النوبي.. حياة في المواصلات والاتصالات

عن مثابر مات ولم يتذكره أحد
خيوط
December 13, 2020

النوبي.. حياة في المواصلات والاتصالات

عن مثابر مات ولم يتذكره أحد
خيوط
December 13, 2020

 في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، تُوفِّي علي محمد النوبي عن عمر يناهز 83 سنة، وبالرغم من مسيرته الحافلة في مجال الوظيفة العامة، إلا أن خبر وفاته مرّ مرور الكرام، والقلائل الذين تداولوا نبأ الوفاة -لو استثنينا هذه المقالة- لم يضعوا ولو إشارة إلى سجله المزدحم بالأحداث والذكريات في المجال العام.

    منصة "خيوط" التي أتيح لها الاطلاع على كتاب "مسيرة اليمن: النقل والمواصلات خلال العهد من 1849-2008"، وهو المنجز الكتابي للنوبي، تحاول أن تسلط الضوء على جزء من سيرة الرجل كما وردت في الكتاب، على اعتبار أن الكتاب -هو الآخر- مرجع مهم للباحثين المهتمين بالاطلاع على مسيرة المواصلات والاتصالات والنقل في اليمن على مدى ما يقارب قرن ونصف من الزمن.

    وبحسب النوبي، فإن مولده كان في 9 من ربيع الأول 1356هـ، الموافق 20 مايو/ أيار 1937، بمنزلهم الكائن بحي "باب البلقة" أحد أحياء "بير العزب"، ووافق تاریخ مولده دخول ولي العهد الأمير أحمد بن الإمام يحيى حميد الدين مدينة تعز. وللنوبي أخ (أحمد) يكبره بسنة وعشرة أشهر، وآخر اسمه حسين كان ميلاده سنة 1343هـ. 

    ترعرع الطفل النوبي في عناية والديه، وكانا من الأسر المحافظة مثل كل اليمنيين في ذلك الوقت، وبدأ تعليمه (مع أخيه أحمد) في الكُتّاب (المعلامة)، في حي الصافية جوار جامع البليلي لعدم وجود معلامة قريبة من المناطق التي يقطنون فيها. 

    من أساتذته في تلك المرحلة، عبدالله زايد، ومن زملائه أحمد صالح ثامر وعبدالرحمن شايف زهرة، والعزي محمد أحمد النوبي، فيما كان قد تخرج قبله من تلك المعلامة، عبدالله دحان وعبدالله محمد الخوجة، ومحمد قناف زهرة. 

    وفي أواخر العام 1342هـ، سافر والده في مأمورية عسكرية إلى مركز الزُّهرة التابع للواء الحديدة، وكان بصحبته ابن أخته الجندي أحمد مقبل الجالدي الملقب بالنوبي، وحمود حمّاد قائد ومسعود البق وحسين المقشي، وفي الثاني من صفر 1363هـ، الموافق 18 يناير/ كانون الثاني 1944، بلغه وفاة والده ودفنه هناك في منطقة الزهرة. 

   التحق مع أخيه أحمد بـ"مكتب الأيتام" بعد تقديم أمهم التماساً إلى الإمام تثبت فيه فقرهم، ويتذكر من زملائه هناك: مهدي حسين خميس وأخاه أحمد، ومحمد علي الغيل (قوقعة) وأخاه حسين، ومهدي حمود المدعي وأخاه عبدالله، وعلي مهدي الروضي وأخاه محمد، ويحيى الناظري وأخاه علي. كما يتذكر من أساتذته هناك: محمد تقي، وعبدالله كبّاس، وعلي الطائفي وعبدالله الحواني، ومحمد حمزة، وحسين عامر، وأحمد زبارة، ومحمد السنيدار، ومحمد عروة، وفي الرياضة: علي صالح العمراني، يساعده عبدالله كباس، وحمود الدولة وباش كاتب الحاج. 

   عمل بجريدة النصر بتعز 1954، ثم انتقل للعمل بدائرة اللاسلكي. وعام 1955، تم تعيينه مأمورًا لدائرة اللاسلكي، ثم مأمورًا لدائرة اللاسلكي والبرق والبريد في منطقة باب المندب، عام 1957.

   انتقل بعد ذلك ليعمل في دائرة اللاسلكي والطيران ومطار تعز من عام 1958 إلى عام 1959، ومن ثم مأمورًا بالمحطة اللاسلكية الأوتوماتيكية الحديثة 1961.

   مع قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962، تم تعيينه مديرًا للمحطة اللاسلكية الأوتوماتيكية الحديثة، ثم مراقبًا عامًا للمواصلات والطيران بالحديدة.

   عين مديرًا عامًا للمواصلات لكل من تعز وإب وذمار، إبان حصار صنعاء من عام 1969 إلى 1967. وعين كذلك مديرًا عامًّا للمواصلات والطيران بتعز من عام 1969 إلى 1974، ومديرًا عامًّا للطيران المدني ومطار تعز من عام 1976 إلى عام 2003.

 الابتعاث للدراسة خارج اليمن

    يعتبر النوبي ضمن بعثة الثمانية الذين أرسلوا للدراسة في القاهرة (الجمهورية العربية المتحدة) من عام 1959 إلى عام 1960، كما ابتعث للدراسة في جمهورية ألمانيا الاتحادية لعامين (من 1974 إلى عام 1975).

    كما أخذ دورات تدريبية في مجال إدارة المطارات وسلامة الطيران والتحقيق في كوارث الطائرات (في أكاديمية الطيران) بولاية أوكلاهوما الأمريكية في 1982، وفي مطارات فلوريدا، وجون كنيدي بنيويورك، وجورج واشنطن في 1983، وبريطانيا 1985، وألمانيا الاتحادية 1986، وطوكيو 1990.

    شارك في العديد من المؤتمرات والفعاليات (عربية وآسيوية وأوروبية)، وقام بزيارات ميدانية للكثير من المطارات الدولية، وأغنى حياته بالخبرات والتجارب. 

    لديه كتاب "مسيرة اليمن: النقل والمواصلات خلال العهد من 1849-2008"، وهو مزيج من السيرة الذاتية، والبحث. ومع أن الكتاب افتقر في بعض فقراته للتحرير النصي، إلا أنه مادة غنية للباحثين، خاصة وأنه صادر من موظف عمل معظم حياته في مجال المواصلات والاتصالات. ويقول رئيس الوزراء الأسبق محسن العيني في تصدير هذا الكتاب:

  "شدّني صفحة صفحة، وأمضيت معه أمتع الأوقات. إنها ليست قصة المواصلات فقط، إنها قصة اليمن منذ أواخر العهد العثماني، وعهد الإمامة، والاستعمار، ثورة 1948، وسقوط صنعاء ونهبها، وبطولات شباب اليمن في الكلية الحربية حول أستاذهم جمال جميل، وتعبيد الطرق، ورجالات اليمن في السجون، وميادين الإعدام، ووصول الوفد الأمريكي، والقاضي راغب وسيف الإسلام الحسين، وإنشاء أول إذاعة، وشبابها، وأحداث 1955، وخذلان عساكر الحوبان لقائدهم الثلايا البطل، ومحاولة لقاء اليمن مع مصر وسوريا، وانتعاش الآمال، لولا القصيدة المشؤومة (قصيدة الإمام أحمد) واندلاع ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، ودعم مصر".

محمد علي النوبي أب لولدين وثلاث بنات، وجدّ لسبعة أحفاد عند وفاته.


إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English