العزف بأنامل ناعمة

أول فرقة موسيقية نسائية في عدن
محمد جسار
March 6, 2023

العزف بأنامل ناعمة

أول فرقة موسيقية نسائية في عدن
محمد جسار
March 6, 2023

ساهم النسيج المتعدد في عدن، في تشكيل حراك موسيقيّ واسع في مدينةٍ امتلأ تاريخها القريب بقامات غنائية وموسيقية كبيرة، استطاعت التأثير المباشر في الحياة الموسيقية ليس في اليمن وحدها بل تجاوزته إلى الإقليم؛ لهذا لم تكن عدن، كلون غنائي، في يوم من الأيام، على هامش الحركة الموسيقية في المنطقة، بل كانت جزءًا من نسيجه المؤثر، وتحديدًا في منطقة الجزيرة الخليج.

فاجأت عدن الجميع نهاية فبراير/ شباط الماضي، بتدشين أول فرقة موسيقية، يتكون جميع أفرادها من الفتيات، جمعهن الشغف والحبّ للفنّ والعزف على جميع الآلات الموسيقية.

يشرح رئيس مؤسسة عدن للفنون والعلوم، عبدالله البكري، في تصريح لـ"خيوط"، أنّ مبادرة "الفنّ مهنتي" التي تبنّتها المؤسسة، استهدفت تدريب وتأهيل عددٍ من الفتيات في إطار مساعيها الرامية لخلق حراك ثقافي وفنّي في عدن، تقوده المرأة عن طريق تدشين مثل هذه المبادرات.

بلغ عدد المتدرِّبات بعد إطلاق المبادرة نحو 10 فتيات، لكن مع الزخم الذي رافقها، تم إضافة ثلاث فتيات، ليصبح عددهن الإجمالي 13 متدربة.

تركّزت عملية تأهيلهن، بحسب البكري، على مختلف الأشكال الموسيقية، بين الغيتار والعود والأورغ تحت إشراف متخصصين بالموسيقى، تم جلبهم بعقود من معهد جميل غانم. 

حراك صحي

يرسم الشغف بالموسيقى والفنّ طريقًا مضيئًا للسلام ونسيان سنوات الحرب. من هذا المنطلق، بادرت عددٌ من الجهات والمنظمات المحلية والدولية كالاتحاد الأوروبيّ ومعهد غوته الألماني، في دعم هذا المشروع الثقافي والفنّي، والذي يطمح إلى تمكين المرأة وصقل مواهبها وإعلاء حضورها الفنّي والثقافيّ في عدن.

تكتسب مثل هذه الأنشطة أهميةً بالغةً في ترميم ما تركته الحرب والصراع الدائر منذ العام 2015، من ندوب في جسد المجتمع وحياة الناس، فدروس التاريخ في كلِّ بقاع الأرض حاضرة وشاهدة على نهضة الأمم والشعوب، والتي استندت في ذلك على نشر لغة السلام والتعايش.

بينما كانت مؤسسة عدن للفنون والعلوم، سبّاقة في تنشيط الحراك الثقافي والفنّي في عدن، والذي زادت وتيرته بعد سنوات الحرب، بالرغم من الأزمات والمعاناة التي مرّت بها، غير أنّها لم تستسلم لها في مختلف المراحل والمفترقات الصعبة التي واجهتها.

ويشير عبدالله البكري، إلى أنّ المؤسسة منذ نشأتها معنية بشكل أساسي في تمكين المرأة وصقل مواهبها المتعددة، باعتبارها المساهمة بشكلٍ رئيسي في تشكيل الوعي الحضاري والثقافي في المجتمع.

من جانبه، يؤكِّد الباحث الإعلامي، أحمد موسى، لـ"خيوط"، على أهمية الدور الرائد للمرأة في الكثير من المجالات العلمية والعملية والفنيّة والثقافيّة، لافتًا إلى أنّ تشكيل فرقة موسيقية نسائية في مدينة عدن ليس بغريب عن تاريخ المدينة الفنّي والثقافيّ والحضاري على مستوى الجزيرة العربية، حيث كانت تزخر بالعديد من الفعاليات الثقافية والفنية والأدبية، حيث كانت المرأة ركيزة أساسية في تشكيل هذا التاريخ بالنظر إلى دورها الكبير في مختلف الجوانب الفنية؛ لذا، فإنّ ظهور هذه الفرقة الموسيقية ليس سوى امتدادٍ طبيعيّ لهذا الدور الرائد.

ويتطلب الأمر -كما يشدّد هذا الباحث الإعلامي- مواصلة العمل على تنشيط هذا الحراك المجتمعي الصحي، عن طريق وضع الكثير من الدورات الفنية والموسيقية لتشجيع الشباب والشابات على خوض غمار شتى الفنون، وصقل مهارة الموهوبين، وإعطاءهم المساحة الكافية للتعبير عن ذواتهم ومواهبهم. 

لغة الشعوب

تكتسب مثل هذه الأنشطة أهمية بالغة في ترميم ما تركته الحرب والصراع الدائر منذ العام 2015، من ندوب في جسد المجتمع وحياة الناس، فدروس التاريخ في كلِّ بقاع الأرض حاضرة وشاهدة على نهضة الأمم والشعوب، والتي استندت في ذلك على نشر لغة السلام والتعايش.

وتشيد الفنّانة التشكيلية، آلاء نديم، في حديثها لـ"خيوط"، بهذه الخطوة التي أصبحت فيها عددٌ من الفتيات موسيقيات ناجحات عن طريق الدورات والممارسة المتكررة للعزف وإتقان النوتات.

وتوضح أنّ الكثير من الفتيات لديهن الشغف والمحبة للوصول إلى أعلى مرتبات الفنّ، فالموسيقى هي لغة الشعوب الحية التي يجب أن تسود.

•••
محمد جسار

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English