تلعب الرياضة بصفة عامة، وكرة القدم بشكل خاص، دورًا مهمًّا في حياتنا المعاصرة، إنّها الساحرة التي تُطلق العنان لكل مشاعر الفرحة والغضب؛ توحِّد الشعوب وتجمع من فرّقتهم السياسية.
ويجد الجمهور الرياضيّ في اليمن، كغيره من جمهور العالم، في كرة القدم، متنفَّسًا للهروب من أوجاع الحرب وضنك السياسة، رغم توقّف النشاط الرياضيّ خلال السنوات الأخيرة، وغياب الدعم، وانعدام أبسط المقومات لعودة عجلة الدوريات والمنافسات إلى الدوران.
وبالرغم من الإخفاقات والواقع السيِّئ، التي تعيشها الكرة اليمنية، والتي كان آخرها مشاركة المنتخب الأول بكأس الخليج الـ25 في مدينة البصرة العراقية، والخروج بثلاث هزائم، فإنّ الجمهور اليمنيّ يرى بصيصًا من النور والأمل فيما يحقّقه منتخب الناشئين؛ أبرزها تحقيق بطولة غرب آسيا في السعودية 2021، والتأهّل مؤخرًا إلى نهائيات كأس آسيا للناشئين 2023، في تايلند شهر مايو/ أيار المقبل.
نزول ميدانيّ
في الأثناء، بدأ المنتخب الوطني للناشئين بقيادة المدرِّب محمد حسن البعداني، ومساعده الكابتن هيثم الأصبحي، الاستعداد لكأس آسيا في معسكر تدريبيّ يُقيمه منذ 13 فبراير/ شباط في العاصمة اليمنية صنعاء.
المنتخب سيقيم معسكرًا خارجيًّا بعد الانتهاء من المعسكر الداخلي، وهناك ترتيبات لإقامة العديد من المباريات الوديّة مع منتخبات قوية وجاهزة لكي يصل المنتخب للبطولة الآسيوية بالجاهزية المطلوبة.
وذلك بعد أن قام المدرِّب ومساعده بالتنقّل لعدة محافظات من أجل اختيار اللاعبين، خصوصًا أنّ أغلب لاعبي الجيل الذي حقّق بطولة غرب آسيا أواخر العام 2021، ووصل إلى نصف نهائي كأس العرب العام الماضي، قد تجاوزت أعمارهم السنّ القانونية.
وأكّد مساعد مدرب المنتخب، الكابتن هيثم الأصبحي، في تصريح لـ"خيوط"، أنّ الطاقم الفنّي للمنتخب قام بالنزول الميدانيّ لجميع المحافظات اليمنية بهدف اختيار اللاعبين، إذ خضع لهذه الاختبارات ما يزيد على 1400 لاعب، وتم اختيار 37 لاعبًا للقائمة الأولية، في حين تم بعد ذلك استبعاد لاعبين اثنين لعدم استيفاء الوثائق.
وأضاف الأصبحي أنّه لم يتم استبعاد أيِّ لاعبٍ من اللاعبين السابقين للمنتخب؛ كون الاتحاد الآسيوي أخبرهم في وقتٍ سابق بإمكانية مشاركة جميع اللاعبين الذين خاضوا التصفيات في النهائيات، لكنّه أكّد في الوقت ذاته أن عامل النمو الجسدي لدى اللاعبين، وخضوعهم للفحوصات هي النقطة المفصلية في تحديد مشاركة اللاعب من عدمه، متمنِّيًا مشاركة جميع اللاعبين؛ كونهم يمتلكون تجانسًا وخبرة دولية كبيرة اكتسبوها من المشاركات السابقة.
ويعمل الطاقم الفنّي بجهدٍ وتناغم كبير مع اللاعبين؛ لتحقيق الهدف المنشود، وهو التأهُّل لكأس العالم في البيرو نهاية العام الجاري. وستشارك المنتخبات الأربعة التي ستتأهّل للدور نصف النهائي في بطولة آسيا، مباشرة في المونديال.
وأشار مساعد المدرب إلى أنّ المنتخب سيُقيم معسكرًا خارجيًّا بعد الانتهاء من المعسكر الداخلي، وهناك ترتيبات لإقامة العديد من المباريات الوُدّية مع منتخبات قوية وجاهزة، لكي يصل المنتخب للبطولة الآسيوية بالجاهزية المطلوبة.
واختتم الأصبحي تصريحه لـ"خيوط"، أنّه مع الكابتن محمد حسن البعداني، يبذلان قصارى جهدهم لنقل خبرتهم الكُرويّة للاعبين، وإسعاد كلّ الجماهير اليمنية التي تنتظر بشغف مشاركة هذا المنتخب.
شغف الانتظار
وقد أطلق اتحاد كرة القدم في وقتٍ سابق، حملةً يدعم من خلالها المنتخبَ للوصول إلى مونديال الناشئين للمرة الثانية في تاريخه، بعد أكثر من عشرين عامًا على تأهُّل منتخب الأمل لمونديال فنلندا 2003.
في السياق، قال مدير المنتخب، الكابتن أحمد الحسني، إنّ مرحلة الاستعداد للنهائيات الآسيوية للناشئين بدأت باستدعاء الجهاز الفنّي للاعبين الذين تم اختيارهم أثناء النزول الميداني لعموم محافظات الجمهورية.
وأشار إلى أنّ اللاعبين، وبحسب رؤية وخطة الجهاز الفني، سيخضعون خلال فترة المعسكر للتقييم النهائي لمستوياتهم وإمكاناتهم من خلال التمارين البدنية والتكتيكية، وإجراء التقسيمات والمباريات للاستقرار على الأسماء التي ستنضمّ إلى المعسكر القادم، الذي سيتم فيه استدعاء 23 لاعبًا.
وينتظر الجمهور اليمنيّ بشغف كبير، مشاركةَ منتخب الناشئين، كون منتخبات الفئات السنية دائمًا ما تحقِّق نتائج رائعة وتعيد رسم السعادة على محيا هذه الجماهير العاشقة والمتعطشة لتحقيق الإنجازات، ومنتخب الناشئين سيذهب إلى تايلاند حاملًا معه دعوات وأمنيات وتطلعات 30 مليون يمنيّ، يؤازرونه بشغف أملًا في تحقيق ما يسعدهم في التأهّل للمونديال.
