مارس يرمي حجرًا في مياه الأزمة اليمنية الراكدة

الصراع على مفترق طرق الحلول السلمية
خيوط
March 31, 2022

مارس يرمي حجرًا في مياه الأزمة اليمنية الراكدة

الصراع على مفترق طرق الحلول السلمية
خيوط
March 31, 2022

المراقب للشأن اليمني سيجد ما حمله شهر مارس/ آذار، من أحداث وتحركات وتغييرات طارئة، دفعت بتحريك مياه الأزمة اليمنية التي كانت قد دخلت مرحلة الركود والجمود مع انسداد جميع آفاق الحلول السلمية وارتفاع صوت المدافع والغارات، والنزوح والأزمات الاقتصادية التي عصفت بمعيشة اليمنيين إلى مستويات سحيقة.

وشهد الملف اليمني اهتمامًا لافتًا منذ مطلع شهر مارس/ آذار الحالي، على الرغم من الاضطراب الذي يعيشه العالم منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا والتي استحوذت على اهتمام الأمم المتحدة ومعظم الدول الكبرى الفاعلة.

فقد زار اليمن مطلع الشهر الحالي -تحديدًا في 6 مارس/ آذار- المبعوثُ الأمريكي الخاصّ لليمن، تيم ليندركينغ، والقائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة في اليمن، كاثي ويستلي، حيث التقيا خلال الرحلة بمحافِظِي حضرموت والمهرة وشبوة، بالتزامن مع زيارة مماثلة لوفد دبلوماسي نرويجي برئاسة المبعوث الخاص لمملكة النرويج كريستي ترومسدال.

أنجلينا جولي، الممثلة الأمريكية والمبعوثة الخاصة لمفوضية اللاجئين منذ عام 2011، وصلت إلى اليمن في 7 مارس/ آذار، في مهمة إنسانية تمهد لمؤتمر المانحين الذي سيعقد في وقت لاحق هذا الشهر، وبهدف لفت الانتباه إلى العواقب الكارثية على المواطنين المدنيين بعد مضي سبعة أعوام على النزاع.

في السياق، عقد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، لأول مرة منذ تعيينه منتصف العام 2021، سلسلة من المشاورات بدأت في 7 مارس/ آذار، بالعاصمة الأردنية عَمَّان، واستمرت إلى 10 مارس/ آذار، وشملت وفودًا من أحزاب سياسية وشخصيات يمنية فاعلة، فيما تبقى الخطوة الأهم في جمع الأطراف المتصارعة؛ الحكومة المعترف بها دوليًّا، وأنصار الله (الحوثيين)، والتحالف بقيادة السعودية والإمارات.

المشاورات في أسبوعها الأول عبارة عن اجتماعات ثنائية مع مسؤولين ووفود من الأحزاب اليمنية -حزب المؤتمر الشعبي العام، وحزب الإصلاح، والحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الناصري- في حين سيتم التشاور مع أكثر من 100 يمني ويمنية من الأحزاب السياسية وقطاعي الأمن والاقتصاد ومنظمات المجتمع المدني في الأردن واليمن، خلال الأسابيع القادمة.

في 26 مارس/ آذار، دخلت الحرب في اليمن عامها الثامن، لتستمر في مفاقمة معاناة المدنيين في ظل إطلاق دعوات ملحة لتأسيس عملية جامعة تعكس اتجاه هذا المسار المدمر وتوفر فرصًا ومساحة للحوار على مستويات متعددة

في 8 مارس/ آذار، دعت الخارجية الأمريكية كافة الجماعات اليمنية، إلى المشاركة في المشاورات الأممية بشكل كامل وذي مغزى وبنيّة طيبة. وأكّدت أنه لا حل عسكري للنزاع اليمني، وأن السبيل الوحيد للمضي قُدمًا هو عبر الحوار والتسوية، إذ إن الدمار والمعاناة اللذَين تسببت بهما سبع سنوات من الحرب هائلان بحق، وينبغي أن تضع الأطراف مصالح الشعب اليمني أولًا، وتستفيد من هذه الفرصة للمساعدة في وضع حد لهذا النزاع.

في خضمّ هذه التحركات، أكّدت الأمم المتحدة وأطرافٌ عديدة فاعلة في الأزمة اليمنية، أنّ هناك عدة طرق للحلول السلمية، فالوقت قد حان للخروج من مأزق الحرب في اليمن، فالسماح باستمرارها خيار، وكذلك هو إنهاؤها؛ إذ تتضمن هذه الطرق تطوير إطار عمل للمضي قُدمًا نحو تسوية سياسية شاملة.

فيما يلاحظ التزام أطراف الحرب الدائرة في اليمن -والتي صادفت ذكراها الثامنة خلال هذا الشهر- الصمت طوال النصف الأول من شهر مارس/ آذار، في ظل انخفاض حدة المواجهات العسكرية على الجبهات المشتعلة منذ بَدء الحرب الروسية في أوكرانيا نهاية فبراير/ شباط.

