26 سبتمبر

لم تزل الحاجة قائمة لمشروعه ووعوده
خيوط
September 26, 2023

26 سبتمبر

لم تزل الحاجة قائمة لمشروعه ووعوده
خيوط
September 26, 2023
.

تحل اليوم على اليمنيين الذكرى الـ61 لثورة 26 سبتمبر والبلاد تمرُّ بظروف صعبة للغاية، بفعل تأثيرات الحرب والفوضى التي عصفت بها منذ اجتياح صنعاء قبل تسعة أعوام، ومع كل ذلك لم يزل الكثير يحيون هذه الذكرى بشيء من الحنين للأمل الذي صنعته قبل ستة عقود، ولم تستطع أدوات التقويض المادي والمعنوي، التي تملكتها القوى المناهضة لسبتمبر، من تبديده من الوعي الجمعي، بل يزداد بهاء مع كل مناسبة تذكِّر الناس به.

مشاريع التفكيك والانعزال في شمال البلاد وجنوبها حاولت خلال سنوات الحرب، وما قبلها، خلق فجوة كبيرة بين حاجات اليمنيين اليومية (التي صنعتها) وبين حلمهم الوطني (الذي تريد تغييبه)، بجعل الأولى هي ما تستوجب اللهاث خلفها، وجعل الثانية ترفًا ذهنيًّا وحنينًا لذكرى القبور كما تقول تعابيرهم، بل وذهب البعض إلى اعتبار الأولى جريرة للثانية، فلولا الثورات والأزمات التي ارتبطت بها لما كان المجتمع قد وصل إلى هذه الحالة البائسة كما يروجون. 

هذا الخطاب بذهانه وعصبويته يجد وعيًا هشًّا لحمله والدفاع عنه بوسائل شتى، ويتغذى من تفشي الكراهية، من منطلقات مذهبية ومناطقية، والتي يُهندس لها بعناية ليس في سائل الكلام، وإنما في الممارسات الفعلية لهذه الجماعات على الأرض، والتي تصل إلى حد القتل والتغييب.

جِيلان على الأقل لم يرتبطا وجدانيًّا بالحدث المفصلي في تاريخ اليمن، والذي حاول نقل المجتمع من ظلمات القرون إلى مساحة ضوء ساطع، غير أنّ المشروع المتناسل والواحد للجماعات الظلامية والاستبدادية ومحاولاتها المستميتة إرجاعَ الجميع إلى أزمنة غابرة وتمثل صراعاتها الدموية في وقتنا الحاضر، فتحت وعيهم ومداركهم على صنائع سبتمبر العظيم والذي جابه منذ أول يوم لولادته مؤامرة عظيمة من مكونات البنية التقليدية المتخلفة في الداخل ومن يسندها من الخارج، وهي البنية ذاتها التي تحاول اليوم التحكم بمصائر اليمنيين، ومحو كل ما له علاقة بهذا الحدث في تاريخ اليمن المعاصر.

سيبقى 26 سبتمبر حالة وطنية أرادت أن تصنع لليمنيين وطنًا، ومقومات دولة، ومشروع جامع قادر على تجاوز التمايزات الاجتماعية، والاستبداد السياسي والديني، واحتكار الوظيفة والمال، وهي الحاجة التي لم تمُت، ولم تزل قائمة عند اليمنيين بكل شرائحهم وأطيافهم، بل ويزداد التوق إليها كلما نبتت سلطة استبدادية في غفلة من الوقت وتغولت، وأرادت تقسيم المجتمع إلى سادة وعبيد، كما كانت تفعله إمامة الأمس. 

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English