مطعم "البياض" في ذمار

38 سنة من اجتذاب البطاطس لفئات المجتمع
صقر أبو حسن
July 23, 2021

مطعم "البياض" في ذمار

38 سنة من اجتذاب البطاطس لفئات المجتمع
صقر أبو حسن
July 23, 2021

  في ذات المكان قبل 38 سنة، جلس "محمد البياض" يبيع "الشبس" والبطاطس المسلوق، وفي غضون عامين، كان قد استقطع جزءًا من حوش منزل العائلة في حيّ الناصر وسط مدينة ذمار، ليحوله إلى مطعم شعبي لبيع البطاطس والبيض المسلوق، ومنذ ذلك العام بدأ المكان يزدهر ويتحول إلى واحد من أهم المعالم الشعبية للمدينة.

  يقول محمد البياض في حديثه لـ"خيوط"، إنه يعمل في المطعم مع أشقائه الثلاثة، وأن كل واحد منهم بات متخصصًا في شيء معين من أعمال المطعم. ويضيف موضحًا: "أنا أقلي البطاط والشبس وأصنع الطعمية وأحمد عليه صنع الشاهي والقهوة للزبائن، وعبد الله مختص في بيع البطاط والبيض المسلوق، ومبروك يعد مساعدًا للجميع في فترة الازدحام". ويؤكد محمد أن هذا المطعم لم يغلق طوال تلك الفترة ، باستثناء أيام تُعد بأصابع اليد.

الأسابيع التي يرتفع فيها سعر "القات" ويمتنع الكثير من المواطنين عن تناوله بسبب أسعاره المرتفعة، تتضاعف أعداد مرتادي المطعم، حتى إن الكثير من الأيام تنفذ الكمية التي لدينا قبل السابعة مساءً

  كان المكان قبلة لسكان ذمار، وكذلك للكثير من زائري المدينة، حتى إن المكان قبل نحو 15 سنة، كان يستقبل العشرات من السياح والأجانب من مختلف الجنسيات شهرياً.

  وفق أحمد- أحد الأشقاء الأربعة الذين يمتلكون المطعم- فالمطعم يستقبل يومياً بين 150-200 شخص، أغلبهم يأتون على شكل مجموعات. يقول في حديثه لـ"خيوط": "منذ الساعة العاشرة وحتى الثانية ظهراً، هي الفترة الأولى للعمل والإقبال فيها يكون محدودًا، وأغلب الزبائن من العمال والشباب والطلاب، وفي فترة المساء، التي تمتد من الثالثة عصرًا وحتى الثامنة مساءً يكون الإقبال مضاعفًا من الشباب والرياضيين والسياسيين والأدباء".

  يحرص مطعم البياض على انتقاء أجود أنواع البطاطس وبيض الدجاج، والحرص على صنع سمعة جيدة، وطوال السنوات الماضية، حافظ على سمعته وقدرته على المنافسة حتى مع انتشار المطاعم الشعبية لبيع البطاطس والشبس بشكل كبير في مدينة ذمار. "حتى إن كل حي من أحياء المدينة لا يخلو من محل للبطاط والشبس والبيض." قال أحمد، وتابع واصفًا أيام الذروة التي يكون الإقبال فيها مضاعفًا عن الأيام العادية: "الأسابيع التي يرتفع فيها سعر "القات" ويمتنع الكثير من المواطنين عن تناوله بسبب أسعاره المرتفعة، تتضاعف أعداد مرتادي المطعم، حتى إن الكثير من الأيام تنفذ الكمية التي لدينا قبل السابعة مساءً".

  مع قلة الأماكن التي يمكن زيارتها في مدينة ذمار، خاصة لمن لا يتعاطون نبتة القات، يكون مطعم البياض وجهةً يوميةً للجميع. ويقول محمد العومري- أحد الزبائن القدماء للمطعم: "هذا واحد من أقدم المطاعم الشعبية في مدينة ذمار، ويأتي إليه الكثير من الرياضيين والسياسيين يوميًا"، مشيرًا في حديثه لـ"خيوط" إلى أن المكان يعتبر "أكثر من مطعم شعبي، بل يمثل للكثيرين، ملتقى عام لأهالي المدينة"، وأنه بات واحدًا من أهم المعالم الشعبية لمدينة ذمار، ويشهد إقبالًا يوميًا من كل فئات وشرائح المجتمع.

  ويتذكر العومري، وهو من سكان مدينة ذمار، عندما كان يرتاد المطعم قبل نحو ثلاثين سنة، مع العشرات من أبناء جيله عقب كل مباراة كرة قدم يلعبونها. ويتابع: "كان "البياض" بالنسبة لنا مكافأة للّعب، ونأتي إليه سواءً فزنا في المبادرة أو هُزمنا."


•••
صقر أبو حسن

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English