نقص الوقود في مستشفيات تعز

مشكلة قد تؤدي بحياة المرضى
غدير بدر
September 14, 2022

نقص الوقود في مستشفيات تعز

مشكلة قد تؤدي بحياة المرضى
غدير بدر
September 14, 2022
Photo by: Mohammed Al-Kamali- © Khuyut

.تعتمد المستشفيات عمومًا، على الطاقة الكهربائية لتشغيلها واستمرار أداء مهامها الجسيمة. في تعز، لا يبدو الوضع كذلك، إذ تعاني المستشفيات هناك من نقصٍ حادٍّ في الوقود، مشكلةٌ قد تضع صحة وسلامة المرضى على المحكّ.

الدكتور فهمي الحناني، رئيس مركز الجهة الصناعية في هيئة مستشفى الثورة بتعز، يقول لـ"خيوط": "إنّ نقص الوقود أو نفاده في المستشفيات يعدّ مشكلة كبيرة جدًّا، كونه قد يتسبب بإغلاق الأقسام التي تعتمد كليًّا على الأجهزة، مثل أقسام المختبرات والأشعة بأنواعها المختلفة، وغرف العمليات، والعناية المركزة، وأقسام الحاضنات، ومراكز الفشل الكلوي، وثلاجات الموتى؛ هذه الأقسام انقطاعُ الكهرباء عنها يتسبب بكارثة محققة".

توفير الوقود

يتم توفير الوقود في المستشفيات اليمنية عبر منظمة الصحة العالمية أو أطباء بلا حدود أو فاعلي الخير. وفيما يبدو، دورُ الحكومة شبهُ غائب.

الحناني يضيف: "بالنسبة لنا في مستشفى الثورة بتعز، كنّا في السابق نوفّر الوقود من ميزانية الهيئة بالتناصف مع منظمة الصحة العالمية، حاليًّا نعتمد كليًّا على فاعلي الخير وفتات الميزانية المخصصة للمستشفى، بعد أن توقف نشاط منظمة الصحة العالمية التي كانت تزوّدنا بمادة الديزل منذ أكثر من ثمانية أشهر، وهو ما سبّب عجزًا كبيرًا في الهيئة وإرباكًا شديدًا، وعدم استقرار في عملنا، وتعريض حياة المرضى للخطر".

في السنوات الأخيرة، زاد عدد المرضى وازدحم المستشفى بهم، وبسبب نقص الوقود الذي يعاني منه مستشفى الثورة، قام بتقليص عدد الساعات، وهو ما يجب أن تنظر فيه الجهات المعنية والمنظمات الداعمة.

معاناة المرضى

وهيبة محمد، من منطقة قدس جنوب غربي محافظة تعز، مصابة بالفشل الكلوي، تنتقل إلى المدينة للغسيل، تصف لـ"خيوط" بعضًا من معاناتها قائلة: "أنا مصابة بالفشل الكلوي منذ سبع سنوات، أعاني للوصول للمستشفى مرتين في الأسبوع (الإثنين والخميس)، حيث يستمر الغسيل قرابة ثلاث ساعات ونصف، هذه الساعات لا تكفيني لسحب كلّ السموم من جسمي، إذ كنت أخضع لثلاث أو أربع جلسات غسيل سابقًا".

وتتابع وهبية: "في السنوات الأخيرة زاد عدد المرضى وازدحم المستشفى بهم، وبسبب نقص الوقود الذي يعاني منه مستشفى الثورة، قام بتقليص عدد الساعات، وهو ما يجب أن تنظر فيه الجهات المعنية والمنظمات الداعمة، رأفة بنا وبحالتنا". 

إشراق (26 سنة)، من جبل حبشي، تعاني هي الأخرى من فشل كلوي، تقول لـ"خيوط": "اضطررت أن أنقل سكني إلى هنا، بسبب جلسات الغسيل الكلوي خاصتي، ففي مرة من المرات تحملت عناء السفر في سبيل الحضور للمستشفى لأتفاجأ أنه لا يوجد ديزل، قيل لنا: "ارجعوا"، كانت هذه المرة من أسوأ المرات؛ لأن حالتي الصحية زادت سوءًا وانتشرت السموم بجسمي، وهكذا تستمر معاناتي لأنه لا المرات ولا الساعات المخصصة حاليًّا للغسيل تكفي لأتحسن".

من جانبها، تشتكي بدرية لـ"خيوط"، معاناة زوجها البالغ من العمر (70 سنة)، والمصاب بالفشل الكلوي منذ سبع سنوات: "يهدأ زوجي نسبيًّا بعد جلسات الغسيل، لكن لو توقف عن الغسيل لأي سبب، تتعرض حياته للخطر، بسبب تفاقم حالته، إذ يمسكه الوجع ويتقيأ دمًا، فيما يظل جسمه كله ملتهبًا حتى قدوم الجلسة التالية، وبالتالي فهو بحاجة لزيادة عدد ساعات الغسيل".

في هذا الصدد، يقول الدكتور عصام مهيوب، من قسم الفشل الكلوي بالمستشفى، لـ"خيوط": "يفترض أن يغسل المريض ثلاث مرات بالأسبوع، بواقع أربع ساعات في اليوم، لكن نحن لا نملك الإمكانيات ولا الوقود اللازم للقيام بهذا، خاصة مع تزايد أعداد المرضى، وتردّي الوضع الأمني الذي يدفع المرضى الساكنين في الأرياف لمغادرة المستشفى الساعة الثامنة مساء على الأقل".

وضع ينذر بكارثة

إذا لم يتم رفع ميزانية الصحة من أجل أن يستطيع المستشفى شراء مادة الديزل، فالوضع يسير إلى الهاوية، وإذا بقيت الميزانية على غرار سنة 2014 فهناك كارثة مؤكَّدة، حيث كان الدولار حينها بـ230 ريالًا، لكنه اليوم بـ1200 ريال، وهو ما يشكّل عجزًا كبيرًا في ميزانية المستشفى، وبالتالي فإنّ على الوزارة والحكومة عمومًا، تحمل كامل المسؤولية في رفد المستشفيات بالمشتقات النفطية حتى تتمكن من الاستمرار في العمل، ما لم فإن الموضوع كارثي ولا يحتمل أي تهاون أو تقصير. 

هذا، وتعتبر أزمة الوقود في المشافي الحكومية أزمة مزمنة، إذ سبق أن توقّفَتْ أقسامٌ عن العمل في تعز تحديدًا، بسبب انهيار الوضع، وكانت جميع المستشفيات الحكومية خلال النصف الأول من السنة الجارية قد أطلقت عشرات المناشدات لإمدادها بالوقود، دون جدوى حتى الآن! فهل تستجيب الدولة لهذه النداءات أم ستتغاضى كأن لا قيمة لأرواح الناس؟

•••
غدير بدر

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English