"مولايَ صلِّ وسلِّم دائمًا أبدًا"

موشح "البُرْدَة" بصوت ولحن تهامي
خيوط
March 17, 2024

"مولايَ صلِّ وسلِّم دائمًا أبدًا"

موشح "البُرْدَة" بصوت ولحن تهامي
خيوط
March 17, 2024

"مولايَ صلِّ وسلِّم دائمًا أبدًا"

موشح "البُرْدَة" بصوت ولحن تهامي 


كلمات: الإمام البوصيري - أحمد شوقي

لحن: جابر علي أحمد

أداء: محمد الحلبي

منذ تقديمه مسجّلًا بصوت المنشد الشاب، حينها، "محمد الحلبي"، منتصف ثمانينيات القرن الماضي، لم يزل موشح "مولايَ صلِّ وسلِّم دائمًا أبدًا" أثره طريًّا وشجيًّا عند كل من يستمع إليه اليوم. الموشح خليط من قصيدتَي المديح النبوي اللتين عُرفتا بالبردة للإمام البوصيري والشاعر أحمد شوقي الذي عارضها، وقام الفنان والموسيقيّ "جابر علي أحمد" بتلحين أبياتها بأسلوب شديد الخصوصية والابتكار.

اختُزل الموشح بأبيات متفرقة من القصيدتين، وعلى النحو التالي:

مولايَ صلِّ وسلِّم دائمًا أبدًا

على حبيبك خير الخلق كلهم

ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ

أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ

رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَدًا

يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ

لَمّا رَنا حَدَّثَتْنِي النَّفسُ قائِلَةً

يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَّهمِ المُصيبِ رُمِي

يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ

لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ

لَقَد أَنَلتُكَ أُذْنًا غَيرَ واعِيَةٍ

وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ

يا ناعِسَ الطَّرفِ لا ذُقتَ الهَوَى أَبَدًا

أَسْهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوَى فَنَمِ

صَلَاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ

فَقَوِّمِ النَّفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ

وَالنَّفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عَافِيَةٍ

وَالنَّفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ

إِنْ جَلَّ ذَنبِي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ

في اللَهِ يَجعَلُني في خَيرِ مُعتَصِمِ

إِذا خَفَضتُ جَناحَ الذُّلِّ أَسأَلُهُ

عِزَّ الشَّفاعَةِ لَم أَسْأَلْ سِوَى أُمَمِ

وَإِن تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ

قَدَّمتُ بَينَ يَدَيهِ عَبرَةَ النَّدَمِ

       * * *

يقول الفنان والملحن جابر علي أحمد، عن الموشح وظروف ولادته(*):

"هي قصيدة نهج البردة. وهذه التسمية للشاعر أحمد شوقي، عارَضَ بها قصيدةَ الإمام البوصيري. وما قدّمناه كان مزيجًا شعريًّا من قصيدتَي البوصيري وأحمد شوقي.

اهتديت إلى هذا العمل من خلال مدَّاح، ألقاه بجانب الجامع الكبير بحارة "السور" بمدينة الحديدة. أدهشني أداؤه وتجاوب الناس معه. هذا الحدث كان عام 1979. وعندما عدت إلى اليمن عام 1983، كلفت من قبل الوزارة، لتأسيس فرقة موسيقية بالحديدة، ولكن المحافظة لم تكن جاهزة لمثل هذا المشروع، حتى العام 1985 حين تم تعيين الشيخ عبدالرحمن محمد علي عثمان محافظًا للحديدة. وعند مجيئه استدعاني وحثّني على تأسيس الفرقة الموسيقية، مُبديًا استعداده لتلبية كل متطلبات هذا العمل. هنا فكرت جدّيًا في تأسيس الفرقة من العازفين الموجودين في الحديدة وكذلك الفنانين. وكان لا بد من التفكير في صوت محمد الحلبي، الذي سبق لي الاستماع إليه في أحد الأفراح في المراوعة.

ذهبت إلى المراوعة وقابلته، عارضًا عليه المشاركة في الفرقة، فوافق بعد أخذ الإذن من والده، الذي لم يوافق إلا بعد جهد جهيد.

كنا حينها نحضِّر لاحتفالات ثورة سبتمبر. استفسرت محمد الحلبي عما إذا كان يحفظ نهج البردة، وكان رده بنعم. وبعد ذلك بدأت أتحضر لتجهيز هذا العمل. حينها لم أكن استمعت إلى النقشبندي، وهو يؤدّي موشح "مولاي" من ألحان بليغ حمدي. ولكني ما أن بدأت في معالجة القصيدة حتى انتصبت أمامي فكرة تطبيق "علم البوليفوني" عليها. وهكذا كان. وكم كانت سعادتي غامرة بعد نجاح التجربة! كان محمد الحلبي حينها فتى صغيرًا لم يتعوّد على الغناء بمصاحبة الموسيقى، ولهذا كان لا بدّ من تدريبه على ذلك". 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) رسالة نصية كتبها للمحرر بعد استفساره منه عن ولادة الموشح.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English