في حين يربط مراقبون وسياسيون تأثير مختلف هذه التحركات في إحداث اختراق في الأزمة اليمنية، التي تحولت إلى ملف بالغ التعقيد في حلحلتها سياسيًّا، بجمع الطرفين الفاعلين في الحرب والصراع الدائر؛ الحكومة المعترف بها دوليًّا، وأنصار الله (الحوثيين).

أحداث مفصلية

في 10 مارس/ آذار، عاش اليمنيون حدثًا فريدًا من نوعه، إذ أقيم في أول تعاون "يمني-مصري" ضخمٍ، حفلًا فنيًّا للسِّمفونية التراثية اليمنية، استضافته دار الأوبرا المصرية، تحت عنوان "نَغَم يمنيّ على ضفاف النيل"، بقيادة المايسترو اليمني محمد القحوم، الذي قدّم فيه، مع 120 عازفًا، مقطوعات موسيقية من التراث الفني اليمني.

في 14 مارس/ آذار، حذّرت وكالات الأمم المتحدة من أن اليمن يوشك على السقوط في براثن أزمة جوع كارثية، حيث يصل عدد الأشخاص الذين يحتاجون حاليًّا إلى مساعدات غذائية إلى 17.4 مليون شخص، وتواجه نسبة متزايدة من السكان مستويات طارئة من الجوع.

في 15 مارس/ آذار، نبّهت منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف بعد إصدار تحليل جديد اطلعت عليه "خيوط"، للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) عن اليمن أن الوضع الإنساني في البلاد يتوقع أن يتفاقم خلال الفترة من يونيو/ حزيران إلى ديسمبر/ كانون الأول 2022، حيث من المحتمل أن يصل عدد الأشخاص غير القادرين على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية في اليمن إلى رقم قياسي يبلغ 19 مليون شخص.

16 مارس/ آذار، تم عقد فعاليات مؤتمر للمانحين لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن تستضيفه الأمم المتحدة وسويسرا والسويد، وسط ظروف وأضاع صعبة تمر بها البلاد التي تعاني من حرب وصراع طاحن للعام الثامن على التوالي، وتحذيرات من توسع رقعة الجوع مع انخفاض ملحوظ للتمويل الإنساني، وكانت النتائج مخيبة للآمال مع عدم مشاركة السعودية ودول الخليج في هذا المؤتمر.

في 18 مارس/ آذار، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عن عقد مشاورات "يمنية – يمنية" في العاصمة السعودية الرياض.

26 مارس/ آذار، دخلت الحرب في اليمن عامها الثامن، لتستمر في مفاقمة معاناة المدنيين، في ظل إطلاق دعوات ملِحّة لتأسيس عملية جامعة تعكس اتجاه هذا المسار المدمر، وتوفر فرصًا ومساحة للحوار على مستويات متعددة.

في 26 مارس/ آذار، أطلقت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، فيما قالت إنه مبادرة من عدة نقاط للتفاهم السلمي، وأعلنت إيقاف عملياتها المسلحة لمدة ثلاث أيام سيتم تمديدها إلى أجلٍ غير معلوم.

في 26 مارس/ آذار، سقوط ضحايا جراء انهيار مبنى سكني مكون من عدة طوابق في منطقة خور مكسر في مدينة عدن (جنوب اليمن)، إذ أفادت مصادر مطلعة لـ"خيوط"، أن نازحين من محافظة الحديدة سكنوا في هذا المبنى رغم التحذيرات من انهياره منذ العام 2015.

في 27 مارس/ آذار، اتفق طرفا الحرب في اليمن؛ الحكومة المعترف بها دوليًّا، وأنصار الله (الحوثيين)، برعاية الأمم المتحدة، على عقد صفقة لإطلاق 2223 محتجزًا من الطرفين، من بينهم وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي، وناصر منصور هادي (شقيق الرئيس المعترف به دوليًّا، عبدربه منصور هادي)، إضافة إلى 16 محتجزًا سعوديًّا و3 سودانيين.

في 28 مارس/ آذار، أعلن التحالف بقيادة السعودية والإمارات، عن هدنة لم يحدد مدتها، وإيقاف عملياته العسكرية في اليمن.

في 29 مارس/ آذار، نعى الوسط الصحفي في اليمن، وفاة الشخصية الصحفية البارزة، نجيب يابلي، في مدينة عدن، والذي يُعد من رواد الصحافة اليمنية.

في 30 مارس/ آذار، انطلقت في العاصمة السعودية الرياض، المشاورات التي دعا إليها مجلس التعاون الخليجي بدون مشاركة جماعة أنصار الله (الحوثيين).

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English