"معين العبيدي" ضمن أكثر 100 امرأة مؤثرة

صناعة واقع مختلف على قاعدة السلام
عمران مصباح
December 27, 2022

"معين العبيدي" ضمن أكثر 100 امرأة مؤثرة

صناعة واقع مختلف على قاعدة السلام
عمران مصباح
December 27, 2022

"منذ اندلاع الحرب في اليمن، قبل قرابة ثمانية أعوام، دار صراع محتدم بين أطرافها، اشتدّ في كثيرٍ من الأوقات، وانخفض في أوقات قليلة، إلّا أنّه لم يتوقف تمامًا حتى اللحظة؛ من عمق هذا الوضع القاسي، ظهر من يعمل خارج أجندات وأدوات المتحاربين، يحلمون بصناعة واقعٍ مختلف على قاعدة السلام، أو تعزيز السعي في هذا المسار، وحشد المناصرين له.

ونظير جهودهم الاستثنائية، يحصلون بين الحين والآخر على تكريمات مهمّة ذات طابع إقليمي ودولي، وتأتي كاعتراف بجهودهم الكبيرة، وبصوتهم الذي صار مسموعًا.

من هذه الشخصيات، برزت هذا العام المحامية والناشطة الحقوقية والوسيط المحلي "معين العبيدي"، التي تم اختيارها ضمن أكثر 100 امرأة مؤثرة في العالم، من قبل BBC".

نشاط وبداية العبيدي

سيرة طويلة حافلة بالنشاط في المجال الحقوقي والشأن العام ككل، خاضته العبيدي، التي تحدثت لـ"خيوط"، قائلة: "مضى على نشاطي ما يقارب عشرين سنة، حيث كانت بدايتي فور تخرجي من كلية الحقوق، جامعة تعز في 2003، وبالتحديد بمقر اتحاد نساء اليمن، إذ كنت وقتها رئيس الفريق القانوني للدفاع عن السجينات والفقيرات والمعنّفات، حينها كان العمل طوعيًّا، استمرّ حتى 2011، كما عملت كمنسقة للمرصد اليمني لحقوق الإنسان، لرصد الانتهاكات، وترشحت لمجلس نقابة المحامين في تعز في تلك الفترة أيضًا، إذ كنت أول امرأة تصل لعضوية المجلس كمسؤولة للحقوق والحريات، إلى جانب عملي في الجانب الحقوقي طيلة 2011"، وتضيف المحامية العبيدي، بأنّها بعد ثورة فبراير، وتحديدًا منذ فترة الحوار الوطني، انتقلت للعمل في الشأن السياسي نوعًا ما، قبل أن تعود للمجال الحقوقي مع بداية الحرب، حيث ركزت نشاطها في المجال المدني أكثر.

كان نشاط العبيدي، في هذه الفترة، بمثابة محاولة للتخفيف من حدّة الصراع على المواطنين اليمنيين الذين تجرّعوا ويلات الحرب على كافة الأصعدة؛ "في بداية الحرب، اشتغلت مع مفوضية حقوق الإنسان، ومع استمرار الوضع، والحصار على تعز تحديدًا، بدت لنا أولويات جديدة، لذا عملت في ملف فتح الطرقات، وتبادل المعتقلين، والأسرى، وإتاحة الخدمات الإنسانية، مثل عودة المياه، والكهرباء، وما إلى ذلك، كوسيطة محلية، مستثمرةً علاقتي مع الأطراف، كوني على مسافة واحدة من الجميع".

في الحقيقة، لم أكن متوقعة أن أدخل ضمن 100 امرأة مؤثرة حول العالم، واعتبرته مجرد ترشيحٍ ربما لن أحظى بنتيجته، لكنّي تفاجأت بدخول اسمي القائمة، عمومًا كانت لفتة جميلة جدًّا، في الوقت ذاته يشعرني هذا الأمر بمسؤولية مضاعفة، ويدفعني للاستمرار بالعطاء، والعمل في صالح الناس، سواء من موقعي كقانونية أو من خلال أنشطتي الميدانية على كافة الأصعدة".

قائمة مئة امرأة مؤثرة

مؤخرًا، تم اختيار المحامية معين العبيدي، ضمن قائمة مئة امرأة مؤثرة من قبل هيئة الإذاعة البريطانية BBC، عن هذا الاختيار تتحدث العبيدي قائلة: "تم ترشيحي من قبل آخرين، بعدها تواصلوا معي من الـ(BBC)، وطلبوا مني معلومات عن أنشطتي، واستفسروا عن بعض الأمور، أبلغوني لاحقًا بأنني مرشحة في قائمة أكثر مئة امرأة مؤثرة حول العالم، حينها لم آخذ الأمر على محمل الجد، واعتقدت أنّه مجرد ترشيح بعيد المنال. عند إعلان الفائزات بالقائمة، لم يتم إبلاغي، وتفاجأت باسمي ضمن القائمة عندما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي الخبر".

عن شعورها بعد هذا الفوز الهامّ، تقول العبيدي: "في الحقيقة، لم أكن متوقعة أن أدخل ضمن 100 امرأة مؤثرة حول العالم، واعتبرته مجرد ترشيحٍ ربما لن أحظى بنتيجته، لكني تفاجأت بدخول اسمي القائمة، عمومًا كانت لفتة جميلة جدًّا، في الوقت ذاته يشعرني هذا الأمر بمسؤولية مضاعفة، ويدفعني للاستمرار بالعطاء، والعمل في صالح الناس، سواء من موقعي كقانونية أو من خلال أنشطتي الميدانية على كافة الأصعدة".

أجواء النشاط الحقوقي

عن الوضع الاستثنائي والصعب الذي تمرّ به البلاد، خاصة للناشطين في الشأن الحقوقي والإنساني، تتحدث العبيدي، قائلة: "الوضع المعقد لا يخفى على أحد، لكن نشاطي المكثف في المجال الحقوقي أو المدني، بما يتضمّنه من وساطات لدى الأطراف المختلفة، والتي قد تزيد حينما يتعلق الأمر بالمرأة، قد يبدو من بعيد شاقًّا للغاية، لكن العلاقات الجيدة تستطيع أن تلعب فيه دورًا بارزًا، ومؤثّرًا يُسهم في تذليل الصعاب والخروج بنتائج إنسانية تخدم الجميع".

مخاطر وتهديدات

وعن التهديدات الذي يواجهونها كنشطاء في هذا المجال المحايد، والذي يقف على مسافة واحدة من الجميع، تقول العبيدي: "هناك الكثير من المخاطر، سواء في المجال العام، أو حتى في الشأن النسوي، ولأنّنا نساء نواجه تحديات أكبر في مجتمع محافظ جدًّا، إلّا أنّنا في النهاية نترك بصمة مؤثرة، تهوّن الطريق على من يأتي بعدنا".

وكحائزة على التقدير العالمي، تنهي المحامية معين العبيدي، حديثها لـ"خيوط"، بتوجيه رسالة للنساء الشابات في اليمن ممّن يردن العمل في الوسط الحقوقي، والمدني، قائلة: "كلما كان الإنسان لديه قناعة، وإيمان، وثقة بالنفس، ويريد صناعة تغيير إيجابي في المجتمع، سوف يتمكّن من فعل المستحيل، مهما واجه من صعوبات. يجب التعلم الدائم، والبحث عن المعرفة، والممارسة لأيّ عمل تجيده، وهذا كفيل باكتساب المزيد من الخبرات، وتشكيل شخصية مميزة ومؤثرة، قادرة على المنافسة والاستمرار".

 

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English