عبدالرحمن الغابري

عَيْن اليمن وذاكرته البصرية على مدى نصف قرن
خيوط
March 9, 2020

عبدالرحمن الغابري

عَيْن اليمن وذاكرته البصرية على مدى نصف قرن
خيوط
March 9, 2020
|

ولد عبد الرحمن محمد يحيى الغابري في العام 1956، في قرية القشعي إحدى قرى مديرية عتمة التابعة لمحافظة ذمار. متزوج وله ثلاثة أبناء وابنتان: شادي، وأريج، وزرياب، وأمين، وشذى.

 درس في كتاتيب القرية قبل أن ينتقل إلى صنعاء فيالعام 1965، ودرس في مدرسة الأيتام الشعبية. ثم التحق بوظيفة ذات طبيعة مدنية فيالتوجيه المعنوي التابع للجيش، وواصل دراسته الإعدادية والثانوية بالتزامن معالعمل في هذه الوظيفة.

قبل أن يبدأ رحلته في احتراف التصوير، كان عبد الرحمن "الفتى" يحلم بامتلاك كاميرته الخاصة. لم تكن القدرة المالية هي العائق الوحيد، ففي ستينيات القرن العشرين كانت شعبية فن التصوير نادرة، وبالمثل أدواته. كما أن امتلاك الكاميرا مقتصرًا على المسؤولين الحكوميين أو الأثرياء، ناهيك عن كون التصوير محرمًا دينيًا قبل الثورة، وترفًا وفق النظرة الاجتماعية. لكن مع اخضرار شارب الفتى عبد الرحمن، بدأ بعض عشاق هذا الفن في تعريف اليمنيين بأهمية تحويل الذكريات من صورة مجردة في الذاكرة إلى لقطة مرئية بالعين على امتداد الأجيال. كان خالد السقاف أحد هؤلاء.

  كان لخالد السقاف استوديو في صنعاء، كما كانموظفًا مدنيًا في دائرة التوجيه المعنوي التابعة للجيش الجمهوري الذي لم يكن مضىعلى تأسيسه أكثر من ست سنوات. وفي العام 1968، بدأ عبد الرحمن الغابري رحلتهباحتراف التصوير، من تظهير (تحميض) وطبع الصور على يد خالد السقاف. كما تدرب علىيد حمود غانم- مالك استديو مأرب في شارع 26 سبتمبر بصنعاء. ومنذ ذلك الحين، بدأ بتصويرالفعاليات والمناسبات الحكومية والوطنية.

ذات يوم أخبره ضابط عاد لتوه منالدراسة في الاتحاد السوفيتي، بأن لديه كاميرا، وكانت تلك هي كاميرا "زينيت"التي امتلكها لأول مرة. ورغم أنه كان يصور بالكاميرا الخاصة بدائرة التوجيه المعنوي،إلا أن الفعاليات والمناسبات الحكومية لم تكن تلبي شغفه بالتصوير. كان مشدودًاللطبيعة والإنسان البسيط. فهو ابن الأرض الذي لا يزال مسكونًا بعشق الأرض والزراعةويعرف الكثير عنهما، حتى أنه يوقع كتاباته وصوره باسم "الفلاح".

 في العام 1970، ابتُعث عبد الرحمن إلى سوريا لدراسة الإعلام؛ فنون الطباعة.وبجانب تلك الدراسة، درس الموسيقى والتمثيل في معاهد خاصة، وهناك تعلم العزف على آلتيالعود والجيتار، ووجد مساحة لاستكشاف صوته في الغناء، غير أن الغلبة كانت لشغفهبالتصوير.

 لم ينتظر كثيرًا حتى ابتعث مرة أخرى العام 1975 إلى لبنان لدراسة الاخراجالسينمائي التسجيلي، وكان غالب هلسا وهيني سرور أبرز مدرسي الإخراج السينمائي بالجامعةالأمريكية في بيروت. نال عبد الرحمن شهادة دبلوم في الإخراج بدرجة امتياز. وقد شاركفي عدد من الأفلام التسجيلية كمساعد مخرج ومصور سينمائي وفوتوغرافي مع زميله حسينالحريبي الذي كان مبتعثا من الجنوب. أبرز تلك الأفلام "مكان الولادةفلسطين" و"كفر شوبا" للمخرج العراقي سمير نمر.

عندما عاد الغابري إلى اليمن فيالعام 1976، عيّن مديرًا للتصوير ومديرًا ومخرجًا للمسرح العسكري. خلال توليه هذهالمهام، أخرج أربع مسرحيات: ثلاث منها للكاتب محمد الزرقة: "الجندرمة"، "إرادةشعب" و"يوم لا ينسى"، والمسرحية الرابعة كانت "المناقيش"للكاتبين محمد المحبشي وإسماعيل الكبسي.

 وإلى ذلك، لم يتخلّ عن ممارسته للتصوير الفوتوغرافي والسينمائي. وخلالمسيرته المهنية، أقام حتى الآن ما يربو على ٧٩ معرضًا شخصيًا داخل اليمن وخارجه، كانآخرها معرضه في مملكة السويد في ديسمبر 2018.

 عين مستشارا لوزارة الثقافة للفنون البصرية، وهو منصب شرفي، حيث لم تطلبمنه استشارة بصرية، خاصة أثناء الحرب المستمرة منذ العام 2015.

 يمتلك أرشيفًا كبيرًا من أعماله "نيقاتيف وبوزاتيف" إلى جانب "الديجتال".ويشمل هذا الأرشيف معظم جوانب الحياة في اليمن، حيث تركزت التقاطاته الفوتوغرافيةعلى التحولات الاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والتاريخية، والاقتصادية، معتركيز خاص على المرأة والطفل.

 كما يتضمن الأرشيف صورًا للطبيعة في اليمن، بما في ذلك صورًا جوية. وقدأصدر مجلدين لأعماله؛ الأول عن جزيرة سقطرى وما تتميز به بيئيًا عن جزر العالم،والآخر عن اليمن عمومًا (قيد الطبع).

 كُرم من قبل جهات ثقافية عديدة: اتحاد الأدباء والكتاب اليمني، ووزارةالثقافة اليمنية، ووزارة الثقافة العراقية، ومنظمات إنسانية دولية ومحلية.والغابري أحد مؤسسي نقابة الصحفيين اليمنيين التي أنشئت في العام 1976، وعضو اتحادالصحفيين العرب، وعضو منظمة الصحفيين العالمية، ورئيس اتحاد المصورين العرب إقليماليمن، والمدير التنفيذي لمؤسسة الهوية اليمنية الثقافية.

  شارك في عدد من الورش التخصصية في التصويرالفوتوغرافي إقليميا ودوليًا، كممثل لليمن، ونشرت أعماله الفوتوغرافية في صحف ومجلاتمحلية وعربية ودولية.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English