"جامع الأعور" بريمة

مَعلم ديني قديم لم تُكتشَف كل أسراره
خيوط
April 4, 2024

"جامع الأعور" بريمة

مَعلم ديني قديم لم تُكتشَف كل أسراره
خيوط
April 4, 2024

التسمية:

جامع الأعور.

الموقع:

قرية الأعور، بني الضبيبي، مديرية الجبين – محافظة ريمة.

الآمِر بالتشييد وزمنه:

لم تتوفر حتى الآن معلومات عن اسم مشيّده وزمنه، كما يُختلف حول عمره التاريخي.

الطراز:

اكتسب الجامع طرازه من خصوصية المعمار التقليدي الشائع للمساجد القديمة في أرياف اليمن.

 الوصف:

تاريخ تشييد جامع الأعور التاريخي بريمة، لا يزال موضع جدل بين الباحثين والمؤرخين، فبينما يعتقد بعضهم أن بناءه يعود إلى القرن الأول الهجري، يعتقد آخرون أنّ بناءه الفعلي كان في القرن الحادي عشر من التقويم ذاته، إذ لا تزال هناك جهود للبحث عن أثر يفيد بتاريخ بنائه في النقوش والكتابات والآيات القرآنية في مصندقات السقف والجدران المنقوشة.

ومبنى الجامع عبارة عن شكل مربع تقريبًا، طول ضلعه عشرة أمتار، يضمّ صحنًا للصلاة، بجانبه بركة مياه، وقد استخدمت الأحجار الجميلة المنحوتة بعناية في عملية بناء الجامع، ومادة القضاض لربط أحجار جدرانه الأربعة، ويحتوي المبنى على أربعة "طواريد" تفصلها أربعة أعمدة خشبية، مجموع عددها 16 عمودًا خشبيًّا، بارتفاع 8 أمتار.

جامع الأعور من الداخل

بينما يستقر الضوء بأناقة على سقفه الخشبي المزخرف بزخارف نباتية متقنة، يتسلل الجمال الفني من كل زاوية، ممّا يجعل الزوار يندهشون من براعة الحرفيين الذين صنعوا هذا العمل الفني الرائع، فالجامع له سقف خشبي مزدان بزخارف نباتية منحوتة ومرسومة بعدة ألوان مطعمة بماء الذهب على شكل مصندقات، وتحت السقف إطار خشبي يحمل كتابات قرآنية منحوتة بالخط البارز ومكتوبة بالخط الكوفي، والسقف يحمل خمسة صفوف بأشكال مختلفة. كما توجد تشكيلات نباتية بداخل كل مصندقة، تشبه النجمة أو الزهرة، منها الرباعية ومنها السداسية ومنها الثمانية الشكل.

سقف جامع الأعور

ويضم الجامع مكتبة يوجد بها مخطوطات قديمة للقرآن الكريم، وملاحق تتكون من غرفتين صغيرتين (مقصورة)، أو ما كان يطلق عليها بـ(المِعْلامة)، كان يتم فيها تعليم الأطفال القرآنَ الكريم والقراءة والكتابة، قبل ظهور المدارس.

كما يضمّ المسجد إطارًا خشبيًّا من جميع الجهات يقع تحت السقف مباشرة، حيث يحمل كتابات قرآنية منحوتة بالخط البارز ومكتوبة بالخط الكوفي، يلي هذا الإطار من جميع الجهات نوافذ مستطيلة عليها إطارات خشبية نحتت بشكل جميل يدل على البراعة الفنية ممّا يجعل النور يتسرب إلى داخل المسجد على شكل خيوط شعاعية جميلة، تضفي رونقًا جماليًّا مهيبًا.

من المخطوطات التي ما زال الجامع يحتفظ بها في مكتبته: نسخة للمصحف الشريف بخط ياسين بالقاسم الهتاري، وهو من أبرز الكتّاب الذين اشتهروا في ريمة بكتابة وزخرفة المخطوطات، ومنها المصاحف القرآنية، التي انتشرت في أرجاء ريمة وخارجها، ويعود تأريخ تلك النسخة إلى القرن الثالث عشر الهجري.

جامع الأعور ليس مجرد مَعلم تاريخي بخصوصية روحية فقط، بل هو رمز ثقافي وديني كبير، ونقطة اجتماع السكان من القرية والقرى المجاورة له، حيث تقام فيه صلاة الجمعة وصلاة العيدين، وغيرها من فعاليات المناسبات الدينية. 

ويحظى بعناية شديدة وحراسة مستمرة من أهل المنطقة، الذين يؤمنون بالقوة الروحية والبركة التي يحملها، وفي هذا الصدد يتداول السكان المحليّون قصصًا وروايات عن فضل وبركة الجامع، والحراسة الشديدة التي تحيط به من الصلاح (الملائكة)، ضمن عملهم الروحي لحمايته من أي اعتداء أو تخريب.

كتب المادة لـ"خيوط": فائز الضبيبي.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English