معلامة الجيلاني

استعادة الطفولة وعالم تهامة الملَّون!
خيوط
January 21, 2023

معلامة الجيلاني

استعادة الطفولة وعالم تهامة الملَّون!
خيوط
January 21, 2023

-

عن دار عناوين بوكس في القاهرة، صدرت مؤخرًا رواية (معلامة)، للكاتب علوان مهدي الجيلاني، وهي رواية ترتكز على استعادات للطفولة مرتبطة بالأم والأب والأجداد والجدات والأقارب، وبالمكان الذي يتقدّم بوصفه أهم أبطال الرواية، حيث يجد القارئ نفسه أمام عالَمٍ تحكمه المعتقدات الصوفية، ويتلوّن بمصفوفة زاخرة من الفنون والعادات والتقاليد التي تتمازج بأوجاع الحبّ، وتعاقب سنوات الخصب والقحط. وتبرز فيها العلاقة الفريدة التي تربط الإنسان بالأرض وجيرانه فيها من حيوان وطير وحجر وشجر.

وعبر خمسة وثلاثين فصلًا، ترصد الرواية العديد من الوجوه والحكايات، كما ترصد المتغيرات التي عصفت بالمكان وناسه، بين مطلع السبعينيات ونهاية الثمانينيات من القرن الماضي، وهي فترة طفولة المؤلِّف الذي جعل من أحداثها معلامة تفتّحَ فيها وعيه بما حوله.

رواية (معلامة)، هي الإصدار الروائي الثاني للكاتب، بعد روايته الأولى (أورفيوس المنسي)، التي صدرت نهاية عام 2021، عن دار عناوين بوكس، وتم بناؤها على سيرة وإبداع الموسيقار اليمنيّ السوداني ناجي القدسي.

جاء في غلاف الرواية الأخير:

حين صوَّب أبي عليه ضوء المصباح، التمعت عيناه في الضوء، كان مرَّقط الجسد، ضخمًا ومحدبًا، دم الدواب التي عقرها على جانبي فمه، ما أن رأى أبي حتى عوى مكشّرًا، وترك الجِمال واتجه صوبه، في بضع ثوانٍ، كان يقفز مصوِّبًا أنيابه ومخالبه إلى صدره، لكن أبي استقبله بضربة قوية على شدقه وأذنه، اختلّ توازن القُشوي وهبط على الأرض، وبسرعة مخاتلة حاول الهجوم على قدمَي أبي، وأبي لم يمهله، عاجله بضربة أخرى على أمّ رأسه، شخر بحقد وعناد، غير أنّه لم يكمل شخيره، فقد تلقّى ضربة ثالثة أقوى وأشدّ من سابقتيها، تلوّى باركًا والضربات تتوالى عليه، حتى همد".

ومن حكايات الجد في المعلامة:

أمَّا جدِّي فلم يهدأ له بال، ظل يحوم ويزوم، يُفكِّر في الثعبان طوال الوقت، أقبل الليل وجاء جدِّي من «المنزلة» لأمرٍ ما، دخل العريش الكبير وخرج ـ أثناء خروجه، سمع خشخشة في ثمام العريش، التفت، وعلى ضوء الفانوس الباهت، رأى الثعبان الضخم يتأهَّب له، ابتعد عنه صارخًا: "يا بَاهُوت امحنش".

خرج أبي يجري من «المنزلة»، وخرج معه بعض السامرين من أقاربنا ومن الضيوف، وجاء الشقاة يجرون من أرجاء البيت الواسع كُلٌّ بعصا يحملها، لكن الثعبان اختفى.

قال أحد الضيوف لجدِّي: أنت صرخت "يا باهوت".

- أيْوَه قُلت: يا باهوت.

- خلاص، لم يَعُد لك شأن بالثعبان، سيأتي من يأخذه.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English