مونديال مختلف لليمنيات

مفاجآت تتخطّى حدود قطر
أشجان بجاش
December 19, 2022

مونديال مختلف لليمنيات

مفاجآت تتخطّى حدود قطر
أشجان بجاش
December 19, 2022

تشاهد المرأة اليمنية مونديال قطر، سواء كانت صحفية تنشر أخبار المنتخبات أو أي متابعة رياضية خاصة في نسخة 2022، لتثبت هذه النسخة أنّها مختلفة عن كل نسخ كأس العالم السابقة.
وكان لافتًا تفاعل الفتيات والنساء في اليمن، مع مباريات كأس العالم في قطر، في صورة لم تكن معهودة من قبل بهذا الحضور الكثيف من التشجيع والتفاعل والإعجاب بالمنتخبات واللاعبين، في تحدٍّ للقيود والعادات والتقاليد التي لا تتيح غالبًا للمرأة اقتحامَ المجال الرياضي بأيّ شكلٍ من الأشكال.
تقول الإعلامية نسرين الإبارة، لـ"خيوط"، إنّ "السوشيال ميديا" ومواقع التواصل الاجتماعي ساعدت اليمنيات في التعبير عن حضورهن وتفاعلهن مع الرياضة ومباريات كأس العالم، فقد كان هناك تأثّر بهذا الجو العالمي الذي يصدح صداه في كل منزل مع الأب أو الأخ، إلى جانب مشاركة عددٍ من الدول العربية، كالمغرب ووصولها إلى نصف النهائي، ما حفّزَ كثيرًا من الفتيات للتفاعل المتواصل مع المونديال.
وتضيف: "إنّ وصول المغرب يعتبر من أهم الإنجازات، والمفاجأة التي جعلتنا، خصوصًا في هذه النسخة من المونديال، نلتفت ونهتم بمباريات كأس العالم".
تحدّي التضييق
خلال الأيام الماضية، كان هناك انتقادٌ للتمييز الحاصل في صنعاء للمرأة، وتقليص الخيارات المتاحة أمامها لمشاهدة مباريات كأس العالم، بعكس الذكور، إذ تم الإشارة في هذا الجانب لفتح أبواب ملعب نادي الوحدة بصنعاء، ووضع شاشة كبيرة لعرض المباريات بمبادرات قطرية ومحلية، إضافة إلى ساحات وأماكن واستراحات في مختلف مناطق العاصمة اليمنية.
في حين يتم حشر أكثر من 50 فتاة، في مكان صغير لمتابعة ما أمكن من المباريات التي كانت تبث في أوقات مناسبة وغير متأخرة في بعض الكافيهات أمام شاشة صغيرة للغاية، تم وضع لوحة تحتها مكتوب عليها: "الرجاء عدم رفع الصوت، وإلّا سيتم إغلاق الشاشة".
تقول فتيات ممّن حضرن إلى هذا المكان لمشاهدة المباريات وتشجيع منتخباتهن المفضلة، إنّ اللوم في ذلك لا يقع على الكافيه، لأنّ الموضوع ليس بيدهم، بل يقع اللوم على "العيون" التي تم وضعها داخل الكافية للمراقبة في انتظار أيّ شيء يبدر من الحضور، ليسارعوا في إقفال الشاشة وإيقاف عملية مشاهدة المباراة.

بالتوازي مع ذلك، كانت الفرصة مواتية لمفاجآت تتمثل في الاهتمام بهذه البطولة التي نُظّمت لأول مرة في الوطن العربي في دولة قطر، وما مثّلته من أهمية كبيرة لشعوب المنطقة من الرجال والنساء الذين عاشوا أجواء رائعة وأيامًا مليئة بالإثارة الكروية والحماس الرياضي، كما هو حال اليمنيين واليمنيات.

