ثورة 26سبتمبر والعمائم التي صارت كوافي

(شهادة الراحل حسين محمد السفاري) (*)
محمد عبدالوهاب الشيباني
September 26, 2022

ثورة 26سبتمبر والعمائم التي صارت كوافي

(شهادة الراحل حسين محمد السفاري) (*)
محمد عبدالوهاب الشيباني
September 26, 2022

في إحدى عصاري تموز من العام 1962، طُلب مني الحضور إلى مقر الاتحاد اليمني في حافة القاضي للتشاور بموضوع ما، وعند وصولي وجدت عبده محمد الحروي، وعبدالرحمن محمد سعيد، والشيخ قاسم بجاش الذين وصلوا في الغالب من تعز، ومعهم إخبارية مهمة من عبدالغني، مطهر تقول إن الثورة يتم التحضير لها بشكل جادّ، وعلى أعضاء الاتحاد اليمني في عدن والقاهرة الاستعداد لدعمها ماديًّا وبالفدائيين إن تطلب الأمر.

بعد شهرين من لقائنا ذاك، سمع العالم كله خبر الثورة السبتمبرية العظيمة، وقيام الجمهورية العربية اليمنية على أنقاض المملكة المتوكلية المتهالكة، أما الوعود الكبيرة التي قدّمها خطاب الثورة في التغيير والمساواة والديمقراطية والرفاه الاقتصادي والاجتماعي، فقد كانت الملهمة لألوف الشبان من العمّال في المقاهي، والدكاكين، والشركات، والأساطية (عمّال البناء)، والطلاب، للالتحاق بركب الثورة وندائها الإنسانيّ والأخلاقي.

وهذا النداء عشته بكل جوارحي، ولم يمنعني عن تلبيته لشهرين كاملين سوى ارتباطي بأعمال والدي التجارية، غير أني في أواخر نوفمبر اتخذت القرار الأصوب والأصعب، وهو تركي لسيارة خاصة بالمجموعة جوار مطعم التركي في القطيع، وإرسال مفاتيحها لنعمان مع شخص تشيكي كان برفقتي حين كنا نجول لتفقد تسويق منتجات الشركة التي يمثلها، والتي كنا نستورد منها أمواس الحلاقة ومواد كهربائية مختلفة.

ذهبت بعدها مباشرة إلى بيت التاجر علي حسن الوجيه، الذي كانت تربطه بوالدي علاقة ممتازة، حيث كان منها يتم تجهيز فدائيِّي الثورة والراغبين في الالتحاق بالتشكيلات العسكرية الوليدة مثل الحرس الوطني. وجدت في البيت وقتها عشرات الراغبين في السفر إلى تعز وصنعاء، ومنهم حسن السحولي الذي ترافقت معه وآخرين بسيارة لاند روفر حديثة عن طريق الراهدة بعد سنوات طويلة. وبعد أن صار سفيرًا، ذكّرني بالتعب الشديد الذي ألمّ به في رحلة الصعود إلى تعز، وكنت مستشاره الطبي طيلة الطريق، حيث أُسعِف إلى المستشفى فور وصولنا.

في الطريق، كنّا نشاهد الكثير من "البوابير" العتيقة والشاحنات المتوسطة وهي محملة بعشرات المتطوعين المتقدين بالحماس وهم في طريقهم إلى تعز للانضمام للحرس الوطني. تركوا أعمالهم وأشغالهم ومدارسهم في عدن ليلتحقوا بركب الثورة، وكان منظرًا جليلًا يؤثّر في كل من يراه، أما هتافهم المجلجل (ثورة ثورة يا سلال.. وحدة وحدة يا سلال)، فقد كان يأخذنا إلى مدى أبعد من الحماس. 

وصلت، بعد رحلة شاقة ولذيذة أيضًا، إلى دار الضيافة، وكان موقع الدار -بما أصبح يسمى اليوم بالمجمع الحكومي- بالقرب من البريد، وهو الآن مقر الإدارات المالية للمحافظة، حيث كان يعج بعشرات الوجوه من القادة والسياسيين، ومنهم اللواء محمد قائد سيف القباطي (البليط) عضو مجلس قيادة الثورة الذي ما أن رآني حتى رحّب بي بحرارة، ثم سألني عمّا جاء بي إلى تعز، فقلت له إن بخاطري الحصول على منحة لدراسة الطيران المدني. فقال لي: "إنّ هذا الأمر صعب الآن، ولكن يمكن للقيادة الاستفادة منك في بعض الأعمال، نظرًا لخبرتك ولغتك الإنجليزية". كان ما لفت انتباهي أنّ كثيرًا من ساكني دار الضيافة قد بدؤُوا بتغيير عماتهم التقليدية (العمائم) بالكوافي، في تعبير صريح عن ولوجهم إلى مرحلة جديدة.

