عبدالرزاق قرنح يفوز بجائزة نوبل للآداب

كاتب مرموق من الجوار "المنكوب" ويجهله العرب
خيوط
October 8, 2021

عبدالرزاق قرنح يفوز بجائزة نوبل للآداب

كاتب مرموق من الجوار "المنكوب" ويجهله العرب
خيوط
October 8, 2021

تم تكريم الكاتب التنزاني الذي انتقل إلى بريطانيا كلاجئ في ستينيات القرن المنصرم "لتغلغله الصلب والحساس في الأثر الاستعماري". 

منحت جائزة نوبل للآداب، الخميس 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، لعبدالرزاق قرنة "لتغلغله الصلب والحساس في الأثر الاستعماري ومصير اللاجئ ]في وقوعه[ بين دوامة الثقافات والقارات". 

وُلِد قرنح في زنجبار، التي أصبحت جزءًا من تنزانيا، عام 1948، لكنه يعيش حاليًّا في بريطانيا. وكان قد غادر زنجبار في سن الـ18 كلاجئ بعد انتفاضة عام 1964 العنيفة التي أطاح فيها العسكر بحكومة البلاد. ويعتبر قرنح أول أفريقي يفوز بالجائزة -التي تعتبر الأشهر في عالم الأدب- منذ أكثر من قرن. 

وكان قد سبقه إلى الفوز بالجائزة: في العام 1986، النيجيري وول سوينكا، والمصري نجيب محفوظ الذي فاز بها عام 1988؛ والفائزان الجنوب- أفريقيان؛ نادين جورديمر (1991) وجون ماكسويل كويتزي (2003)، وفازت بها أيضًا الزمبابوية من أصل بريطاني درويس ليسينغ (2007).

وتشتمل روايات قرنح العشر على "ذكرى المغادرة" و"طريق الحجاج" و"دوتي"، وكلها تتناول تجربة الهجرة إلى بريطانيا؛ و"الفردوس" التي أدرجت في القائمة القصيرة للبوكر عام 1994، وتدور أحداثها حول صبي من بلد شرق- أفريقي أدركته ندوب الاستعمار؛ و"عشق الصمت" حول شاب يغادر زنجبار إلى إنجلترا حيث يتزوج ويصير مدرّسًا. وتستكشف أحدث أعماله، "الآخرة"، تأثير الأجيال الاستعمارية الألمانية في تنزانيا، وكيف قسمت المجتمع هناك.

لورا وينترز، كانت قد كتبت في عام 1996، في صحيفة نيويورك تايمز، عن رواية "الفردوس": "مبهرة، حكاية عن انحراف/ ميلان في سن الرشد"، مضيفة أن رواية "عشق الصمت" عملٌ صوّر بمهارة معاناةَ رجل عالق بين ثقافتين، كلٌّ منهما تتنكر له بسبب صلاته بالأخرى.

ويتحدث قرنة السواحلية كلغة أولى، لكنه اعتمد على اللغة الإنجليزية في كتاباته الأدبية، وغالبًا ما يشوب نثره مزيج من السواحلية والعربية والألمانية. 

وقال أندرس أولسون، رئيس لجنة منح الجائزة، في المؤتمر الصحفي، الخميس 7 أكتوبر/ تشرين الأول، إن "قرنح معروف على نطاق واسع كواحد من أكثر الكتاب شهرة في العالم لفترة ما بعد الكولونيالية". وأضاف أن قرنح "تغلغل باتساقه وحساسيته العظيمة في الآثار الاستعمارية في شرق أفريقيا، وأثّر ذلك على حياة الأفراد المقتلعين ]من أراضيهم[ والمهاجرين".

وقال أولسون إن الشخصيات في رواية قرنح "تجد نفسها في دوامة بين الثقافات والقارات، بين الحياة التي تركوها خلف ظهورهم والحياة التي يُقبلون عليها؛ مواجهة العنصرية والتحيز، لكن أيضًا إجبار أنفسهم على السكوت عن قول الحقيقة أو إعادة اختراع سيرة ذاتية تتعارض مع الواقع". 

لورا وينترز، كانت قد كتبت في عام 1996، في صحيفة نيويورك تايمز، عن رواية "الفردوس": "مبهرة، حكاية عن انحراف/ ميلان في سن الرشد"، مضيفة أن "رواية "عشق الصمت" عملٌ صوّر بمهارة معاناة رجل عالق بين ثقافتين، كلٌّ منهما تتنكر له بسبب صلاته بالأخرى".

ولاقى خبر فوز قرنح بجائزة نوبل احتفاءً من زملائه الروائيين والأكاديميين، والذين قالوا إن عمله يستحق الوصول لجمهور أوسع. 

ووصفت الروائية مازا مانجستي نثرَ قرنح بأنه "مثل نصل لطيف يتحرك ببطء في الداخل"، وقالت إن "جُمَله ناعمة بشكل مخادع، لكن قوتها التصاعدية أشعر أنها مثل مطرقة ثقيلة". 

وقالت: "لقد كتب عملًا راسخًا تمامًا، لكن حساسيته عالية في الوقت ذاته، وهو مليء بالحب لشعوب شرق أفريقيا. إنه يكتب قصصًا غالبًا ما تكون هادئة، لأشخاص لا يسمع بهم أحد، لكن بإصرار يجعلنا نصغي [لحكاياتهم]". 

وفي مقابلة له مع موقع "أفريقيا في كلمات"، تحدث قرنح، في وقت سابق من هذا العام، عن كيف أنه سعى في كتابه الأخير "الآخرة"، لتسليط الضوء على كيف أن الناس الذين شكّلتهم الحرب والاستعمار، لا يتم تعريفهم ]التعامل معهم بناءً[ على تلك التجارب، والقصص التي نشؤوا معها أو التي سمعوها أثناء بلوغهم".

وأشار قرنح إلى أنه وخلال حياته المهنية، انخرط في مسائل النزوح/ الاجتثاث، والنفي، والهُوية، والانتماء. وقال: "إن هناك طرقًا متباينة لتجربة الانتماء واللاانتماء. كيف يعي الناس أنفسهم باعتبارهم جزءًا من مجتمع؟ كيف يتم استيعاب البعض واستبعاد آخرين؟ من يجب أن ينتمي إلى المجتمع؟".

وفي مستهلّ منح جوائز هذا العام، تم إثارة موضوع افتقار الفائزين بجائزة الأدب، إلى التنوع. وأشارت الصحفية جريتا ثورفيل، في موضوع لها بصحيفة داغينز نيهتر السويدية، إلى أن 95 من بين 177 حائزًا على جائزة نوبل في وقت سابق، كانوا من أوروبا وأمريكا الشمالية، وأن 16 فائزًا فقط كانوا من النساء. وتساءلت: "هل يمكن حقًّا أن يستمر الحال هكذا؟".

لقراءة المقالة الأصل في موقع صحيفة نيويورك تايمز.

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English