أطفال يتركون أحلامهم في عدن

للعمل والبحث عن لقمة العيش
رندا الفضلي
June 14, 2022

أطفال يتركون أحلامهم في عدن

للعمل والبحث عن لقمة العيش
رندا الفضلي
June 14, 2022

يجول الطفل أيمن (12 سنة)، من نازحي الحُديدة، في شوارع مدينة عدن، صباحَ كل يوم؛ لجمع القوارير البلاستيكية، ليقوم ببيعها وتحويل ما يجنيه لعائلته التي يعيلها كليًّا في الحُديدة، لكنه يتمنى، بحسب حديثه لـ"خيوط"، العودة إلى مدرسته وإكمال تعليمه، بعد أن تسببّت الحرب بحرمانه كغيره من الأطفال، من كل شيء.

في الوقت الذي يحتفي فيه العالم بأسره في اليوم العالمي لمحاربة تشغيل الأطفال في الثاني عشر من شهر يونيو/ حزيران من كل عام، إلا أنّ الأطفال في مناطق الصراع، مثل اليمن، باتوا خارج الخارطة الإنسانية، فالحرب وتبعاتها ما زالت مستمرة في البلاد وتلقي بتبعاتها القاسية على المجتمع بشكل عام، فالأطفال الذين يجولون في كل الشوارع والطرقات، يتركون تعليمهم وطفولتهم وأحلامهم، باحثين عن لقمة ومصدر رزق يعيلون بها أسرهم.

توضح الناشطة الحقوقية تهاني الصراري لـ"خيوط"، أنّ عمالة الأطفال تعاني منها مختلف دول العالم، ولكن الدول التي تشهد حروبًا وصراعات متواصلة لها النصيب الأكبر منها، هذا بالرغم من أن اليمن قد صادقت على اتفاقية حقوق الطفل عام 1991، أي قبل 31 عامًا .

تضيف الصراري أنّ قانون العمل اليمني قد نظّم كثيرًا من الأمور، منها ساعات العمل للأحداث، وحظر عملهم من دون موافقة أولياء الأمور، كما وضّح الغرامات في حالة الخرق وعدم الالتزام والكثير من الإجراءات التنظيمية في حالة العمل.

طفولة مباحة

مرحلة الطفولة، تعتبر مرحلة جوهرية في حياة الإنسان، فهي التي تكوّن شخصيته من خلال نشأته جسديًّا ونفسيًّا، لكن يختلف الأمر عندما لا تمر هذه الفترة من العمر بالمراحل الطبيعية.

عمالة الأطفال أصبحت، بسبب التدهور الاقتصادي والظروف والأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد، واقعًا معاشًا، فقد أُجبرت كثير من الأسر على الدفع بأبنائها للعمل من أجل مساعدتها على توفير الاحتياجات المعيشية.

تقول الأخصائية الاجتماعية مارينا محمد، لـ"خيوط"، إنّ بعض الأهالي يلجؤون إلى تشغيل أطفالهم وإقحامهم في سوق العمل بشكل مبكر، الأمر الذي يجعل طفولتهم عرضة للخطر، فالعديد من الآثار السلبية التي تنعكس على المجتمع والأطفال أنفسهم تبرز من هذا الخلل الأسري .

ترى مارينا أنّ آثار ذلك قد تتعدى حالة الاضطراب في السلوك، مخلِّفةً إعاقات نفسية لا حصر لها، إذ إنّ عمالة الأطفال -وفق حديثها- خاصة غير المؤهلين منهم، يكونون غالبًا من الطبقة المهمشة والتي تفتقر لبرامج التوعية، ومغيبة تمامًا عن الاهتمام من قبل المجتمع والسلطات العامة.

واقع معاش

تشير منظمة العمل الدولية إلى أنّ 1.4 مليون طفل يعملون في اليمن محرومون من أبسط الحقوق، وأنّ نحو 34.3% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و17عامًا يعملون باليمن، مع توسع الظاهرة خلال فترة الحرب بنسبة أكبر مما كانت عليه قبل الحرب.

في هذا السياق، يوضح المحامي والمتخصص في القضاء الإداري، نزار سرار، في تصريح لـ"خيوط"، أنّ عمالة الأطفال أصبحت بسبب التدهور الاقتصادي والظروف والأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد، واقعًا معاشًا، فقد أُجبرت كثير من الأسر على الدفع بأبنائها للعمل من أجل مساعدتها على توفير الاحتياجات المعيشية.

كما يرى أنّ عمالة الأطفال تخضع للكثير من المحددات بالنظر إلى نوعية الأعمال التي يعملون بها، وما إذا كان هذا الطفل يعمل عند رب عمل أو عند والده؛ فالقانون، وفق حديثه، قد وضع ضوابط تتعلق بكل هذه المتعلقات الخاصة بعمل الأطفال في مختلف هذه الحالات.

مؤكِّدا مدى الحاجة لإنشاء مشروع قانوني يراعَى فيه التغيرات وتبعات الحرب المستمرة، ومنها الاقتصادية على وجه الخصوص، التي تعتبر من ضمن ثغراته.

•••
رندا الفضلي

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English