كانت تعز تكتسب وقتها حيوية واضحة، ليس لأنّ المدينة أخذت بالتوسع، ولظهور مبانٍ جديدة ومحلات تجارية عصرية على خط الإسفلت الوحيد بين المدينة القديمة ومنطقة العُرضي، ولم تعُد بتلك الصورة حينما كنت فيها قبل سنوات أربع هاربًا من والدي، وإنما لتلك الروح الوثابة في الناس وانحيازهم الواضح للثورة والجمهورية، واستعدادهم الكبير في التضحية من أجلها.

بعد يومين، أخذني محمد قائد سيف البليط إلى القيادة التي كانت بالقرب من مقام العرضي. أما أول عمل تسلمته فيها فهو مكتب الاتصال والتنسيق، وكانت مهمة هذا المكتب إرسال واستقبال الشفرات، التي ترِد أو ترسل للقيادة، ومنها تلك التي كانت ترسل لقيادة المؤتمر العمالي بعدن أو تستقبل منه بشأن تجهيز وإرسال المتطوعين والفدائيين إلى تعز. وبالمقابل، كنّا نجهز العديد من المتطوعين لإرسال الرسائل والشفرات إلى عدن بطريقة التهريب عن طريق ماوية والحشا، حتى لا يتم الإيقاع بهم في النقاط والمواقع الإنجليزية على خط الراهدة بعدن. بعدها بفترة وجيزة وصل إلى تعز صديقي القديم محمد علي الأكوع، الذي عاد منذ فترة قصيرة من القاهرة، للمشاركة في الدفاع عن الجمهورية، وتم توزيعه إلى تعز ليكون نائبًا لقائدها أحمد الآنسي، لمعرفته بالمدينة التي هرب منها بعد فشل انقلاب 1955 إلى عدن.

في هذا المكتب، أسّسنا أول شعبة للتواصل وكان يشرف عليها بشكل مباشر محمد علي الأكوع وعلي بن علي القهالي، وذات مرة سلموني (خيشة) بها خمسُ مئة ريال ماريا تريزا لتسيير عمل الشعبة، لكني لم أصرف منها ريالًا واحدًا، وسلمتها كاملة لمن جاء بعدي وهو أحمد الظفاري، وفي هذه الشعبة فتحنا أول الملفات لمن دارت حولهم شبهة فساد من لجان حصر وثائق وموجودات قصور صالة والعرضي، بمن فيهم قيادات كبيرة تولت لاحقًا مواقع حسّاسة في الحكومات المتعاقبة في الجمهورية العربية اليمنية؛ حتى إنّ أحد ضباط الاستخبارات المعروفين لاحقًا وهو أحمد عبدالرحيم، كان يقول مازحًا: "إنّ حسين السفاري هو المؤسس الأول للأمن الوطني في الجمهورية"، والمسألة عندي وقتَها كانت مرتبطة بالاندفاع والحماس والوطنية. 

 وعلى ذكر لجان حصر ممتلكات القصور، فقد كنت ضمن لجنة خامسة، أُنيط بها حصر الوثائق والموجودات في الديوان الملكي في العرضي المقام، حيث كان للإمام أحمد في أيامه الأخيرة فيه جناح خاص، يحتوي على سرير صمم بمواصفات معينة، ومقعد خاص يستخدمه بمعاونة الخدم كحمام سفري.

وكنّا، أثناء التفتيش والبحث، نجد تحت الوسائد الخاصة به رسائل وجوابات وقصائد مديح، وفي الرفوف بعض التحف البدائية، وقناني عطور مستخدمة وأغلفة هدايا (صناديق صغيرة تشبه ما تحفظ به المجوهرات)؛ أما في الحقائب الجلدية الكبيرة إلى جوار السرير فقد وجدنا فيها شيلان وفوط وأقمشة إنجليزية راقية كانت تصله كهدايا في الغالب من مأموري الجمارك في النقاط الحدودية في الراهدة والمفاليس ومعبق والمضاربة، ومن التجار، والمغتربين، والمهاجرين اليمنيين في عدن وما وراء البحار وأفريقيا. ووجدنا أيضًا علب شكولاتة تقليدية من ماركة "ماكنتوش كواليتي ستريت" بعلبها ذات الصفيحة الملونة، وقناني متعددة من الكولونيا الفرنسية العتيقة "ريف دور" التي كنا نستخدم ما يشبهها في مقر القيادة لدعك أجسامنا بمحتواها حينما يعز علينا الحصول على الماء للاغتسال. أيضًا وجدنا صورًا لبعضٍ من نساء القصر، وهي في الغالب من الجوازات التي سافرن بها كمرافقات للإمام في رحلته العلاجية الطويلة إلى روما التي تجاوزت خمسة أشهر في عام 1959. 

