الطفولة…

الضحية الرئيسية لهذه الحرب
عبدالرحمن بجاش
February 1, 2022

الطفولة…

الضحية الرئيسية لهذه الحرب
عبدالرحمن بجاش
February 1, 2022

قال صاحبي يصف حال طفله: "يقوم فجأة، منتصف الليل، يصيح: الطيارة، وفي ليلة أخرى توقظه مفرقعات الأعراس، فتراه يصيح: الصاروخ، ولا يعود للنوم إلا بعد جهد وتعب من قبل أمه. وفي المدن الأخرى يفزع الأطفال من القذائف والخوف المرتسم على وجوه الكبار.

أطفال فقدوا آباءهم، أطفال بدون غذاء، أطفال لم يعودوا يذهبون إلى المدارس، وإذا ذهبوا فبدون دفاتر ولا أقلام ولا غذاء يسد الرمق، وفي المدارس معلمون بدون مرتبات؛ ما يعني دروسًا لا علاقة لها بالعلم، ولا هي ناتج عملية تعليمية حقيقية.

أطفال يحملون أسلحة أكبر من قاماتهم! أطفال لم يعودوا يدرون كم عدد الوجبات في اليوم! أطفال لم يعودوا يحلمون باللعبة والحديقة والملابس الجميلة.

الطفولة لأنها تعني المستقبل، فهي الضائعة الآن. أطفال كانوا يحلمون بأن يكونوا أطباء ومهندسين، توقف حلمهم عند لقمة تسد رمقهم، ويومٍ آمن بدون صاروخ ولا قذيفة ولا صوت طائرة، يتمنون أن يناموا الليل بأكمله، ويصحون على فطور يغذي أجسادهم وعقولهم.

تمر في الشوارع، انظر إلى أشكال الأطفال، وإلى عيونهم، وراقب الحيرة التي ليس لها جواب.

أطفال ينضمّون يوميًّا إلى طابور القات الطويل تعبيرًا عن الضياع، وإن راقبت الأمر ستجد في أيدي الكثيرين أجهزة تليفونات لا يستفاد منها سوى العبث!

تقول اليونيسيف إن ما يربو على أكثر من 10000 طفل قُتِلوا منذ آذار/ مارس 2015؛ أي ما يعادل أربعة أطفال يوميًّا. ربما يكون الرقم الحقيقي أكبر. في شهر أكتوبر الماضي 2021، قُتل وشوه أحد عشر طفلًا في مأرب، ناهيك عن المناطق الأخرى، وقالت المديرة التنفيذية لليونيسيف "هنرييتا فور"، إن الأطفال هم من يدفعون الثمن الباهظ كلما تصاعد العنف؛ "تتسبب أعمال العنف المروعة في تمزيق العائلات، ألا يمكن ولا يجب أن يظل الأطفال ضحايا لهذا النزاع".

وقدرت المنظمة عدد الأطفال المشردين داخليًّا بنحو 1,7 مليون طفل، أكثر من مليون طفل خارج المدرسة.

ويعاني نحو 2,3 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، حوالي 8 ,5 مليون طفل لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والنظافة، وفقًا لليونيسف.

على صعيد آخر، دعت اليونيسف إلى تحقيق السلام في اليمن لحماية الأطفال من التجنيد، بين 2015 و2019، تم التحقق من تعرض ما يزيد عن 7522 طفلًا إما للقتل أو الإصابة، وتجنيد ما يزيد عن 3309 من الفتيان في القوات والجماعات المسلحة، غير أنه من المرجح أن تكون الأرقام أعلى بكثير، ولا يزال الأطفال معرضين بشدة لخطر الموت أو الإصابة بسبب الذخائر التي لم تنفجر والألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب؛ قبل أيام ذهب ثلاثة أطفال ضحية لغم في الخوخة على ساحل البحر الأحمر.

والصورة قاتمة أكثر مما تقول اليونيسف، ويكون السؤال:

أي مستقبل ينتظر الأطفال؟ وهل باستطاعتهم استعادة أحلامهم في غد أفضل؟


•••
عبدالرحمن بجاش

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English