الفيروس يعود إلى اليمن

تزايد الإصابة بكورونا في تعز بعد توقف خمسة أشهر
رأفت الوافي
March 6, 2021

الفيروس يعود إلى اليمن

تزايد الإصابة بكورونا في تعز بعد توقف خمسة أشهر
رأفت الوافي
March 6, 2021

يعود فيروس كورونا الذي أرعب العالم مجددًا إلى اليمن، حيث ينتشر في أكثر من محافظة في البلاد مثل حضرموت وعدن وتحديدًا محافظة تعز التي تشهد عودة حالات الإصابة بالفيروس، بعد مرور خمسة أشهر منذ تسجيل آخر إصابة بالمحافظة اليمنية، الواقعة جنوب غربي البلاد.

يأتي ذلك وسط تحذيرات الجهات المعنية في المحافظة ووزارة الصحة والسكان التابعة للحكومة المعترف بها دوليًّا من انتشار موجة جديدة من فيروس كورونا، بعد تزايد عدد حالات الإصابة في عدّة محافظات يمنية.

الوزارة وجهت بحسب بيان صادر عنها اطلعت عليه "خيوط"، المستشفيات والقطاعات الصحية في مناطق سيطرتها برفع الجاهزية لمواجهة الموجة الثانية من الفيروس.

وفي أحدث إحصائية لحالات الإصابة بفيروس كورونا في اليمن، أعلنت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة فيروس كورونا التابعة للحكومة المعترف بها دوليًّا عن تسجيل 21 حالة إصابة جديدة يوم الأربعاء الماضي 3 مارس/ آذار، تفاصيلها 12 حالة في حضرموت، منها 3 وفيات و6 في عدن و3 بمحافظة تعز، ليصبح بذلك إجمالي الحالات المؤكدة (2363)، منها (643) وفاة، و(1435) حالة تعافٍ.

وفي صنعاء تفيد مصادر طبية عديدة، أن هناك عودة صامته لحالات الإصابة بفيروس كورونا، لكن السلطات الصحية التابعة لحكومة صنعاء تلتزم سياسة عدم الإفصاح عن حالات الإصابة بالفيروس كما كان الأمر في الموجة الأولى منتصف العام الماضي.

ومنذ تسجيل آخر إصابة لفيروس كورونا (كوفيد-19) بمدينة تعز أواخر أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، تشهد المحافظة موجة جديدة من الانتشار، بعد الإعلان عن تسجيل 16 إصابة مؤكدة في المدينة المحاصرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

في هذا السياق، يقول مدير مكتب الصحة والسكان، بمحافظة تعز راجح المليكي لـ"خيوط"، إنه: "تم تسجيل 16 حالة إصابة حتى الخميس الماضي 4 مارس/ آذار، بالإضافة إلى وفاة حالة واحدة مطلع الأسبوع الماضي 27 فبراير/ شباط، بعد أن خضعت لـ16 يومًا في العزل الصحي بمستشفى الجمهوري العام بتعز.

يوضح المليكي أن المحافظة تشهد موجة جديدة لانتشار الفيروس بعد أكثر من خمسة أشهر على تسجيل آخر إصابة. وتم تجهيز 60 سريرًا وعشر وحدات عناية مركزة بالإضافة إلى 14 جهاز تنفس صناعي بمستشفى الجمهوري، يضيف المليكي.

يقول مدير المختبر المركزي بتعز: "تواجهنا كثير من الصعوبات في المختبر المركزي، أهمها احتياجنا لأجهزة PCR أخرى، كون المركز لديه جهاز واحد فقط ويفتقر للصيانة

ويتابع: "لدينا خطط لمواجهة تفشي الفيروس ونحن على تواصل مع الحكومة والمنظمات من أجل دعم الجانب الصحي، الإمكانيات التي لدينا لا تكفي في حال زادت عدد الحالات؛ لأن المحافظة كبيرة وممتلئة بالسكان وتحتاج إلى دعم طارئ .

مخاوف السكان

سجلت المحافظة أول ظهور للفيروس في أبريل/ نيسان من العام المنصرم 2020، على إثر إعلان اللجنة العليا لمواجهة وباء كورونا، تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بتعز لمواطن من أبناء المحافظة أثناء عودته من إحدى المحافظات جنوب اليمن، لتتزايد بعدها عدد حالات المصابين في ظل شحة الإمكانيات، وتفاقم وضع القطاع الصحي، ونقص كبير بالكادر الطبي جراء الحرب الدائرة في البلاد، منُذ ست سنوات.

في الحادي والعشرين من فبراير/ شباط الماضي، أعلن مكتب الصحة بمحافظة تعز، عن تسجيل حالات إصابات جديد بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، الأمر الذي وجّه فرق الاستجابة السريعة بمتابعة جميع الحالات المصابة والمخالطين لهذه الحالات، ووضعهم تحت المراقبة وإعطائهم كافة الإرشادات الصحية، وأخذ عينات منهم لفحصها والتأكد منها .

المواطن معتصم علي، يعبر في حديثه لـ"خيوط"، عن مخاوفه لعودة الفيروس، قائلًا: "مخاوفي كمخاوف كل اليمنيين ، اليمن لا تمتلك قطاع صحي مؤهل لاستيعاب حالات كثيرة في حال تفشي الفيروس في موجته الثانية".

يطالب هذا المواطن السلطات الصحية في اليمن بعقد شراكة مع منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة في بلدان عالمية، حتى تقدم لها الدعم الكامل؛ لأن هناك دولًا عديدة تمتلك تجارب مكافحة فاعلة اكتسبتها خلال تعاملها مع الفيروس بموجته الأولى، وبالتالي سيقدمون الدعم اللازم. أما في الوقت الحالي فإن الوضع الصحي في مدينة تعز مترهل جدًّا، يقول معتصم.

ويفتقر القطاع الصحي بالمدينة للكثير من الإمكانيات، أهمها المحاليل المخبرية والأجهزة الطبية، وأدوات الوقاية الشخصية كالكمامات والقفازات للكادر الطبي، لكي تتمكن من مواجهة جائحة كورونا.

إمكانيات منعدمة 

رغم شحة الإمكانيات التي تعاني منها مستشفيات تعز، وما يواجه المختبر المركزي من صعوبات، حيث إنه يحتوي على جهاز فحص PCR وحيد في المدينة، يحتاج إلى صيانة؛ لأنه مهدد بالتوقف.

يقول مدير المختبر المركزي بتعز، أحمد منصور في حديثه لـ"خيوط": "تواجهنا كثير من الصعوبات في المختبر المركزي، أهمها احتياجنا لأجهزة PCR أخرى، كون المركز لديه جهاز واحد فقط ويفتقر للصيانة".

ويحتاج المختبر المركزي إلى تزويده بالمحاليل للكشف عن الفيروس، كون الكمية المتبقية لا تكفي لأكثر من 1500 مصاب، كما أن جهاز PCR يحتاج إلى ماكنة تعقيم لمنع نقل العدوى إلى العاملين، بحسب منصور.

وأشار منصور إلى أنه، في ظلال الإهمال ونقص المحاليل، تم فحص 800 عينة خلال شهر فبراير، تم التأكد من 16 حالة مؤكدة، بالإضافة إلى 15 حالة تخضع لرقابة وحالة واحدة في العناية المركزة.

وسجلت المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليًّا مئات الحالات من الإصابة بفيروس كورونا منذ انتشار الجائحة منتصف العام الماضي.


إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English