محمد أحمد الرعدي

المناضل الجمهوري النزيه
خيوط
June 10, 2022

محمد أحمد الرعدي

المناضل الجمهوري النزيه
خيوط
June 10, 2022

(11/ 9/ 1933م - 8/ 6/ 2022م)

وُلد محمد الرعدي في مدينة صنعاء بحارة النَّهرين، وفيها نشأ وتعلم، فدرس الابتدائية في مدرسة الإصلاح، ثم انتقل إلى المدرسة الثانوية، وكان من أبرز أستاذته: أحمد البراق، وأحمد حسين المروني، وعبد الله كباس، وحسين الغيثي، وزيد عنان.

بعد أن أنهى تعليمه الثانوي سافر إلى لبنان ضمن البعثة التعليمية المعروفة ببعثة الأربعين عام 1947، وهي البعثة التي قال عنها كيفن روز في مؤلفه عنها -ترجمة الدكتور عبدالوهاب المقالح- إنّ الذي اقترحها للسيف عبدالله ابن الإمام يحيى هو الدكتور عدنان ترسيسي، وأنه يجب أن ينظر إلى هذه البعثة كثمرة من ثمار التنافس الذي كان بين السيف عبدالله وأخيه ولي العهد أحمد.

في لبنان، تم إعادة النظر في المستوى العلمي لأعضاء البعثة، وأعيد توزيعهم على الفصول كلًّا بحسب مستواه، وهناك تمكّن الرعدي من إكمال تعليمه الإعدادي.

غادر الرعدي مع زملائه أعضاء البعثة، لبنانَ إلى القاهرة عام 1949، وهناك درس الثانوية العامة في حلوان، وأنهى تعليمه الثانوي عام 1952.

مارس الرعدي النشاط السياسي بانضمامه مبكرًا إلى الحركة اليمنية التي كان يقودها النعمان والزبيري، وبعد أن عاد الأخير من باكستان عام 1952 كان الزبيري على علاقة بخال الرعدي محيي الدين العنسي؛ مما أسهم في توطيد العلاقة بين الرعدي والزبيري.

كان الرعدي بحسب -كيفن روز- أحد أنشط ثلاثة من الطلاب، مع كلٍّ من محسن العيني، ويحيى جغمان، وكان مع زميله محسن العيني قد نَقَلا قبل انقلاب الثلايا بفترة قصيرة عام 1955، رسالةً شفوية من الزبيري إلى الثلايا، تتضمن عدم تأييد الزبيري للقيام بالانقلاب، وتفضيله العمل على الدفع بالبدر لمواجهة أعمامه، وتأييده للسير على هذه الخطى.

كان وجود الرعدي مع العيني في اليمن بغرض قضاء إجازة الصيف في اليمن، وتم استدعاؤهما لمقابلة الإمام الذي أمر بسفرهما مرافقين لابنه الأمير البدر في زيارته للقاهرة؛ لحضور احتفالات الثورة المصرية، وبحسب محسن العيني، فقد فوجِئ الزبيري بسرعة عودتهما، وفطن أنّ الإمام قد ارتاب من وصولهما ونشاطهما في التواصل والاتصال بالآخرين؛ فاكتفى بترحيلهما تحت مظلة مرافقة ابنه. 

وبحسب السيرة الذاتية للفقيد الرعدي، فالبدر هو الذي أضافهما إلى الوفد برئاسته لاستمالتهما إلى صفه والطلاب المنظمين إلى صفوف الأحرار في القاهرة.   

انتقل الرعدي إلى فرنسا للدراسة الجامعية، والتحق هناك بإحدى كليات الحقوق غير أنه لم يكمل دراسته الجامعية؛ لأن الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين قطع المعونة المالية بسبب رسالة كتبها الرعدي مع بعض رفاقه للأستاذين أحمد محمد نعمان ومحمد محمود الزبيري (الاتحاد اليمني) الذين كانا يمثلان رأس المعارضة للحكم الإمامي، ثم عاد إلى القاهرة عام 1964، والتحق بجامعة القاهرة، وحصل على شهادة البكالوريوس في الإدارة.

عمل الفقيد الرعدي مدرِّسًا في الكويت عام 1958، وبعد قيام الثورة الجمهورية التي قضت على الحكم الإمامي عام 1962 عين مديرًا عامًّا لوزارة الخارجية، ثم مستشارًا في السفارة اليمنية في بيروت، ثم رئيسًا للجنة الاقتصادية العليا في الحكومة التي رأسها حمود الجايفي، ثم عين أمينًا عامًّا لمجلس الوزراء عام 1965م في الحكومة التي شكّلها الأستاذ أحمد محمد نعمان، ثم رئيسًا لمصلحة الضرائب، ثم عاد إلى عمله في وزارة الخارجية وكيلًا للشؤون السياسية، ثم وزيرًا مفوضًا في السفارة اليمنية في باريس، ونائبًا للمندوب الدائم لدى منظمة اليونسكو، ثم أمينًا عامًّا مساعدًا للإنشاء والتعمير، ثم عضوًا في مجلس الشعب التأسيسي عام 1982، وعضوًا في اللجنة الاقتصادية في المجلس لعدة سنوات، ثم نائبًا لرئيس مركز الدراسات والبحوث، ثم مستشارًا لرئيس الوزراء، وبعد تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990 أعيد تعيينه مستشارًا لرئيس الوزراء، ثم سفيرًا لليمن في السودان عام 1994. 

مؤلفاته:

  • القات: السلوى، والبلوى. تضمن التعريف بشجرة القات وأضرار تعاطيها الصحية والاقتصادية والاجتماعية، صدر عن مؤسسة العفيف الثقافية عام 1992.
  • ترجم كتاب "من كوبنهاجن إلى صنعاء".

شارك الفقيد الرعدي في تأسيس جمعية الهلال الأحمر اليمني، واختير أول رئيس لهذه الجمعية، وانتُخب أول رئيس لجمعية الصداقة اليمنية الفرنسية، واختير عضوًا في مجلس أمناء مؤسسة العفيف الثقافية.

عرف الرعدي بالعفة والنزاهة والحرص على المال العام، كما شُهِر بالإخلاص والتفاني في عمله، وحقق شهرة سياسية كبيرة خلال عمله في السفارة اليمنية في باريس عندما أشرف على سير قضية المبلغ الذي أودعه الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين في بنك الهند الصينية بجيبوتي، وقدره (1,333,500) جنيه إسترليني، وقد ادّعى ورثة الإمام أحمد أن هذا المبلغ وديعة خاصة، وطالبت اليمن عبر الرعدي باستعادة هذا المبلغ باعتباره وديعة عامة؛ فصدر الحكم لصالح الحكومة اليمنية. بعدها نال درجة سفير بوزارة الخارجية بموجب القرار الصادر من مجلس القيادة برقم 57 لسنة 1976.

المصادر:

  • مواقف لأعلام من اليمن د. عوض محمد يعيش.
  • الحكومات اليمنية خلال أربعين عامًا، ضياء الصلوي، وكالة سبأ للأنباء، ط2.
•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English