"الوزف" غذاء الفقراء في اليمن

أصناف متعددة وأسعار مرتفعة
August 13, 2022

"الوزف" غذاء الفقراء في اليمن

أصناف متعددة وأسعار مرتفعة
August 13, 2022
الصورة ل: محمد الكمالي - © خيوط

"لا يحلو الأكل إلا بالوزف، لذا عندما أذهب إلى السوق أبحث عن أجود وأفضل أنواعه، لكن سعره أصبح مرتفعًا وبصورة خيالية"؛ بهذه الكلمات بدأ نبيل عبدربه حديثه لـ"خيوط"، أثناء تجوله في أحد الأسواق الشعبية في محافظة لحج (جنوب اليمن).

يعرف "الوزف" بأنه عبارة عن صغار الأسماك، لكنها مجفَّفة وتباع بالصاع (مكيال أو وحدة لقياس الحجم)، ولها طعمها المفضّل عند كثير من اليمنيين في مناطق عديدة من محافظتي لحج وتعز، وبعض مناطق المحافظات القريبة منهما، كإب.

ومع تدهور الأوضاع المعيشية في اليمن، بسبب الحرب والصراع الدائر في البلاد، وتقلص الخيارات الغذائية لليمنيين، بات "الوزف" يحظى بأهمية كبيرة، وصار خيارًا رئيسيًّا لكثير من المواطنين، في حين كان الوزف سابقًا يعرف بلحم أو وجبة الفقراء.

ويرى الباحث المتخصص بالاقتصاد الاجتماعي وأستاذ التنمية والسكان بجامعة عدن، ناظر كليب، في تصريح لـ"خيوط"، أنّ مادة الوزف ظلت طوال الفترات والمراحل الماضية، الوجبةَ الرئيسية للفقراء وذوي الدخل المحدود، لكن ارتفاعها خلال الآونة الأخيرة حرم الكثير من هذه الوجبة التي لازمتهم منذ عقود، خصوصًا بالأرياف التي لا تصل إليها اللحوم الطازجة كالأسماك والدجاج بصورة مستمرة في المناطق المحلية، مثل الصبيحة والقبيطة بمحافظة لحج والحجرية (جنوب محافظة تعز).

أسعار وأنواع

لم يتوقف الغلاء الذي تشهده اليمن خلال الفترة الماضية عند حدود أسعار المواد الغذائية الأساسية والاستهلاكية، بل طال بعض السلع والمواد الأخرى، مثل "الوزف" الذي ارتفعت أسعاره مؤخرًا بصورة كبيرة، كما يؤكد تجار بهارات وباعة وزف في الأسواق الشعبية.

بحسب باعة وزف في مدينة لحج، فإن "الوزف" يتم استخراجه من سواحل رأس العارة بمديرية المضاربة وخور العميرة والسقياء على الساحل الغربي لمحافظة لحج، وسواحل شقرة وأحور من محافظة أبين، وفي حال كان هناك انخفاض وتراجع في مستويات استخراجه، فيتم جلب واستيراد كميات منه من الصومال.

ويصل سعر الكيس الواحد عبوة 50 كيلوغرامًا إلى أكثر من 200 ألف ريال (نحو 200 دولار، بحسب سعر الصرف في مناطق الحكومة المعترف بها دوليًّا)، في حين يصل سعر الصاع عبوة 250 غرامًا إلى 2500 ريال يمني.

مطهر الناشري، بائع "وزف" في سوق شعبي بمدينة لحج (جنوب اليمن)، يؤكد لـ"خيوط"، أنّ الوزف سلعة رائجة في لحج وتعز، خصوصًا في المناطق الريفية الذين يُقبلون على شرائه لسعره المناسب ومذاقه الخاص كأهم عنصر من عناصر الغذاء للأسر الفقيرة.

يعدد الناشري، الأنواعَ المختلفة من الوزف بعكس ما يعتقده البعض من كونه صنفًا واحدًا فقط، إذ إنّ هناك "البيرمان" و"العَيْدَة"، وهناك صنف آخر يعرف بـ"السويداء الصغير"، وكذا "السويداء الكبير"، فأجود أنواع الوزف، بحسب حديث الناشري هو "البيرمان"؛ لأنه نظيف وخالٍ من الشوائب والحصى التي تعلق به عند تجفيفه بعد اصطياده من البحر مباشرة.

أهميته وأماكن استخراجه

بحسب باعة وزف في مدينة لحج فإنّ "الوزف"، يتم استخراجه من سواحل رأس العارة بمديرية المضاربة وخور العميرة والسقياء على الساحل الغربي لمحافظة لحج، وسواحل شقرة وأحور من محافظة أبين، وفي حال كان هناك انخفاض وتراجع في مستويات استخراجه، فيتم جلب واستيراد كميات منه من الصومال.

ويتمنى كثيرون مع تفاقم الأزمات المعيشية توفر مثل هذه المادة بأسعار مناسبة بحسب ما اعتادوا عليه، والتي أصبحت بمثابة وجبة رئيسية لبعض الأسر الفقيرة التي لا تستطيع شراء الأسماك واللحوم والدجاج وغيرها من المأكولات، وهو ما يجعل "الوزف" أحد الخيارات التي يتجهون لها ويحرصون على تواجدها في موائدهم.

ووفقًا لتقارير أممية فقد خلقت الحرب الدائرة في اليمن منذ العام 2015، أزمة إنسانية على مستوى العالم، فثُلثا سكان البلاد بحاجة لمساعدات طارئة، فيما بات أكثر من 4 ملايين نازح داخليًّا بلا مسكن أو غذاء .

في السياق ذات، قلص برنامج الغذاء العالمي WFP مساعداته الغذائية المقدمة إلى اليمن، خلال العام الجاري نتيجة قلة دعم المانحين لاستمرار أعماله الإغاثية والإنسانية.

•••

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English