ستون عامًا أكتوبريًّا

أولى التضحيات التي نقشت ثورة
خيوط
October 14, 2023

ستون عامًا أكتوبريًّا

أولى التضحيات التي نقشت ثورة
خيوط
October 14, 2023
.

ستون عامًا مرت منذ انطلقت أولى رصاصات ثورة 14 أكتوبر وسقوط أول شهدائها في جبال ردفان، حينما كان رجالها يتصدون لحملة بريطانية مجهزة بالعتاد لملاحقة الثوّار العائدين من جبال المحابشة بحَجّة في الشمال اليمني، حيث كانوا يقاتلون القوات الملكية دفاعًا عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962.

قبل ذلك، كان "المقاتل غالب راجح لبوزة قد ترك مع مجموعة من رفاقه المقاتلين من أبناء ردفان منطقةَ المحابشة إلى تعز؛ حيث نسق مع قيادة الجبهة القومية، ثم عاد إلى ردفان بهدف التواجد داخل المنطقة، ولما علمت السلطة البريطانية بعودة مجاميع من أهالي المنطقة؛ أمرت بتسليمهم لأسلحتهم أو تعرضهم لدفع غرامة كبيرة؛ وهو ما جعل المقاتل لبوزة ورفاقه يلجؤون إلى الجبال".

يرد في الروايات أنّ "الشهيد راجح غالب لبوزة ومجموعته من الثوار، كانوا مساء الثالث عشر من أكتوبر يبيتون في رأس جبل البدوي، ومع فجر يوم 14 أكتوبر وزع الشهيد لبوزة الثوار إلى أربع مجموعات تحيط بالقوات من المقدمة والخلفية. وانتشرت القوات البريطانية في وادي المصراح إلى قرية البيضاء، واتخذت المدفعية والدبابات مواقع مهمة ترصد تحركات الثوار في الجبل.

بدأت المعركة حوالَي التاسعة صباحًا، واشتدت الاشتباكات، ومع قرب الظهيرة بدأت مقدمة القوات البريطانية بالتراجع، وتقدم الشهيد لبوزة في موقع آخر من الجبل؛ ليكون أكثر إطلالة على القوات، ولكن المدفعية كثّفت نيرانها على الموقع الذي فيه الشهيد لبوزة –جبل البدوي، أكمة الضاجع- فوقعت قذيفة بالقرب منه أصابته شظية منها، فسقط شهيدًا، وجُرح أحد رفاقه، وثبت الثوّار في مواقعهم حتى انسحبت القوات البريطانية.

الصورة لـ: خلدون- من احتفالات مدينة تعز بالذكرى 60 لثورة 14 اكتوبر

عند انتهاء المعركة ومع حلول الظلام، نُقل جثمان الشهيد راجح غالب لبوزة من جبل البدوي، وقرر ابنه دفنه في منطقة عقيبة؛ لبعد المسافة إلى مسقط رأسه دبسان، ووعورة جبل حقلة".

في 23 أكتوبر، أعلن من صنعاء، المهندس قحطان محمد الشعبي، مستشار الرئيس السلال ورئيس مكتب شؤون الجنوب اليمني المحتل (الرئيس الأول لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية)، يوم الرابع عشر من أكتوبر يومَ مفتتحِ الكفاح المسلح لإخراج المحتل البريطاني من عدن والمحميات الغربية والشرقية.

وبعد أربع سنوات من العمل السياسي والكفاح المسلح والعمل السياسي في الأرياف، والتضحيات الكبيرة التي قدّمها مقاتلو الجبهة القومية وجبهة التحرير والتنظيم الشعبي وغيرهم من التشكيلات السياسية والعسكرية، نال الجنوب اليمني المحتل استقلاله الناجز في الثلاثين من نوفمبر 1967، لتمضي بعد ذلك ثورة أكتوبر في بناء دولة حديثة موحدة ومترامية على أنقاض 22 سلطنة ومشيخة في عموم الجنوب اليمني.

غير أنّ الأزمات العاصفة والصراعات البينية التي شهدتها البلاد (شمالها والجنوب) على مدى نصف قرن وآلت إلى حالة الحرب القائمة، أجهزت على جوانب كثيرة من مشروع الثورة وحوامله الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

قبل عام، أنجزت "خيوط" ملف "الثورة التي أطفأت شمس الإمبراطورية في المشرق"، من منطلق أن استذكار ثورة أكتوبر واجبٌ أخلاقيّ رفيع، حتى لا تأخذنا حمى التصدعات، إلى هوة سحيقة، بعيدًا عن فكرة الانتماء لوطنٍ عمِلَت الأهواء السياسية ومشاريع التفكيك الصغيرة على تحويله إلى هُويات مجزّأة مشبعة بالكراهية المجَّانية، خدمة لمشاريع تفكيكية أكبر، ووجد رعاة هذه المشاريع في الأدوات الداخلية السهلة والرخيصة مبتغاهم، حتى وهي تعمل تحت شعارات مراوِغة، لتخدير العامة بوعود لا يمكن أن تتحقق بالارتهان السياسي الذي كثيرًا ما رفضته ثورة أكتوبر بوعودها البسيطة والقريبة من الناس.

وهو الأمر الذي نكرر قوله هذا العام، وسنكرره أيضًا في كل عام، ومع كل مناسبة وطنية ناضل اليمنيون شمالًا وجنوبًا من أجل تحقيقها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) بعض المعلومات التاريخية في الافتتاحية مأخوذة من مواد تنشر في "خيوط" بالتزامن مع الذكرى.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English