الناقلة "ديا".. من المصنع إلى الغرق في عدن

معلومات تفصيلية عن السفينة المثيرة للجدل
صفية مهدي
August 3, 2021

الناقلة "ديا".. من المصنع إلى الغرق في عدن

معلومات تفصيلية عن السفينة المثيرة للجدل
صفية مهدي
August 3, 2021
Photo : AFP

منذ ما يقرب من أسبوعين، بقيت حادثة غرق سفينة متهالكة، تتبع رجل الأعمال اليمني أحمد العيسي، في ميناء عدن، محطَّ أنظار العديد من وسائل الإعلام، التي تحدثت عن تلوث وأضرار بيئية متعددة بسبب ما تعرضت له هذه الناقلة.

وعلى الرغم مما أثارته الحادثة، من تناولات وتصريحات رسمية صادرة عن الحكومة المعترف بها دوليًّا، إلا أن العديد من التفاصيل، بقيت غائبة؛ ما دفع "خيوط"، للبحث والتقصي بشأن السفينة "ديا" أو "ضياء"؛ فما هي قصتها؟

الغرق 17 يوليو

تعود أول وثيقة منشورة بشأن غرق السفينة، إلى الـ18 من يوليو/ تموز الماضي ، حين كشفت مذكرة موجهة من الهيئة العامة للشؤون البحرية، إلى مؤسسة موانئ خليج عدن، عن غرق الناقلة النفطية، في منطقة "رمي المخطاف"، في الميناء. وكشفت المذكرة أيضًا، عن تكرار حوادث السفن التابعة لشركة "عبر البحار" للملاحة والشحن والتفريغ، وهي الشركة المملوكة لرجل الأعمال العيسي.

وبناءً على المذكرة، أصدرت وزارة النقل (في عدن)، توجيهات "عاجلة"، تتضمن العمل بصورة مشتركة للنزول إلى موقع الناقلة لتقييم الأضرار البيئية واتخاذ ما يلزم، وإخراج السفينة، لتجنب ما قد تسببه من إيقاف وإعاقة حركة السفن، واستدعاء الوكيل الملاحي لشركة "عبر البحار" المالكة للسفينة ليتحمل مسؤولياته في معالجة المشكلة والأضرار الناتجة عن ذلك".

في رحلة التقصي بشأن الشركة المالكة للسفينة والأعلام التي رفعتها، أظهرت أشهر قاعدة بيانات مفتوحة للسفن (إيكواسيس)، أنها رفعت العلم البنمي منذ 1/3/2010، وعلم سيراليون منذ 1/12/2011، ولم تتوفر معلومات بشأن ما لحق من السنوات، بعد أن توقفت السفينة

بدورها، سارعت شركة "عبر البحار" إلى إصدار بيان، ينفي وجود أي تسريب نفطي، جراء ما قالت إنه "ميلان" للسفينة، (تجنبت وصفه بـ"الغرق")، معتبرة أن الحديث عن "تلوث" بيئي، غير صحيح، وقالت إن السفينة متوقفة منذ العام 2014.

قصة السفينة "ديا"

عند عودة "خيوط" لمواقع وأدوات تتبُّع السفن، للحصول على معلومات تفصيلية بشأن السفينة، كان من اللافت أنها لم تكن تظهر بسهولة في نتائج البحث، إذ لا تتوفر لديها أي صورة سابقة على الإنترنت، باستثناء تلك التي نشرت حديثًا أثناء غرق السفينة.

ومع ذلك، فإن معلومات أي سفينة، تظل متاحة، وإن نسبيًّا، حيث أظهرت مختلف المراجع، أنها ناقلة مشتقات نفطية، تم بناؤها في العام 1975، وتحمل رقم (IMO: 7415400)، تبلغ طاقتها الاستيعابية 4999 طنًّا من الوزن الساكن، فيما الحمولة الإجمالية تصل إلى 2903، ويصل طولها إلى 103.5م، وعرضها 15.02م.

وتظهر معلومات السفينة في أغلب أدوات تتبُّع السفن، أن آخر نشاط للسفينة كان في العام 2011، باستثناء بيانات vessel tracker، التي تشير إلى أن آخر نشاط مرصود للسفينة كان في مايو 2014.

تدهور حالة السفينة

بتتبع الصور الجوية من جوجل إرث، للسفينة، بدأت ملامح تآكل السفينة منذ أكثر من عام.

https://lh4.googleusercontent.com/ccpNGXTPI1Ou4Elrhjple5gKOtUrKY0cFolyc9GTZHPIgrBJScfxwMZl6Ar5Tc7ER2ou2wQUOa3EisELJYXaMAD3IZTKO7xbkp8SmVo5ggeET-Q5TGR2nqNa0mR7OfBOshwOU3k5
الصورة في أغسطس 2020 (جوجل إرث).

وفي أبريل 2021، كانت السفينة قد وصلت مرحلة متقدمة من التآكل، كما تظهرها هذه الصورة بالأقمار الصناعية من جوجل.

https://lh5.googleusercontent.com/zXc1vxGa7eiOVL4sEv-hBwz50C6V9xMosKAaLAE_Ze7EAxwBDaS89FxwdRpICqx6TmKrZz_G3bMaOrUzdGoZJ8un8vTVm0kxYrbkIOqSzTQtM59NT7QJMCahOQnSjrZ3ygrDRS46

الأسماء والملكية

في رحلة التقصي بشأن الشركة المالكة للسفينة والأعلام التي رفعتها، أظهرت أشهر قاعدة بيانات مفتوحة للسفن إيكواسيس أنها رفعت العلم البنمي منذ 1/3/2010، وعلم سيراليون منذ 1/12/2011، ولم تتوفر معلومات بشأن ما لحق من السنوات، بعد أن توقفت السفينة.

وتتبع السفينة، لشركة "عبر البحار للشحن والتفريغ" (OSSCO)، ويشار أيضًا إلى اسم الشركة "ASASHIPPING CO FZCO"، والأخيرة مسجلة في قواعد بيانات شركات السفن ببريد إلكتروني يحمل اسم مالك الشركة شخصيًّا. وكما تعددت الأعلام المرفوعة، تعددت الأسماء للسفينة، بحسب ما تظهره بيانات marinetraffic.

 https://www.marinetraffic.com/en/ais/details/ships/shipid:12336/mmsi:-7415400/imo:7415400/vessel:DIA_1

وتناقلت ملكية السفينة خلال الـ46 عامًا، بين 6 شركات، على النحو الآتي:

وأكدت بعض أدوات تتبُّع السفن، غرقها مؤخرًا، ونشرت الفيديو المتداول من غرق السفينة:

https://www.youtube.com/watch?v=rkekLj2UYnY

بصرف النظر عن تأكيدات وقوع "تلوث بيئي" من عدمه، تشير المعلومات إلى أن الحادثة، ناتجة عن خلل في نوعية ومواصفات السفن التي تستخدمها الشركة، خصوصًا أن الحادثة تأتي بعد أن غرقت شامبيون1، في المكلا 2013.


إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English