كانت -ولم تزل- وزارة الخارجية تعمل بكل طاقتها من تعز (عاصمة الإمام) وكانت بالقرب من العرضي، جوار ميدان الشهداء الآن. وكان كل ليلة يرسل علي رجاء وأخوه أحمد التقاريرَ المهمة التي تصلهم من الخارج، ومواقف الدول من الثورة اليمنية، وكان بها أيضًا شخص يدعى محمد الحيمي يعمل على اللاسلكي ليلَ نهار، فكانت كل التقارير التي تصل إلينا أو يعاد إرسالها إلى صنعاء، هو الذي يتولى التعامل معها.

(11) حكايات ومواقف من تعز والحُديدة في أشهر الثورة الأولى 

 لم أزل أحتفظ بالكثير من الحكايات والمواقف والأحداث عن تلك الفترة القصيرة التي قضيتها في مقر القيادة بتعز، ومنها أنّ نائب الإمام في البيضاء وأحد أركان نظامه ولقبه الشامي جاؤوا به مخفورًا إلى العرضي، فاستحدثنا له زنزانة خاصة أسفل مقر القيادة، فكان الأكوع يقضي ساعات طويلة في النقاش معه ومجادلته، حول مستقبل اليمن بعد الجمهورية، وكيف أنّ الإمامة لعبت دور المعيق التاريخي لأي محاولة نهوض في البلد، بل وعززت بقاء اليمن في عزلته الطويلة، وتخلفه القاهر.

قامت القيادة وبقرار من صنعاء بتجميع الشريفات (اللقب الذي كان يطلق على النساء الهاشميات من زوجات وأمهات وأخوات قيادات السلطة الإمامية) في قصر صالة تمهيدًا لنقلهن إلى صنعاء، فتم اختيار أحد الضباط ولقبه السراجي لمرافقتهن بطائرة داكوتا إلى صنعاء، حيث أوصلهن إلى دار الخير، حيث تم تجميع نساء أسرة حميد الدين وقريباتهن، كورقة ضغط على أقربائهن الفارين الذين بدؤُوا ترتيبَ صفوفهم لمحاربة الجمهورية. 

قررت القيادة منحي رتبة رائد شرفية بمرتب عشرة ريالات، وأعطوني مسدسًا إسبانيًّا لم أحتفظ به، وأخذه مني أحد الأصدقاء. وبعد منحي الرتبة قمت بتفصيل بدلة عسكرية عند خياط بالقرب من المدرسة الأحمدية (شارع 26 سبتمبر) وبالقرب من أستديو أحمد عمر العبسي، إلا أنني لم أستلمها منه، فقد غادرت تعز إلى صنعاء قبل أن ينتهي من خياطتها، فشعرت بتأنيب ضمير، لأن الرجل أراد أن يعمل لي بدلة مميزة تتناسب وهيئتي الجسمانية الضخمة، كما كان يقول.

كنت أحيانًا أقوم بأخذ مصفحة حربية مع سائقها وأمرّ على أحياء المدينة ليلًا لتفقد الحراسات، وأبدأ المهمة من حارات الجحملية والعرضى القريبة من مقر القيادة، ثم حارة المستشفى هبوطًا إلى الباب الكبير، فباب موسى، وصولًا إلى قبة المعصور، والعودة إلى القيادة من جديد عن طريق العقبة والنقطة الرابعة وسوق الصميل.

في فترة بقائي في تعز، كنت أتخذ من القيادة مكانًا للسكن والإعاشة، وأتذكر أنّ أحد طهاة المقام السابقين كان يحضر لنا الطعام (فول ورز وبامية وخضار وأحيانًا لحوم)، وأننا كنّا نتناول الطعام في الغالب ونحن واقفون. وكانت عملية تواصلي بوالدي قد انقطعت تمامًا برغبة من الطرفين، لأنّ وجودي الحسَّاس في القيادة تطلب منه قطع التواصل بي حتى لا تتعرض أعماله التجارية لمخاطر من أي نوع في عدن.

وصل محمود عبدالله عشيش من عدن ومعه مجموعة الفنيين وأسندت إليهم أدوارًا لوجستية في القيادة في مسائل التنسيق والتواصل مع الاتحاد العمالي بعدن، الذي بدوره نسق، في إحدى المرات، مع جمعية خاصة بالمرأة العدنية التي أرسلت باصًا مملوءًا بناشطات نسويات جئن إلى تعز في سياق الدعم المعنوي للثورة، وقد أُنزلن في دار الضيافة في المدينة في الأيام التي بقين فيها في المدينة. وكانت على رأس هذه المجموعة النسوية المناضلة الراحلة رضية إحسان الله، وشاركن في العديد من المناشط والفعاليات في تعز.

