"جامع الجند" بتعز

من أقدم المساجد الجامعة في العالم الإسلامي
خيوط
April 6, 2024

"جامع الجند" بتعز

من أقدم المساجد الجامعة في العالم الإسلامي
خيوط
April 6, 2024

التسمية:

جامع معاذ بن جبل.

الموقع:

منطقة الجند، بالقرب من مدينة تعز (شرقًا).

الآمِر بالتشييد وزمنه:

أمر بتشييده الصحابي معاذ بن جبل، قبل السنة العاشرة للهجرة.

الطراز: 

ينتمي طراز الجامع إلى النمط التقليدي في العمارة الإسلامية الباكرة. 

الوصف:

يقع الجامع في منطقة الجند، بالقرب من مدينة تعز (شرقًا)، بناه معاذ بن جبل قبل السنة العاشرة للهجرة. تغيّرت ملامحه الأولى القديمة، وطُمست معالمه الأصلية، ولكن موقعه هو نفس الموقع الذي شُيَّد فيه أول مرة، وهو من أقدم المساجد الجامعة في العالم الإسلامي.

والجامع الحالي مستطيل الشكل، طوله من الخارج (65.5م)، وعرضه (43م)، يحيطه سور تتوجه (144) شرفة مسننة. وأما تخطيطه العام، فيتكون من صحن مكشوف مساحته (35.5م × 25.5م)، وضع فيه عمود مربع، ارتفاعه حوالي (2م)، يستخدم كمزولة لتحديد أوقات الصلاة، وتحيط به أربعة أروقة، أعمقها رواق القِبلة الذي يتألف من أربعة أساكيب، ويزين جدار القبلة فيه محرابان وضع بينهما منبر خشبي، يعد تحفة فنية غنية بالزخارف المحفورة والمخرمة والمجمعة، وهو من المنابر الباقية التي ترجع إلى زمن طغتكين بن أيوب، في الربع الأخير من القرن الـ(6هـ/ 12م)، وتكمن أهميته في أنه يعد حلقة الوصل بين طراز المنابر المبكرة ومنابر اليمن في المدة اللاحقة؛ أي الرسولية والطاهرية. وفرشت أرضية صحن المسجد بالقضاض؛ أي الأحجار الصغيرة الممزوجة بالنورة الحارّة، ومن ميزات القضاض أنه لا يتعرض للتشقق أو الشروخ.

وتحيط بصحن المسجد ثلاث مجنبات، وكل مجنبة من رواقين، وفيها ثلاثون عمودًا مستطيلًا، ضخمة البنيان، تتكئ عليها عقود ضخمة الشكل، ومن سنوات أدرجت دعائم للأعمدة القديمة. ومساحة الصحن أكبر من بيت الصلاة بضعفين، ويقع في مؤخرة المسجد، مصلَّى للنساء يسع لقرابة خمس مئة مصلية، وأيضًا أماكن الوضوء حديثة البناء، أما مواقع الوضوء القديمة، التي هي عبارة عن برك ومغاطس، وهي على هيئة قباب صغار، والتي بُنيَت في عهد الخليفة العثماني السلطان عبدالحميد الثاني، فتقع خارج المسجد، وبالتحديد في الجهة الشرقية.

كان للمسجد مئذنتان، الأولى في الناحية الشرقية، والأخرى في الجهة الجنوبية الغربية؛ فالمئذنة الأولى قد تصدّعت وتهدّمت في عهد دولة آل مهدي الرعيني الحميري (٥٥٤-٥٦٩هـ). وبحسب رواية ابن الديبع في "الفضل المزيد على بغية المستفيد"، فإن جامع الجند قد تعرض للدمار والتخريب على يد ابن مهدي في سنة (٥٨٨هـ)، وفي هذا يقول ابن الديبع: "وعاد -ابن مهدي إلى الجند وأخربها، وأخرب جامعها يوم الإثنين الرابع عشر من شوال سنة ثمانٍ وخمسين وخمس مئة، ولم يبقَ من هذه المئذنة إلا قاعدتها أو الجزء الأسفل منها، البالغ ارتفاعها مترًا ونصف المتر". وأما المئذنة الأخرى الواقعة في الناحية الجنوبية الغربية فشيدت في ظل الدولة الرسولية (٦٢٨هـ - ٨٥٨هـ)، وعدد درجات المئذنة ١٤٥ درجة، ومواد بنائها من الأحجار والآجر، وقد تم ترميمها وطلاؤها منذ فترة ليست بطويلة، إلا أننا لا نستطيع الجزم بأن هندسة المئذنة وتصميمها يرجع إلى عهد الدولة الرسولية؛ إذ يبدو أنّها بنيت في عهد متأخر، فالمئذنة شبيهة بقلم رصاص مسنون، وهو نفس الطراز العثماني أو التركي في بناء المآذن، وهي تتكون من جزء سفلي أسطواني، يعلوه شكلٌ مثمّن فوقه شكل مسدس، يتوج المئذنة من أعلى قبة.

وفي الجهة اليمنى من قِبلة بيت الصلاة، يتربع محراب الجامع المهيب، الذي بناه معاذ بن جبل، والمحراب ذو تجويف يسير عمقه ٣٠سم، وارتفاعه متران، وهذا هو كل ما تبقّى من مآثر وآثار جامع الجند القديم، ومواد بناء المحراب من الأحجار السوداء الملساء في حجم كف إنسان، ومن عهد حديث طليت بالنورة البيضاء.

وفي الرواق الأوسط من بيت الصلاة، محراب بناه عبدالله بن أبي الفتوح في ذي القعدة سنة ٦١٨هـ. وقام الأمير حسين بن سلامة (المتوفَّى بين ٤٠٣ و٤٠٤هـ)، بتوسيع مقدمة المسجد، وزاد في توسعة المسجد السلطانُ سيف الإسلام طغتكين بن أيوب (المتوفَّى سنة ٥٩٣هـ). ثم زاد في توسيع جوانب المسجد، الرواقين الأيمن والأيسر من بيت الصلاة، نور الدين بن عمر بن علي بن رسول الملقب بالملك المنصور، مؤسس الدولة الرسولية (٦٢٨هـ - ٨٥٨هـ)، ثم أضاف في توسعة المسجد الملك الظافر عامر بن عبدالوهاب (المتوفَّى سنة ۹۳۳هـ). وكلما أشرفت دولة على اليمن أضافت إليه أشياء، وهكذا اختفت ملامح الجامع الأصلية.

المصادر:

- الموسوعة اليمنية، الجزء الرابع، مؤسسة العفيف الثقافية، صنعاء، الطبعة الثانية، 2003. 

- مساجد اليمن؛ نشأتها - تطورها – خصائصها، تأليف: محمد زكريا، مركز عبادي للدراسات والنشر، صنعاء، 1998.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English