أحمال أثقلت كاهل "يوسف"

قُتِل وهو يركض وراء لقمة العيش
خيوط
August 20, 2022

أحمال أثقلت كاهل "يوسف"

قُتِل وهو يركض وراء لقمة العيش
خيوط
August 20, 2022

هذه القصة من قرية الجحادمة، مديرية ساقين، محافظة صعدة، تخص الشاب يوسف عبدالله حسن غبيس (22 سنة)، وهي تحكي كيف أصبح العيش في اليمن في ظل الحرب، طريقًا إلى الهلاك.

تربَّى يوسف وترعرع في أسرة فقيرة، وتكاد تكون معدمة، حاول أهله إدخاله المدرسة، أملًا في أن ينتشلهم هو من الفقر عندما يتخرج منها، لكن والده كان مصابًا بمرض عضال منذ صغره، فيما أُصيب أخوه الأكبر (25 سنة) بالسرطان، وتُوفِّي منه في العام 2020.

هذه الأحمال أثقلت كاهل الصغير يوسف فترك الدراسة وهو في الصف التاسع، وبدأ رحلة البحث عن عمل من أجل مساعدة والده في النفقات. كانت والدته تخشى عليه أيضًا من أن يتم استقطابه للقتال، فدفعوه للعمل في الفلاحة بإحدى المزارع المجاورة، لكن الجفاف الذي ضرب المنطقة من ثلاثة أعوام، أعاده إلى وضع العطالة.

هنا؛ قرر يوسف الخروج من قريته الصغيرة التي يحتضنها جبلان، وكانت قبل الجفاف تحفها المناظر الزراعية الخلابة، وتوجه إلى مدينة صعدة للعمل في سوق القات، وهناك عمل مع أحدهم بأجرة يومية تقدر بـ2500 ريال (أكثر من 4 دولارات)، وكان يتصل لأسرته كل يوم جمعة ويرسل لهم بمصاريف المعيشة، فتقابله أمه بالترحاب وبصوتها الحزين المشحون بالشوق والحزن عليه.

وصل يوسف إلى سوق الرقو على الحدود، محملًا بكيس من القات، تقدّر قيمته بنحو 2000 ريال سعودي، عندها أصيب برصاصة قناص من قبل حرس الحدود، قُتل على إثرها.

وفي ليلة باردة من ليالي فبراير/ شباط 2022، اختلف يوسف مع صاحب العمل، ما أدّى إلى إنهاء خدمة الأول، ومنحه فرصة للسكن في دكان القات المتهالك لمدة أسبوع حتى يبحث له عن عمل. حاول يوسف في البداية أن يخفي على أمه الأمر كي لا يصدمها بخبر تركه للعمل، لكنها وبعد انقطاع اتصاله، بادرت هي إلى التواصل معه خوفًا من أن يكون قد تعرّض لمكروه.

طلبت الأم منه العودة إلى المنزل وتعهدت له بتدبير ما تتطلبه معيشتهم، لكنه رفض عرضها، حتى صادف أن وجد شخصًا من محافظة ريمة، يعمل مهرب قات على الحدود السعودية، فطلب منه العمل معه، وفي تاريخ 24 فبراير/ شباط 2022، وصل يوسف إلى سوق الرقو على الحدود محمّلًا بكيسٍ من القات، تقدّر قيمته بنحو 2000 ريال سعودي، عندها أصيب برصاصة قناص من قبل حرس الحدود، قُتل على إثرها.

أُحضِرت جثة الشاب إلى مسقط رأسه، ويقال إنّ والدته باتت تنام في سطح المنزل منتظرة عودته، وتنادي باسمه كل ليلة، لعدم اقتناعها بأنه مات بتلك السهولة.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English