كان المركز الحربي القريب من القيادة والمجاور للعرضي مركزَ تدريبٍ متقدمًا للمتطوعين، وكان يستقطب إليه عشرات الشخصيات القادمة إلى تعز من عدن ومن المهاجر الأخرى. كما أنّ الكثير من الطلاب الدارسين في جامعات القاهرة وموسكو وبيروت عادوا للمساهمة الفاعلة في أنشطة المركز الذي تحول إلى نقطة استقطاب بين التيارات القومية واليسارية. 

وصل إلى القيادة فجر أحد الأيام المناضل عبد الوارث الإبِّي ومعه حقيبة دبلوماسية بها مجموعة من الخرائط والوثائق التي استطاع الحصول عليها، بعملية فدائية دقيقة، من مقر قائد القوات الجوية البريطانية في منطقة العروسة، وأراد منا الحصول على مجموعة من المسدسات الكاتمة، التي يمكن للفدائيين استخدامها في عملياتهم في عدن مقابل محتويات الحقيبة، فرفعنا الطلب إلى القيادة في صنعاء بواسطة الشفرة، لكنهم لم يردوا على الطلب لأيام، فعرفنا لاحقًا أنها رفضت ذلك الطلب لتقديرات تتصل بالوضع السياسي وقتها. 

قام عبدالرحمن البيضاني، نائب رئيس المجلس الجمهوري وقتَها، بزيارة لمدينة تعز، ومناطق أخرى مثل التربة والمخا، فأراد بعض المتحمسين له عمل احتفال جماهيري بتلك المناسبة في الميدان، وإخراج مسيرة بلافتات ترحيبية به، وأرادوا من القيادة تحمل تكاليف المهرجان، فوقفت على الضد من هذا الطلب، فبدأت تطالني حملة شعواء من بعض من حُسِبوا على البيضاني من حركة القوميين العرب، قبل أن يكتشفوا لاحقًا مشروعه المريب.

بعد هذه الواقعة مباشرة، وصلت برقية من الرئيس عبدالله السلال، يطلب من محمد علي الأكوع ومني سرعةَ الوصول إلى صنعاء للأهمية، فانتظرنا وصول الطائرة الداكوتا العتيقة فتحركنا إلى المطار، ولم تستطع الطائرة الارتفاع كثيرًا لتجاوز الجبال فاضطر قائدها الهبوط في مطار الحُديدة، وبعد هبوطها في الممرّ الترابي انغرز واحد من إطاراتها في الرمال، فاضطرت حامية المطار لإحضار حبال متينة، وطلبت من أفرادها وبمساعدة شاحنة كبيرة جر الطائرة إلى منطقة صلبة لتستطيع معاودة الإقلاع منها.

كان قائد الحديدة وقتها محمد الرعيني، وكان معه مجموعة من الجنود المستجدين الذين يهيئونهم بالتدريب السريع للالتحاق بالحرس الوطني، وفي ذات الوقت الذي كنا فيه بمدينة الحديدة، صادف وصول مجموعة من الفدائيين والمتطوعين اليمنيين من جيبوتي، وقيل إنّ بينهم مندسين جنّدهم الموساد، وكانت الشكوك تحوم حول شخصٍ قريب لأحد المتزوجين من إحدى الأميرات، فأمرنا بالتفتيش بعد البلاغ الذي وصل إلى القيادة في تعز من متعاونين أمنيين ينشطون في إطار الاتحاد العمالي، وأرسلت إلينا الشفرة من تعز.

بقينا في الحُديدة لأيام قليلة فأسكنونا في دار الضيافة المعروف ببيت البوني (القصر الجمهوري الآن في شارع النخيل)، وكان محاطًا بمجموعة كبيرة من مساكن القش (العشاش) التي عُملت لتتلاءم مع طبيعة المناخ الحار، وغير ذلك كانت تشير وبشكل صريح لحالة الفقر الشديد للسكان، وكان أكثر ما يلحظ في المدينة، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة فيها، انتشار البعوض والناموس، وانعدام الخدمات بها. 

بعد أن تعذّر من جديد صعودنا إلى صنعاء بالطائرة، تم توفير سيارة عسكرية مكشوفة حملتنا مع بعض الضباط عن طريق الإسفلت الذي نفذه الصينيون من الحديدة إلى صنعاء، وكان الطريق مزدحمًا بعربات وآليات عسكرية تتبع القوات المصرية، التي وصلت إلى ميناء الحُديدة للمشاركة في الدفاع عن الثورة والجمهورية، وأثناء وصولنا إلى منطقة مناخه على حدود صنعاء وجدنا مصفحة مصرية، فأوقفنا قائدها ليسأل: "هي صنعاء فين؟"، قبل أن نسمع انهمار الرصاص من الجبال القريبة والمحيطة بالطريق العام.

 (*) من كتابه "حياة تُملِّحُها الحكايات 2021".

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English