن، وقد جنحت في عدة موانئ قبل ذلك.

https://lh5.googleusercontent.com/bz5fuQZTedq8L3tL_RkEUlOGKi8BwVeZZPi1HwSO-YzcSUyuo1qN31cwNTXQREVIE3RhEEUCkvAdqTWKKW_W_gnpHK9jLKZtOuoAUszNaLYmDYOnmPnuDF56zVs7XwbrF72aFSsT=s0
الصورة من موقع vesseltracker


المخاطر البيئية لتسرب النفط
في حديثه لـ"خيوط"، يقول الدكتور عبدالقادر الخراز، الأستاذ في كلية علوم البحار والبيئة بالحديدة، واستشاري تقييم الأثر البيئي والتغيرات المناخية واستخدامات برامج الاستشعار عن بعد، إن التأثيرات البيئية لتسرب النفط من السفن المتهالكة في ميناء عدن أو أي ميناء، متعددة وتبدأ من لحظة طفو البقع النفطية على سطح المياه وانتشارها مع حركة التيارات البحرية وصولًا إلى الشواطئ.
ويبيّن الخراز أن التلوث يصيب المياه البحرية والأسماك والكائنات البحرية الأخرى، وعند وصوله إلى الشاطئ يلوث الرمال الشاطئية والبيئات الساحلية الحساسة والمناطق الرطبة، ويؤثر على الطيور المستوطنة والمهاجرة، ويقضي على جميع الكائنات البحرية الساحلية ويرقات الأسماك التي تسكن القيعان والشواطئ، ما يفقد الطيور مصدر غذائها. ويضيف أنه عند التصاق البقع الزيتية بريش الطيور، يصبح من الصعب عليها الطيران ويكون مصيرها الموت.
ويلفت الدكتور الخراز إلى أن خطر التلوث لا يتوقف عند البيئة والحيوانات والنباتات والمناطق الرطبة، بل قد يتعداها إلى الإنسان؛ فهذه المواد المتسربة والبقع المنتشرة تتركب من هيدروكربونات نفطية ومعادن سامة سيحدث لجزء منها أيضًا عملية تبخّر نتيجة حرارة الشمس، وستنتقل عبر الرياح إلى المناطق السكنية القريبة من البحر، حاملة الكثير من الغازات السامة، والذي قد ينعكس على صحة السكان مسببًا الأمراض التنفسية والصدرية وكذا السرطانات المختلفة.

•••
فاروق مقبل الكمالي

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English