صيدلانية تصنع مستحضراتها من الطبيعة

ابتكار نوعي وشغف كبير بالتصنيع اليدوي
عصماء الكمالي
May 14, 2022

صيدلانية تصنع مستحضراتها من الطبيعة

ابتكار نوعي وشغف كبير بالتصنيع اليدوي
عصماء الكمالي
May 14, 2022

الإنسان بفطرته يألف الطبيعة، يتجه نحوها باحثًا عن صحته؛ سواء النفسية أم الجسدية، هذه الأخيرة يحصل عليها من خلال استخدام منتجات طبيعية؛ هي أقل ضررًا من المنتجات الصناعية، وفقًا لمختصين.

يشهد العالم موجة تطور في تحضير منتجات طبيعية خالصة، يكبر هذا الإنتاج بشكل متسارع، ويرى باحثون أنّ هذا الإنتاج سيلقى رواجًا عاليًّا في الأسواق خلال قادم الأيام. تصل هذه المنتجات بشكل متأخر إلى البلدان العربية من الدول الغربية، وتبقى اليمن الأخيرة في طابور الانتظار.

مها عصام، ثلاثينية، من محافظة تعز، درستْ في قسم الصيدلة- جامعة صنعاء، كانت قد اختارت هذا التخصص بدافع حبها وشغفها الكبير به، وبعيدًا عمَّا تتلقاه من بعض فئات المجتمع، حاولت تجاوز نظرة المجتمع بأن هذا التخصص حكرٌ على الرجال، وسط دعم عائلي تعتبره مها وعيًا من عائلتها واهتمامًا منهم بالتعليم، و"سلاحًا" تواجه به الصعوبات. 

تقول مها لـ"خيوط": "إن نظرة المجتمع للصيدلة تعد قاصرة، حيث يُحصر عمل هذا المجال على الصيدلة المهنية، أو صيدلة المجتمع، والعمل مندوب/ة لدى إحدى الشركات الدوائية".

وتستطرد بأن قسم الصيدلة يندرج تحته العديد من الفروع، كالعمل في صيدلية المستشفيات والتي تختص بتوفير الأدوية، واحتياجات المرضى. بالإضافة إلى الصيدلة السريرية، فيها يكون الصيدلي مسؤولًا إلى جانب الطبيب في تحديد العلاج والنظر إلى التداخلات الدوائية في حال كان لدى المريض عدة أمراض، فضلًا عن: الصيدلة الصناعية، ورقابة الجودة، وتوكيد الجودة، وتطوير أبحاث في الجانب الأكاديمي، وغيرها.

يومًا بعد يوم، تستمر مها في إنتاج منتجات خاصة بالبشرة، والشعر، والجسم، وغيرها من الزيوت، التي تنتجها يدويًّا من موادها الخام، مع إضافات بسيطة، تجعلها راضية عن المنتج، ليرضى به المستخدم

بداية المشوار

بعد تخرج مها من الكلية، عملت في الجانب الأكاديمي لفترة طويلة، ثم انتقلت إلى العمل الميداني في بعض صيدليات المدينة، لكنها لم تستمر، فقد توقفت نظرًا لضيق وقتها اليومي، وتعاظم أمور حياتها الزوجية، ومسؤوليات طفليها الصغيرين.

بعدها اتجهت مها نحو التعليم الذاتي، والقراءة المستمرة، ومتابعة المواقع الخاصة بصناعة المنتجات الطبيعية، كذلك التحقتْ بدورات تدريبية لدى جامعات عالمية، عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والتدرب عن بعد. كل ذلك، وأكثر في سبيل إرضاء شغفها في صناعة الأشياء من الصفر، والقدرة على إنتاج المنتجات بشكل يدوي.

المنتجات والناس

لمها سيرة ومسيرة مع المنتجات الطبيعية، بدأتها من مواقع التواصل، حيث كانت تحذر جمهورها المتابع بعدم استخدام المنتجات الصناعية بدون إشراف طبي؛ وبذلك ساهمت في نشر الوعي بين الناس، من خلال تقديم معلومات تشرح المشكلات الصحية التي تؤدي لحدوث مشكلات جمالية، فضلًا عن الدور الآمن الذي تؤديه المنتجات اليدوية، وطرق العناية، وصولًا إلى الفروق بعد الاستعمال.

توضح هذه الخبيرة للمنصة، أنّ هدفها الأسمى هو زيادة وعي فئات المجتمع، خصوصًا الشباب، بكيفية تقليل أضرار المنتجات الصناعية، لا معارضتها، أو الترويج لمنتجاتها، فروح المسؤولية استدعتها إلى تعريف محيطها بالمنتجات الطبيعية، المناسبة من حيث التكاليف، والآمنة عند الاستخدام.

ظلت الفكرة تكبر في روح مها، وشغفها بالتصنيع اليدوي يزداد ويتسارع حتى قررت إنشاء مشروعها الخاص بتحضير منتجات طبيعية. في بداية الأمر لم تكن تشأ أن تترك طفليها في سبيل العمل، وهذا ما دفعها إلى عمل مشروع منزلي تستطيع من خلاله خلق توازن بين واجبها كأم وبين تحقيق أحلامها.

يومًا بعد يوم، تستمر مها في إنتاج منتجات خاصة بالبشرة، والشعر، والجسم، وغيرها من الزيوت، التي تنتجها يدويًّا من موادها الخام، مع إضافات بسيطة، تجعلها راضية عن المنتج، فيرضى به المستخدم.

ترى مها أنها قطعت مشوارًا طويلًا في هذا المجال الذي توليه غالبية وقتها، من التحضير للمنتج، والعمل على إنتاجه، إلى تجهيزه، وتجريب مفعوله، ثم عرضه على المستخدمين؛ عملية شاقة، لكنها ممتعة، حد تعبيرها؛ يدفعها الشغف إلى الابتكار، وإقبال فئات كثيرة من المجتمع على شرائها، بشكل دوري.

نالت هذه التجربة رواجًا كبيرًا بفعل جودة المنتج، وثقة المستخدمين، والأسعار المناسبة لكل منتج، بل حققت نجاحًا يجعلها تستمر في صناعة المنتجات، وتلبية ما تحتاجه الفئات في المجتمع.

•••
عصماء الكمالي

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English