محمد عبدالباري الفتيح

الشاعر المشقر بالسحابة
خيوط
June 14, 2022

محمد عبدالباري الفتيح

الشاعر المشقر بالسحابة
خيوط
June 14, 2022

(4/8/1938م  - 13/6/2013م)

وُلد محمد عبدالباري الفتيح في قرية المعامرة عزلة قدس. وهو مؤلف، وشاعر. تعلم القرآن الكريم ومبادئ القراءة الأولية في قريته، ثم انتقل إلى مدينة عدن، فدرس فيها المرحلة الابتدائية، ثم سافر إلى مدينة الخبر السعودية بالمملكة العربية السعودية، فدرس فيها الإعدادية، ثم انتقل إلى سوريا، فدرس فيها الثانوية، ومنها انتقل إلى المجر، فالتحق بالجامعة، وحصل فيها على البكالوريوس، ثم الماجستير في التاريخ واللغات السامية عام 1970.

عمل في البنك المركزي اليمني في الحُديدة عام 1970، ثم انتقل إلى الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات بتعز حتى تاريخ تقاعده، وهو من مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.

غنّى للشاعر محمد عبدالباري الفتيح عدد من الفنانين اليمنيين، منهم عبدالباسط عبسي، وجابر علي أحمد، ومحمد صالح شوقي. 

تميز شعره بالحنين إلى الوطن، والتغنّي بالأرض في مواسمها المختلفة، ومن أشهر نصوصه في ذلك: (وا قمري غرد)، و(الليل وا بلبل دنا)، و(يا طير ياللي). 

من مؤلفاته: 

  • المشقر بالسحابة ديوان شعر (حميني)، صدر عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عام 2003م.

سطوح من النقاء

وشكّل رحيله خسارة كبيرة للساحة الأدبية والثقافية والإبداعية اليمنية من الصعب تعويضها في المدى المنظور، فقد مثّل الشاعر الفتيح بقصيدته وتجربته الثقافية عمومًا، حالة مكثفة من الإبداع ليس في شعريته العالية التي عبر فيها عن هموم وتطلعات الوطن والمواطن وحسب، وإنما في مكانته وأدواره في خدمة الحركة الثقافية اليمنية التي برز فيها واحدًا من أهم أعلامها وفرسان كلمتها وموقفها الصلب تجاه قضايا الوطن والإبداع.

محمد عبدالوهاب الشيباني يرى أنّ الفتيح جسَّد في سيرته العطرة واحدة من أوضح الحالات وأكثرها تعيينًا بحضوره كإنسان ورؤيته كفنان. عاش من الزمن سبعة عقود ونصف، أمضى أكثر سنينها معجونًا بطين البسطاء، يلتقط أشعاره من قلب الحياة وتشعباتها الضاجّة، والتي تتحول إلى مزحة كبرى، فكوارثها المفجعة لا تستوجب منّا كقراء لقصائده سوى الاحتجاج و"العرعرة" بصوتٍ مرتفع حسب رغبته ككاتب، أما مُبهجاتها وسلوانها فيمكن أن تُختزل، إما في قصيدة قابلة للتلحين والغناء، نهجل بأبياتها ونرقص على إيقاع كلماتها البسيطة مثل صاحبها، أو أن تستكين كنتفٍ في قعر المسكوت عنه والمغيَّب، تاركة لمصائرها القرائية أن تتداولها الألسن بدلًا عن ترويجها المكتوب، بسبب فعل الحفر الذي تقوم به في عمق ما لا يقارب لجهة العيب والمحرَّم.

وهو القائل: 

قال المتيَّم بأرضه

ما يجبر الكسر جابر

غير ثورة اليأس في الناس

لما تموج في الشوارع

غضب وطوفان زوابع 

بأردأ زمن ترفع الراس.

ويراه كتّابٌ وأدباء ومثقفون مدرسة عامرة بالجمال الذي تسامق وتعملق صاحبها حتى إنّ قصيدته برزت على درجة عالية من الشعرية التي استنطقت تفاصيل الحياة الجميلة في مجتمعه على سطوح من النقاء والمحبة وغيرها من القيم التي نذر الفتيح حياته من أجلها متميزًا بقدرته الفذة في التعبير عنها . 

كما يعتبر كثيرون هذا الشاعر الكبير مناضلًا حقيقيًّا في تقديم نصه وتجسيد ذلك من خلال مواقف نوعية ونضالية مختلفة جسدت حالة الشاعر التواق إلى مستقبل جديد.

ويعد الشاعر الفتيح أحد كبار مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ومن رموز الحركة الثقافية اليمنية وأعلام الفكر الوطني ومن الأدباء الذين أسهموا وكانوا في طليعة المؤثرين والمعبرين عن تطلعات وهموم الوطن والمواطن عبر شعريته العالية التي تجلت تجربة كبيرة ومثلت مدرسة فريدة في الشعر العامي وتغنى بكلماته عدد من الأصوات.

القاصّ والروائي اليمني علي المقري يؤكد أنّ محمد عبدالباري الفتيح هو أول من علمه أوزان الشعر، كما أنه أول من حضه على عدم التقيد بها.

أثر فني

ترك الفتيح بصماته الواضحة في اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين حيث كان اسمًا عاليًّا ونقابيًّا بارزًا، كما استطاع بكلماته الخالدة أن يمثل حالة شعرية وجمالية مختلفة عن المناهج والمدارس المتعارف عليها، وذلك لأنه كان ابن المكان وتفاصيله الحميمة ووجوه الناس البسطاء في تطلعاتهم وتوقهم إلى المستقبل، فقد خسرته القصيدة وخسرها الناس الذي كان الفتيح بمثابة صوتهم الحقيقي والمعبر عنهم في كل مكان وزمان.

فنانون غنّوا من شعر وقصائد الفتيح، مثل الفنان عبدالباسط عبسي الذي بدأ تعامله مع الفتيح مطلع السبعينيات في محافظة الحُديدة، وكان حينها كما يقول صغيرًا ومبتدئًا في مجال الغناء، فقد قدم له الفتيح نصوصًا شعرية غنائية وإبداعية، لأعمال فنية شكّلت البداية الحقيقية والانطلاقة الأولى لمسيرته الفنية، والتي منها: "وا قمري غرد"، "ما أمر الرحيل"، "يا طير يا لي"، و"الليلة ألف ليلة"، ومن خلال هذه الأعمال مثلت همزة وصل بينيه وبين جمهوره وبفضل تشجيع الشاعر الكبير الفتيح أصبح له جمهور متابع ومتذوق لأعماله الغنائية التي منها الكثير من كلمات الشاعر محمد عبدالباري الفتيح.

المصدر:

  • موسوعة شعر الغناء اليمني، دائرة التوجيه المعنوي، صنعاء، ط1، 2005.
  • مصادر ومواقع صحفية رسمية.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English