سرطان القولون.. الخطر الصامت

قد تتداخل أعراضه مع أمراض أخرى
نجوى حسن
July 30, 2022

سرطان القولون.. الخطر الصامت

قد تتداخل أعراضه مع أمراض أخرى
نجوى حسن
July 30, 2022

يصاب البعض بأعراض مرَضية تدل على خطورتها، رغم ذلك يتم تجاهلها، نتيجة ضعف الوعي، ما يؤدي بحياتهم إلى الهلاك.

جمال إبراهيم (37 سنة)، من محافظة تعز، أصيب بسرطان القولون منذ ما يقارب السنة والنصف، يتحدث لـ"خيوط" عن بدايات مرضه قائلًا: "كنت أشعر بألم شديد أسفل بطني، لم أكن أعلم ما السبب، وبعد إجراء التحاليل والإشاعات المطلوبة عشرات المرات، اكتشفت أني مصاب بسرطان القولون".

شعر إبراهيم بوجود كتلة أسفل بطنه، ذهب على إثر ذلك إلى الأطباء مرات عديدة وأجرى التحاليل، لكن النتائج في البداية كانت تقول إنه مصاب بالتهابات القولون. "كان الأطباء يطمئنوني، أنّ ما يحدث لي هي مجرد التهابات في القولون، لذلك كنت آخذ أدوية ومسكنات، لكن دون جدوى"، يقول جمال لـ"خيوط". ساءت حالة جمال الصحية، وظهرت أعراض جديدة يصاحبها ألم شديد، لم تُجدِ معها الأدوية والعلاجات شيئًا.

أعراض ومسببات 

"كنت أشعر بألم شديد في الأمعاء والبطن، ولاحظت وجود دم في البراز، يصاحبه إمساك وأحيانًا إسهال شديد"، يقول جمال واصفًا بعض الأعراض التي كان يشعر بها.

في السياق، تقول ميمونة، إحدى مرضى سرطان القولون في مركز الأمل بمحافظة تعز، لـ"خيوط": "أصبت بإسهال شديد مع خروج للدم أثناء التبرز، وشعرت بألم في أسفل البطن والظهر، بعد وقت علمت أني مصابة بسرطان القولون منذ ما يقارب سبعة أشهر". كانت ميمونة تلاحظ تلك الأعراض منذ فترة طويلة جدًّا، لكنها لم تُوْلِ الأمر أهمية إلا بعد أن تفاقمت الأمور لتكتشف أنها مصابة بسرطان القولون.

يبدو الأمر لدى بعض النساء فيه بعض الالتباس، نتيجة ضعف الوعي، إذ يخيل لهن أنّ ما يبدو عليهن من أعراض هي اضطرابات في الدورة الشهرية؛ إذ تصاب النساء بنزيف نتيجة ضغط الورم على المثانة البولية والرحم، الذي يؤدّي بدوره إلى نزيف حاد، إلا أنّ الكثير من المصابات لا ينتبهن لذلك

من جهته، يؤكد مستشار الأورام السرطانية بمركز الأمل بتعز، الدكتور أمين مزاحم، لـ"خيوط"، أنّ "الأعراض واضحة جدًّا لمن لهم وعي بها، ومن أبرز تلك الأعراض اختلاف شكل الإخراج البرازي من الإمساك إلى الإسهال الشديد مصحوب بنزيف دموي مع البراز، ما يعني وجود خلل في الأمعاء تستدعي المتابعة الطبية لتحديد المرض بالضبط".

ويبدي المزاحم أسفه لضعف الوعي لدى المرضى، في مقابل تغافل بعض الأطباء عن تلك الأعراض التي تنبئ بوجود ورم سرطاني في القولون.

ويبدو الأمر لدى بعض النساء فيه بعض الالتباس، نتيجة ضعف الوعي، إذ يخيل لهن أنّ ما يبدو عليهن من أعراض هي اضطرابات في الدورة الشهرية؛ إذ تصاب النساء بنزيف نتيجة ضغط الورم على المثانة البولية والرحم، الذي يؤدي بدوره لنزيف حاد، إلا أنّ الكثير من المصابات لا ينتبهن لذلك، ويخلطن بين أعراض الدورة الشهرية، وبين أعراض سرطان القولون، غير أنّ الأدهى هو أن يمرّ هذا الأمر على أطباء المسالك البولية وطبيبات النساء والتوليد.

تجدر الإشارة أن نسبة مرضى سرطان القولون في اليمن تبلغ 5% من معدل الإصابات السرطانية، بينهم 214 من الذكور، ونحو 215 من الإناث، بحسب الدكتور المزاحم مستشار الأورام السرطانية بمركز الأمل بتعز. وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، يقدر عدد المصابين بسرطان القولون والمستقيم في العالم بنحو (1.93) مليون حالة.

لا توجد أسباب واضحة للإصابة بهذا المرض بشكل عام، لكن هناك عوامل مباشرة قد تؤدي إلى الإصابة به، يقول المزاحم إنّ السموم المنتشرة في الفواكه والخضروات، والقات أبرزها، إضافة إلى عوامل وراثية، إلى جانب طبيعة العمل لدى بعض العاملين في المصانع، ومستخدمي الطلاء، الذين يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بسبب تأكسد الدم مع المواد السامّة، وأخيرًا بسبب اختلال التوازن الغذائي الذي يعدّ عاملًا مهمًّا في حدوثه.

التشخيص ومراحل العلاج

يختلف التشخيص من مريض لآخر بحسب الأعراض، وبحسب كفاءة أطباء التشخيص. إبراهيم، مصاب بسرطان القولون، يشكو لـ"خيوط" معاناته بسبب عدم اكتشاف مرضه في مراحله الأولى، رغم ذهابه للعديد من الأطباء، قائلًا: "بعد مرور الوقت، أظهر جهاز المنظار أنّ عندي ورمًا، تم أخذ عينة منه للفحص، ليتضح أنه سرطان خبيث". 

إلى ذلك تختلف مراحل العلاج من شخص لآخر بحسب حجم وعمر الورم السرطاني لدى المريض، إذ قد لا يحتاج إلى جلسات كيماوية في المرحلة الأولى، فيما تصل نسبة شفاء المريض 90%، أما في المراحل الثانية أو الثالثة أو الرابعة، فإنّ التدخل يتطلب إجراء عملية جراحية لاستئصال الورم جنبًا إلى جنب مع الجرعات الكيماوية.

خضع إبراهيم لعميلة استئصال للورم السرطاني، حيث شملت العملية توصيل جزء من القولون بجدار البطن الأمامي، مخلفة فتحة في بطنه، "قرر الأطباء لي 24 جلسة كيماوية؛ أول 10جلسات كيماوي، وخمس جلسات إشعاعي، بعدها أكملت بقية الجلسات"، يقول إبراهيم.

ويختم الدكتور أمين المزاحم حديثه لـ"خيوط"، بالقول: "بعض مرضى سرطان القولون يحتاج إلى أدوية مساعدة إذا لم يتقبل المريض الجرعات الكيماوية، ومن تلك الأدوية: العلاجُ الموجه الذي يعتبر علاجًا باهظ الثمن، إضافة إلى العلاج المناعي وتصل قيمته إلى مليون ريال يمني، وهي علاجات مساعدة للتخلص من سرطان القولون".

* تحرير خيوط

•••
نجوى حسن

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English