تتساءل إحدى الفتيات؛ لماذا لم يتم تخصيص ملعب الوحدة للبنات والنساء لمشاهدة مباريات المونديال، قائلًة: "كنّا نحضر احتفالات وفعاليات في الملعب، وكان الوضع طبيعيًّا جدًّا ونحضر وننبسط، ونذهب لا أحد يؤذي الآخر، ولم يكن هناك وجود لـ"النصر يتأخر"، والناس تفكيرها سوي وراقٍ للغاية، وحتى نسبة التحرش كانت أقل".
تقول الفتاة العشرينية، فاطمة سالم، لـ"خيوط"، إنّه بالرغم من ذلك، كان هذا المونديال فرصة للمرأة في اليمن لترفع صوتها كمشجِّعة ومتفاعلة مع مباريات كأس العالم، في صورة تعبيرية تتحدّى فيها التضييق والعادات والتقاليد.
أمّا أماني أحمد، فتقول إنّ مباريات مونديال قطر حظيت بمتابعة واسعة من قبل اليمنيات في كل المناطق، فهناك من شاهدها في منازل الأسرة، وكانت أجواء رائعة سادت أوقات عرض المباريات، إضافة إلى ما أتيح من فرص للمشاهدة في الكافيهات الخاصة بالنساء.
أيام مليئة بالمفاجآت
من بين نسخ كأس العالم على مدى السنوات، تشهد نسخة 2022، مفاجآت تصدم الجماهير الرياضية، إذ إنّها لم تتوقعها، كفوز السعودية على الأرجنتين، وتألق أبناء الساموراي (اليابان)، في فوزها على الماكينات الألمانية.
وفي وقت كانت فيه الحسابات والتوقعات تستبعد فوز تونس على فرنسا، وفوز أستراليا على الدنمارك، والمغرب على بلجيكا، ومن ثَمّ إسبانيا والبرتغال، ووصولها إلى دور نصف النهائي، وخروج البرازيل أمام كرواتيا، في حين كان كثيرٌ من الرياضيين يرشحونها للتتويج باللقب.
يقول الصحفي الرياضي وعضو جمعية الإعلام الرياضي، خالد النواري، لـ"خيوط"، إنّ مونديال قطر يستحق أن نطلق عليه بطولة المفاجآت، حيث شهدت انتفاضة المنتخبات الآسيوية والأفريقية بوجه عمالقة الكرة العالمية، وكان تأهل المغرب وتقدمها في الأدوار أبرز المفاجآت، وجاء على بساط الجدارة والاستحقاق.
ويضيف النواري: "إنّ خروج رونالدو من المونديال أمرٌ بديهيّ، لتراجع مستواه خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى عدم ثبات مستوى البرتغال التي قدّمت مستويات متفاوتة خلال مونديال قطر، فكان الإقصاء في ربع النهائي أمام المغرب، ولا مبرر للمبالغة في التعاطف مع رونالدو، لأنّ هذا حال كرة القدم، وكل شيء فيها وارد".
بالتوازي مع ذلك، كانت الفرصة مواتية لمفاجآت تتمثّل في الاهتمام بهذه البطولة التي نُظّمت لأول مرة في الوطن العربي في دولة قطر، وما مثّلته من أهمية كبيرة لشعوب المنطقة من الرجال والنساء الذين عاشوا أجواء رائعة وأيامًا مليئة بالإثارة الكروية والحماس الرياضي، كما هو حال اليمنيين واليمنيات.
وتُعلّق عضو جمعية الإعلام الرياضي، سحر الجبلي، في حديثها لـ"خيوط"، بالقول: "لم يختلف تفاعلنا نحن اليمنيات عن غيرنا من المشجعات في مختلف العالم، كما أنّ اهتمامنا زاد على غير العادة".
وتعتقد سحر أنّه لو أُتيحت الفرصة بشكل أكبر لليمنيات كغيرهن من المشجعات، لَكُنَّ أكثر حضورًا وسحبن البساط من الجميع، مضيفةً أنّ تأثير الأهل وتقبّلهم، جعلَ كثيرًا من الفتيات يتابعن هذا المونديال، ويتابعن مبارياته بحماس شديد.
إسدال الستار
يؤكّد رئيس الاتحاد اليمني العام للإعلام الرياضي، الدكتور جميل طربوش، في تصريح لـ"خيوط"، أنّ كرة القدم أصبحت أقرب للقوانين، فالكثير من الخصوم مع استمرار الوقت، اكتسب الثقة وبذلك ينال الفوز، لكن أحيانًا خُطط اللعب التي تحدث، هي من تفاجئ الفرق والمنتخبات.
إلى ذلك، يقول الصحفي الرياضي سامي الحنظلي، لـ"خيوط": "حدثت الكثير من المفاجآت في هذا المونديال، وأكبرها صعود المنتخب المغربي لدور نصف النهائي، وخروج المنتخب البرازيلي، كان من المفاجآت التي صدمت الجمهور الرياضي بعد هزيمة غير متوقعة من المنتخب الكرواتي الذي صعد للدور الرابع، وبالنظر للمنتخب البرازيلي فإنه لم يقدم المستوى المنتظر منه، لذلك النتيجة كانت سلبية".
ويضيف الحنظلي لـ"خيوط": "تفاعلت الجماهير اليمنية مع المنتخب المغربي، وكما نعلم أنّ جماهير اليمن تعشق لاعبي التانجو والسامبا البرازيلي، وشاهدنا خلال ذلك تعصبًا مع المنتخب البرازيلي والأرجنتيني، وأنّ التعصب للمنتخبات أمرٌ لا يُشجَّع عليه"، مؤكّدًا أنّ الرياضة تجمع ولا تفرق.
وفي حين يصف المعلق الرياضي، منير بكر، في حديثه لـ"خيوط"، مونديال قطر بالاستثنائي من كل النواحي، يرى الصحفي الرياضي عبدالسلام المعمري، أنّ المشاركة التاريخية للمغرب والبصمة التي تركتها، هي أهم وأبرز مفاجآت هذا المونديال، فقد عاش فيه العرب واليمنيون أيامًا من التوتر والقلق والسعادة، مع ممثّل العرب الوحيد الذي استطاع قهر أعتى المنتخبات في العالم.
وكشف مونديال 2022 من كأس العالم في قطر، أنّه لا مكان للأمنيات عند الحسم، في كرة القدم، واستسلام منتخبات فاجأت العالم في الدور الأول، وذلك بالنظر لخروج بلجيكا وألمانيا من الباب الصغير، وتصدُّر كلٍّ من المغرب واليابان لمجموعتهما بمونديال لا يوجد به كبير، ومن ثَمّ فوز كرواتيا على البرازيل، ووصول المغرب إلى نصف النهائي، وخروجها بخسارتها أمام فرنسا التي ستواجه الأرجنتين التي أقصت كرواتيا في النهائي الذي سيقام الأحد 18 ديسمبر/ كانون الأول.

* تحرير/ خيوط

•••
أشجان بجاش

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English