مطالبات واسعة برفع الحصار عن تعز

وقفات احتجاجية تدعو لفتح طريق الحوبان
لمياء الشرعبي
May 21, 2022

مطالبات واسعة برفع الحصار عن تعز

وقفات احتجاجية تدعو لفتح طريق الحوبان
لمياء الشرعبي
May 21, 2022

ينظم مواطنون وناشطون ومكونات اجتماعية ومدنية وحزبية في محافظة تعز منذ أيام، وقفات احتجاجية أمام عقبة منيف، آخر منطقة فاصلة بين طرفي الحرب الحكومة المعترف بها دوليًّا و"الحوثيين" في الطريق المؤدي إلى جولة القصر الذي يربط مدينة تعز بمنطقة الحوبان من الجهة الشرقية والتي تتمركز فيها القوات العسكرية التابعة لسلطة أنصار الله (الحوثيين)، وتفرض منها حصارًا محكمًا على مدينة تعز منذ بداية الحرب الدائرة في اليمن قبل نحو سبع سنوات.

وطالب المحتجون الأمم المتحدة والسلطات المعنية برفع الحصار عن مدينة تعز في إطار ما يتم تنفيذه من بنود اتفاقية الهدنة، التي بموجبها تم إعادة تشغيل مطار صنعاء المغلق منذ ست سنوات، وقبلها فتح ميناء الحُديدة أمام سفن الوقود. 

الحصار كورقة سياسية

يعاني المواطنون في محافظة تعز من تبعات قطع شرايين الطرق التي تؤدي إلى المدينة، في ظل تلكؤ واضح بالضغط على جماعة أنصار الله (الحوثيين) للإيفاء بالتزاماتها في إطار اتفاقية الهدنة، المعطلة عن عملها الحقيقي، فبعد مرور خمسين يومًا على الهدنة التي أشرفت عليها الأمم المتحدة، والتي كان ملف حصار تعز من أهم بنودها، لم يتم البت حتى الآن في هذا الملف، مع رفض الطرف المحاصِر للمدينة تقديم أي تنازلات بما يخص فتح المعابر والطرقات في تعز وغيرها من المحافظات اليمنية.

تقول سمية سيف، إحدى المشاركات في الوقفات الاحتجاجية، لـ"خيوط"، إن خروجها كان لأجل مناشدة السلطات والأمم المتحدة لرفع الحصار عن تعز أسوة بفتح مطار صنعاء.

يشكل حصار تعز عائقًا للطلاب والنساء والأطفال وكبار السن الذين يتجرعون ويلات المعاناة منذ نحو سبع سنوات، بسبب اضطرارهم لقطع ست أو سبع ساعات للوصول إلى المدينة، التي لم تكن تتجاوز أكثر من 20 دقيقة قبل قطع الطريق الرئيسية في منطقة الحوبان (شرقي تعز).

تشير سمية إلى ما يواجه الناس من معاناة وصعوبة في التنقل بسبب إغلاق الطريق الرئيسي إلى تعز من الجهة الشرقية، والتكلفة الباهظة التي تستلزم الوصول إلى الشق الآخر للمدينة، خصوصًا عند نقل المرضى.

ويؤكد بشار السامعي، في حديث لـ"خيوط"، أن المسافرين في الطرقات البديلة شديدة الوعرة يتعرضون للكثير من الحوادث المأساوية، وذلك بسبب صعوبة الطريق وازدحامها بالمركبات والسيارات.

كان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، قد أعلن مطلع أبريل/ نيسان الماضي، عن اتفاق طرفي الحرب في اليمن على هدنة لمدة شهرين، تبدأ من 2 أبريل/ نيسان، ويمكن تجديدها لاحقًا بعد انتهاء الشهرين بموافقة الأطراف، تشمل وقف جميع العمليات العسكرية داخل اليمن وعبر الحدود.

كما تم الاتفاق كذلك على دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة (غربي اليمن)، وتشغيل رحلات تجارية لوجهات محددة سلفًا من وإلى مطار صنعاء.

في السياق، يرى المحلل السياسي عبد الواسع الفاتكي في تصريح لـ"خيوط"، أن الحصار المفروض على مدينة تعز، يجب أن يكون أولوية إنسانية على طاولة المبعوث الأممي وملفًا إنسانيًّا خالصًا، وليس ورقة سياسية يتم تداولها، ضمن تعقيدات المشهد العسكري والسياسي في اليمن.

ويوضح أن تنفيذ الحكومة المعترف بها دوليًّا لكل المقترحات المتعلقة بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة دون أن تضغط وتشترط فتحهما بفك حصار تعز، شجّع على تحويل الحصار لخانة الإهمال وإخضاعه للحوار والتفاوض مع الحوثيين، وهو ما فتح لها بابًا للتنصل والتملص والمماطلة، ليستمر الحصار وتستمر معاناة ملايين المواطنين في هذه المدينة المنكوبة بالحرب والحصار.

أطراف مسؤولة

يشكل حصار تعز عائقًا للطلاب والنساء والأطفال وكبار السن الذين يتجرعون ويلات المعاناة منذ نحو سبع سنوات، بسبب اضطرارهم لقطع ست أو سبع ساعات للوصول إلى المدينة، التي لم تكن تتجاوز أكثر من 20 دقيقة قبل قطع الطريق الرئيسية في منطقة الحوبان (شرقي تعز).

ودعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الأمم المتحدة لممارسة ضغط أكبر على أنصار الله (الحوثيين)، للتعامل بجدية مع ملف حصار تعز باعتبارها أهم قضية إنسانية في اليمن.

الكاتب الصحفي علي عزي، يقول لـ"خيوط"، إن "جماعة الحوثي هي المتسببة بهذه الحرب، ولا يهمها الوضع الإنساني والمعيشي للناس، ومنه ما يتعلق بفتح معابر مدينة تعز"، بل ويعتبر الحصار -وفق حديثه- جزءًا من سياستهم لتشديد الحصار على مدينة تعز؛ لذا لا تفكر هذه الجماعة -بحسب عزي- بالجوانب الإنسانية للمواطنين، حتى وإن مات كل أبناء المدينة من الحصار.

ويرى الناشط الاجتماعي محمد الياسري أن تعز ورقة الضغط الوحيدة لدى الحكومة المعترف بها دوليًّا وحلفائها، لما يرتكبه الحوثيون من انتهاكات جسيمة وعقاب جماعي في حصار مدينة مكتظة بكتلة سكانية كبيرة.

ويشير في حديثه لـ"خيوط"، إلى أن من يعرقل فتح المعابر هي الحكومة المعترف بها دوليًّا وحزب الإصلاح الفاعل الأكبر في مدينة تعز؛ لأن انتهاء الحصار من وجهة نظر الياسري، يعني انتهاء الجبايات وتوقف الحرب والدعم، وبداية مرحلة جديدة يطالب بها الناس إجراء إصلاحات واسعة في مختلف المجالات.

•••
لمياء الشرعبي

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English