مئة وخمسون طالبًا من طلاب كلية المجتمع بمحافظة لحج، الذين صدر قرار جمهوري في العام 2017، بتأسيسها، حيث أعلن في ذات العام عن تدشين التعليم فيها بعد حصولها على مبنى تعليمي، يستعدون لمغادرة الكلية كأول دفعة التحقت بالتعليم بالكلية، الكائن مقرها ببلدة هويرب، شمال محافظة لحج.
ووفق الدكتور علي الزبير، عميد كلية المجتمع لـ"خيوط"، فإن الكلية تشتمل على أربعة تخصصات، وهي التمريض والطوارئ والإسعافات الأولية وبرمجة الحاسوب والمحاسبة، ويردف الزبير في حديثه أن أعداد الطلاب المتقدمين بدأ يتناقص في الدفعة الثانية والثالثة، وهذا التراجع في عدد المتقدمين للدراسة ليس خاصًّا بكلية المجتمع، بل ظاهرة بارزة في كل الجامعات والكليات في أرجاء الوطن، وأضاف الزبير: "أمام هذا التناقص كنا مضطرين إلى تعليق بعض التخصصات".
الناشط المجتمعي علوان الصبيحي، ينتقد سرعة إطلاق الكلية في تلك الظروف التي كان على القائمين عليها العمل على حلحلتها قبل إطلاق الكلية، وحتى لا تصبح أشبه بثانوية عامة، ويعزف عنها طلاب العلم.
ويلفت إلى أن عدد المسجلين في العام الأخير كان 35 طالبًا وطالبة، منهم 25 سجلوا في تخصص التمريض، وبقية العدد توزع في التخصصات الأخرى، فقام مجلس الكلية في اجتماعه الأخير باستيعابهم في تخصص المحاسبة.
تناقص متواصل
لكن طاقم الكلية الوظيفي الذي يضم 30 عضو هيئة تدريسية، و25 إداريًّا وفنيًّا يعملون دون توظيف حتى اللحظة، وهو الأمر الذي فاقم وضع الكلية جراء حالة الإحباط الذي أصاب الكادر التعليمي بسبب عدم التثبيت، وعن هذا يقول عضو الهيئة التدريسية في الكلية، عبدالملك السروري، إن العضو الواحد يقوم بتدريس أكثر من مادة -بسبب النقص- قد تصل لثلاث مواد؛ كي تستمر العملية التعليمية، وأضاف السروري: "نريد تعاونًا من المحافظة والجهات المختصة لتثبيت الكلية من خلال اعتمادها لكادرها الوظيفي رسميًّا؛ كون الكلية بعد ثلاث سنوات من تأسيسها تخرجت منها أول دفعة بكل التخصصات، فيما المدرسون فيها لهم ما يقارب ثلاث سنوات لم ينالوا شيئًا غير الوعود من الجهات الرسمية، من أجل الحفاظ على هذا الكادر الذي قد يذهب للتدريس في أي جامعة خاصة أو غيرها، وسيعطى حقوقه بنظام الساعة"، لكن عميد كلية المجتمع الزبير، يقول إن التعيينات الأكاديمية والإدارية لن تُفعّل ماليًّا إلا عند حصول الكلية على تعزيز مالي لهم، مشيرًا إلى مجموعة من المعايير التي تم بموجبها اختيار العدد المذكور، فقد أقر مجلس الكلية في اجتماع أسبق أن يكون الاختيار على أساس الأقدمية في التعاقد والاستمرارية والانضباط مع مراعاة التقديرات العالية.
عدم تهيئة الظروف الملائمة
يقول كمال الصبيحي، نائب عميد كلية المجتمع للدراسات العليا لـ"خيوط"، أن حزمة تثبيت المدرسين التي اتخذها مجلس الكلية يعتمد على المنتظمين في التدريس للفصول الثلاثة الماضية وما زالوا مستمرين بمعايير الأقدمية والشهادة والتقدير، وترفع الأسماء من رؤساء الدوائر، تضمن بموجبها الكلية وظائفهم في حال تحصلت الكلية على استحقاقها من الوظائف.
لكن الناشط المجتمعي علوان الصبيحي، ينتقد سرعة إطلاق الكلية في تلك الظروف التي كان على القائمين عليها العمل على حلحلتها قبل إطلاق الكلية، وحتى لا تصبح أشبه بثانوية عامة، ويعزف عنها طلاب العلم. وذلك لكونها وضعت في صحراء ولا يستطيع طلاب المناطق الأخرى الدراسة فيها، لعدم وجود الخدمات، والعمل على نقلها لخور عميرة على الخط الساحلي، كونها ستكون قبلة لطلاب من اتجاه المخا والوازعية وطور الباحة، بما فيها عدن، كونها منطقة خدمات وتوفر المواصلات فيها، هذه أهم ركيزتين ستنقل وضع الكلية للأفضل.