"الصليب والهلال"

القصة الدرامية للمواجهات المبكرة بين المسلمين والمسيحيين
خيوط
March 24, 2024

"الصليب والهلال"

القصة الدرامية للمواجهات المبكرة بين المسلمين والمسيحيين
خيوط
March 24, 2024
.

عن دار مواعيد بصنعاء، صدرت الترجمة الكاملة لكتاب ريتشارد فليتشر (الصليب والهلال؛ القصة الدرامية للمواجهات المبكرة بين المسلمين والمسيحيين)، أنجزها الدكتور فؤاد خالد عبدالرحمن. اشتمل الكتاب ضمن مداخله على قائمة بالخرائط، التي تبيّن حال البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط في الأعوام (730م، 1000م، 1140م، 1400م)، وهي المساحة الجغرافية التي شهدت الحروب الدينية بين الشرق والغرب. 

مقدمة الكاتب القصيرة تحيط بالدوافع التي قادته إلى خوض التجربة في الموضوع الشائك بأدوات مختلفة عما اشتغل بها المستشرقون للحالة ذاتها.

الفصل الأول في الكتاب، عنوانه (أبناء إسماعيل)، وينطلق فيه من مآلات التمايز الديني بين كون الإسلام دينًا ذا كتاب مقدس واحد، بينما المسيحية تتعدد كتبها المقدسة، الأمر الذي كان له آثاره العميقة في تاريخ العالم، منذ تلك الحروب الدامية.

 الفصل الثاني، بعنوان (فيل لشارلمان)، يتتبع فيه المؤلف حال التبدل في بنية الحكم في المشرق الإسلامي باستيلاء العباسيين على السلطة ونقل العاصمة إلى بغداد التي خُططت لتكون مدينة إسلامية خالصة، عوضًا عن مدينة دمشق ذات الإرث الديني المتعدد، وبدا أنّ الأمويين كانوا حماة لإرث لم يستطيعوا أن يعتنقوه بحب. ومع وجود العاصمة الجديدة، بدأ الذوبان الثقافي في جسم الدولة المشرقية.

الفصل الثالث المعنون بـ(عبور الحدود)، يتأسس على الفترة التي استعادت فيه الإمبراطورية البيزنطية مقاطعات من أرمينيا وجنوب شرق الأناضول وشمال سوريا، في سياق ما سُمّي بالحملات المظفرة لـ"إعادة الفتوحات البيزنطية في القرن التاسع"، التي مهّدت لكل الحروب اللاحقة.

الفصل الرابع المعنون بـ(التجارة والتعايش والعلوم)، ينطلق فيه من حادثتين: الأولى لسيدة يهودية تعمل في التجارة، طلبت من مزودها بالبضائع من مصر منتَجًا يُنسب لمدينة إسبانية، والثانية لتاجر إسكندراني مات في مدينة ألميريا الإسبانية أثناء رحلة عمل، وهذان الحدثان يقدّمان مثالين صغيرين عن وحدة التجارة لمنطقة البحر المتوسط في تلك الفترة، خارج سياق الحروب والكراهية.

الفصل الخامس بعنوان (غربلة القرآن). لم يكن سقوط عكا في 1291م، آخر المعاقل الصليبية الساحلية، مؤشرًا على نهاية الحملات الصليبية؛ بل إنّ الدافع لاستعادة الأماكن المقدسة لدى الالم الإسلامي ظلّ أقوى من ذي قبل.

يلي هذه الفصول الخاتمة، والتسلسل الزمني للأحداث، والمراجع، بالإضافة إلى الهوامش.

جاء في مقدمة المترجم:

"كانت العلاقات المسيحية الإسلامية في العصور الوسطى، من أهم المواضيع التي تناولها الأكاديميون والمهتمون بالعصور الوسطى، ومن بينهم ريتشارد ألكسندر فليتشر. وقد تميّزت هذه العلاقات بالتعقيد والتنوع تبعًا للفترة الزمنية والمناطق التي حدثت فيها؛ فقد كانت هناك فترات من الصراع والعِداء، كالتي حدثت أثناء الحملات الصليبية، وفترات من التعايش السلمي والتعاون، خصوصًا في المناطق التي عاش فيها المسلمون والمسيحيون قرونًا عديدة كالأندلس (إسبانيا). أضف إلى ذلك حالات التبادل الثقافي والمعرفي في شتى مجالات العلوم، كالفلسفة والطب والكيمياء وعلم الفلك، من خلال حركة الترجمة النشطة في العصر العباسي الأول وفي الأندلس. تندرج تحت هذا العنوان العريض، نقاطٌ عديدة من بينها تميّز التعايش بين المسلمين والمسيحيين في إسبانيا في العصور الوسطى إبان الحكم الإسلامي (711م – 1492م)، رغم فترات الصراع التي تخللته. وقد كان للحكم الإسلامي في الأندلس أثره العميق والجلي في الثقافة واللغة والمعمار الإسباني. تجلّى ذلك أيضًا، في حالات عديدة ومتنوعة من التبادل الثقافي والتعايش الديني، بين المسلمين والمسيحيين خلال هذه الفترة، رغم ما تخلل هذا من أعمال عنف واضطهاد، إبان وبعد ما يسميه المؤرخون الغربيون مراحل إعادة الفتح، وهي المراحل التي استطاعت من خلالها الممالك المسيحية تدريجيًّا استعادة السيطرة على شبه الجزيرة الإيبيرية من المسلمين. وقد ظهرت العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في العصور الوسطى في شتى المجالات، كالسياسة والاقتصاد والثقافة والعلوم والتجارة والدين والفن والموسيقى، وغير ذلك من المجالات. وقد ركّز المهتمون بهذه المرحلة جهودهم حول تعقيدات هذه العلاقات، وما كان يطرأ عليها من مدّ وجزر، حيث إنها تميزت بكونها خليطًا من الصراع والتعاون والتعايش".

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English