حياة 10 آلاف مصاب بالسرطان مهددة في تعز

مركز علاج الأورام يواجه صعوبة في الاستمرارية
رأفت الوافي
May 14, 2022

حياة 10 آلاف مصاب بالسرطان مهددة في تعز

مركز علاج الأورام يواجه صعوبة في الاستمرارية
رأفت الوافي
May 14, 2022
Photo by: Khali Al-Qadi - © Khuyut

يعد مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في محافظة تعز (جنوب غرب اليمن)، ثاني أكبر المراكز الصحية المتخصصة بعلاج السرطان في اليمن بعد المركز العلاجي بالمستشفى الجمهوري في العاصمة صنعاء، حيث يستقبل نحو 100 حالة يوميًّا، قادمة من مختلف مديريات تعز والمحافظات المجاورة.

يقدم المركز خدماته الصحية للمرضى والمستفيدين من مختلف الفئات منذُ افتتاحه بصورة رسمية في 25 مايو/ أيار 2012، كمشروع تابع للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في مدينة تعز، والتي تأسست سنة 2007، بهدف تقديم الخدمات لمرضى (اللوكيميا) نظرًا لتزايد أعدادهم.

ويبلغ عدد المرضى الذين يتلقون الرعاية الصحية في مركز الأمل لعلاج الأورام في الوقت الحالي نحو 4000 مريض، كما تشير الإحصائيات التي اطلعت عليها "خيوط"، إلى أن المركز سجل 1000 إصابة جديدة خلال العام 2021.

خلال الفترة الأخيرة يعاني المركز بشكل كبير وتراجع مستويات الدعم في ظل تدهور اقتصادي وتهاوي سعر صرف العملة المحلية؛ مما تسبب بعجز المركز عن الاستمرارية، وتأكيده على صعوبة وضعيته والتي قد تؤدي إلى توقفه عن العمل، وهو ما يهدد حياة 10 آلاف مريض "باللوكيميا"، وفق مصادر طبية في المركز تحدثت لـ"خيوط".

مخاوف التوقف

يواجه الكثير من مرضى السرطان في تعز، ممن يتلقون العلاج في هذا المرفق الصحي، مخاوفَ كبيرة في حال إعلان التوقف نتيجة الأزمة المالية التي يعاني منها، بعد أن كان يقدم خدماته المجانية لهم والتي لا تقتصر على الدواء فقط، بل على الراعية الكاملة.

أحمد علي الزوقري (45 سنة)، أحد مرضى السرطان، يعبّر عن مخاوفه في حال توقف المركز عن تقديم خدماته الصحية، إذ يقول لـ"خيوط": "منذُ أن أصبت بهذا المرض، وأنا أتلقى العلاج في هذا المستشفى، لم يتم التقصير معي في أي خدمة، لكني الآن خائف من إغلاقه، حينها لا أدري إلى أين أذهب ولا أملك المال لشراء العلاج".

يستقبل مركز الأمل لعلاج الأورام في محافظة تعز نحو 100 حالة مرضية بشكل يومي، يأتون من عدة محافظات؛ أهمها: إب، ولحج، والضالع؛ حيث بلغ عدد الحالات المقيدة في سجلات المركز منذُ افتتاحه في مايو/ أيار 2012 حتى 2022، قرابة 10 آلاف حالة إصابة

الزوقري ليس الوحيد من قد يتأثر في حال إغلاق المركز، بل إن تبعات الإغلاق قد تطال الكثير من المرضى الذين فتك بهم السرطان، ولا يستطيعون مواجهته ودفع تكاليف دوائه الباهظ، حيث يبلغ سعر الجرعة الواحدة حوالي مليون ريال يمني، ما يعادل 1000 دولار أمريكي.

يتابع الزوقري: "يتكفل المركز بدفع مصاريف تنقلي أثناء سفري إلى قريتي في شرعب الرونة، بالإضافة إلى تقديم سلة غذائية لأسرتي التي لم أعد أستطيع إعالتها منذُ أن أصبت بالسرطان".

هذا ويتوافد عشرات المرضى المصابين باللوكيميا من خمس محافظات مجاورة إلى مركز الأمل لعلاج الأورام في تعز لتلقي الرعاية الصحية، مما يدق ناقوس الخطر أمام كارثة كبيرة تواجههم في حال توقف المركز.

تحديات واحتياجات

يواجه مركز علاج الأورام في تعز تحديات كبيرة؛ أهمها عدم قدرته على شراء بعض أصناف الأدوية، نتيجة ارتفاع الأسعار، وتهاوي العملة المحلية، وانخفاض سعر صرف الريال أمام الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية.

يقول مدير عام المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في تعز، مختار أحمد سعيد، في تصريح لـ"خيوط"، إن المركز بحاجة للاهتمام والدعم والمساندة من قبل جميع الجهات والسلطات المركزية والمنظمات الدولية، إذ تدعو وضعيته الراهنة إلى التدخل السريع لتأمين احتياجات مرضى السرطان، وتوفير الاحتياجات اللازمة، سواء التشغيلية أو الدوائية التي تمثل أعلى نسبة احتياج في المركز ليستمر في العمل وتقديم خدماته للمرضى.

يؤكد سعيد أن التحديات التي يواجهها المركز تشكل تهديدًا أكبر من خطر الحرب ذاتها في ظل ارتفاع تكاليف شراء الأدوية، ومتابعة الخطط العلاجية والكيماوية، وعجز في توفير الأصناف، وهذا يعتبر مؤشرًا خطيرًا، ومأساة إنسانية سيدفع ثمنها المريض.

يحتاج المريض والمصاب بالسرطان الذي يعيش في سباق مع الزمن أثناء فترة العلاج، للمتابعة المستمرة حتى لا تسوء حالته الصحية، وتحدث انتكاسة بسبب تأخر العلاج والبروتوكولات العلاجية، وبعض الأجهزة الخاصة بعلاج الأورام.

يشدد سعيد على حاجة المركز الضرورية للأجهزة التشخيصية، مثل: CT SCAN , mammography و BCR على وجه الخصوص، كما يحتاج لأجهزة أخرى لتقليل معاناة المرضى.

الجدير بالذكر، أن مركز الأمل لعلاج الأورام في محافظة تعز يستقبل نحو 100 حالة مرضية بشكل يومي، يأتون من عدة محافظات؛ أهمها: إب، ولحج، والضالع؛ حيث بلغ عدد الحالات المقيدة في سجلات المركز منذُ افتتاحه في مايو/ أيار 2012 حتى 2022، قرابة 10 آلاف حالة إصابة"- يقول سعيد. في حين تحتل النساء النسبة الأكبر في عدد الإصابات بالسرطان بنسبة تبلغ 36%، إذ يأتي سرطان الثدي في المرتبة الأولى، يليه "لوكيميا الدم" لدى الأطفال بنسبة 12%.

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English